بعد أن سجلت لقائي مع الداعية شيخنا محمد أحمد حسن سيرته الذاتية وأنه من مواليد القولد وهو خلطة بين الدناقلة والشايقية وشيخنا لا يحتاج إلى تعريف وسيرة ذاتية فهو معروف وواعظ بالإذاعة القومية وبالقنوات الفضائية وكل يوم ثلاثاء بمسجد الخرطوم الكبير بعد صلاة الظهر مباشرة يقدم درسه ووعظه للناس ويجاوب على الأسئلة ليستفيد الناس من علمه ولو لم تبادر إلى حلقة وعظه قد لا تجد مكاناً إذ يلتف الناس حوله بالآلاف وهو يخاطب الناس بلغة مبسطة وبي بسمة مهذبة، وجئت في صلاة العصر لألتقي به ولكن أحد المصلين قال لي إن الشيخ لا نلتقي به إلا في صلاة الصبح إذ أن أوقاته كلها تجوال ووعظ في المساجد والقنوات وغيرها، ومرات يحضر لنا في صلاة التراويح: ولكنه موجود في صلاة الصبح، وهذا الجامع الذي أتحدث عنه هو مجاور لمنزله ومن الملاحظ أنه ليس إمام المسجد بل هو المؤذن بالمسجد رغم أنه أعلم الحضور بالمسجد كان الواجب أن يكون هو الإمام. ولكنه آثر أن يكون المؤذن. لماذا؟ لأنه قال إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال إن المؤذنين أطول الناس أعناقاً يوم القيامة وأن المؤذنين يأتون يوم القيامة خلف جبل أحد وهو يتهادى، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم أحد جبل يحبنا ونحبه هذا ما جعل شيخنا محمد أحمد أن يكون مؤذناً في المسجد، وقال لي إن شيخنا عاوز يكاور الحسنات مرة مؤذن ومرة واعظ ومره إمام.. في بعض الاجتماعات يقدمونه ولا يخالف فهو رجل كريم الأخلاق.. هذا سيداتي: سادتي ما دفعني أن أكتب عنه استراحة سابقة في جريدة الوطن واستراحة بعدها في جريدة أخبار اليوم.. وللحقيقة أنا قلت في يومياتي إنه يمشي كداري ويركب المواصلات مره ركشة ومره حافلة. ولكنني في لقائي بالأمس معه همس في أذني قائلاً: بعده (إنت يا حاج العمدة طالبت الحكومة أن تعطيني عربة وأنا أشكرك على هذا الشعور نحوي، وأنا والحمد لله أُعطيت لي عربية ويسوقها لي أحياناً ابني حيث إنني لا أعرف أسوق العربية. ولذلك لا تطالب لي «بعربية» فأنا بحمده مرتاح مما سلموني هذه العربية» وقلت له من أعطاك هذه العربية وسكت قليلاً وقال: هذا سر لا أبوح به كما يطلب فاعله، إن كانت الحكومة أو مسؤولاً في الحكومة أو فاعل خير فلا أريد أن أبوح به والحكومة نفسها حفظ الله ولاة أمرنا لم يقصروا معنا نحن معشر العلماء والواعظين وقلت له حينما كتبتُ لا أعلم أنه عندك «عربية» وجزى الله فاعل الخير إن كانت الحكومة أو فاعل خير من عباد الله ولكنني في هذا المقام أحيي شيخنا أحمد وجميع الذين يذكرون الناس بأمر الله سبحانه وتعالى وبإرشاد رسوله صلى الله عليه وسلم ولم يكن عندي ما أقوله سوى أن أتمنى العافية وطول العمر لشيخنا محمد أحمد حسن ليستمر فينا بدعوته وكلامه الحلو المبسط الذي يفهمه كافة الناس لأسلوبه المحبب، وهناك في هذا المقام أطالب الحكومة وهي فاعلة الخيرات أن يخصصوا مرتبًا لسواق الشيخ محمد أحمد حسن بل ويتكفلوا بوقود العربة له وذلك لعدم استطاعته وتفرغه للدعوة في سبيل الله وتذكير الناس، وأظن أن الحكومة في قياداتها ممثلة في رئيسها البشير وفي نائبه الشيخ علي عثمان طه وفي نائبه الحاج آدم أظنهم فاعلين في إيجاد مرتب لسائقه ووقود لعربته لظروفه وتفرغه للدعوة.. هو لم يطلب ذلك ولكنني أنا كاتب هذه اليومية أتقدم بهذا الاقتراح ليكون في ميزان حسناتكم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، ولكم التهنئة جميعاً بأيام شهر رمضان المباركة وخليكم مثل شيخنا محمد أحمد حسن يكاور في الحسنات وتشبهوا به فإن التشبه بالرجال فلاح وشكراً لكم سيداتي.. سادتي.