تجدني أسير الفؤاد، دائم الاهتمام، مخفوض الجناح حفيظ الوفاء لرسائل قرائي الكرام التي تصلني دائماً عبر وسائط متنوعة تمثل في نهاية أصرها شعرة معاوية، وخطوط من حرير الابرزيم الثمين حلقة وضيئة المطلع بين الكاتب وقرائه الكرام من جماعة المتلقين ونحن في «الإنتباهة» مصدر التلقي هذا حريصون كل الحرص أن يجد القارئ المادة النافعة، والتحليل الناضج، والخبر الرائد، والحميّة الشرعية غير الجاهلية على هموم الأمة والشعب وبلادنا العزيزة في أصولها الحضارية والثقافية ومرتكزات الهوية، ووشائج الاتصال الاجتماعي. شكراً لكم قرائي الكرام، وتحية واحتراماً نبعثها إليكم عبر القلم والمداد على الورق، وأنتم في سويداء القلب وشفافية أحبة أوفياء.. وشامة على جبين الأخوة .. التحية لكم وأنتم تفيضون علينا سيلاً غير جرار ولا جارف من معين إخوتكم الصافي الذلال الذي ينزل على الفؤاد والجوانح بمثابة البرد والثلج رغم الأحوال والأوضاع السياسية ذات الأجواء الصايفة.. والشواغل والصوارف الطارئة الدائمة هي وحدها التي تحول دون تلبية جميع الدعوات.. وهي التي تحول أيضاً دون التواصل والتفاعل عبر وسائط أخرى.. لكن الشيء الذي نؤكده في صراحة أنكم جميعاً أهل لحبنا وتقديرنا، وشرف صحبتنا، وأنتم أهل للوداد واللقاء ونتلظى دائماً بالصبابة والنأي عنكم.. التحية والسلام للزملاء والإخوان والأخوات والأصحاب والمعارف والأحباب وقبيلة القراء أينما كانوا وأينما حلوا.. سقى الله دياركم صباحاً بالمزن والطلّ.. وساق الله إلى دياركم العزيزة الشذا والروح والريحان. ها نحن على مشارف ضفاف رمضان الضيف النزيل الكريم، نودعه وداع الملتفت بقلبه نحو المودع كان نعم المدرسة في التربية والأخلاق والتزكية.. مدرسة جدرانها قلب الصائم، ومنهجها القرآن، وأستاذها المسجد.. الله نسأله وهو خير مسؤول أن يتقبل منا ومنكم جميعاً الصيام والقيام والوصال وأن يمنحنا العفو والعافية.. والسلامة والتقوى .. والثواب والغفران والتذكرة إلى الريّان حيث جنات الخلد والأمان. قرائي الأعزاء الكرام نهنئكم على تمام الصيام والقيام ونشارككم بالقلب في وداع هذا الضيف المفضال.. وإن تباعدت الأجساد في حفل وداع هذا الضيف يكفينا تقارب الوجدان الإسلامي الذي شعاره «إنما المؤمنون إخوة» إخوتي الكرام معشر القراء إن الطريق الذي ينبغي أن نلتقي فيه دوماً على غير مفترق بعد رمضان الخير هو الطريق إلى المسجد لأداء الفرائض الخمس.. الطريق إلى صلة الأرحام ومسح أحزان الأيتام.. الطريق إلى الجهاد لدفع مطامع وغطرسة الأمريكان.. لكنا ربما دعا أن يمضي شهيداً إلى جانب الله لاعزار هذا الدين وبناء أمة المجد المؤسل والسودد والشرف.. تعالوا نردد مع الشاعر: سل الحوادث والتاريخ هل عرفا حقاً بغير القوة احتراما القوة.. لا قوة إلا قوة الجهاد.. وقتلى الجهاد شهداء.. أحياء.. عند الله يرزقون رزقاً كريماً دائم النعيم ولذا هم فرحون يشتاقون لقاء اخوانهم السائرين على درب الجهاد لو أتوهم من فورهم مخضبة رقابهم بالدماء تسيل مسكاً. إخوتي القراء إن كان رمضان قد مضى على حاله بعيداً فإنه عائد إلينا كالعرجون القديم.. لكنه ترك لنا ميراثه وعقبه.. التقوى والورع وفعل الخيرات وترك النزوات والعادات الضارة.. فخيرلنا أن نحافظ على صلواتنا الخمس في المسجد في جماعة.. وبشرى لنا إن صمنا ستة أيام من شوال لتعدل لنا مع صيام رمضان صوم الدهر.. وأفلحنا إن أمسكنا بزمام مبادرة التواصل الاجتماعي كما فعلنا في رمضان وصرنا رمحاً واحداً أعني جماعة المسلمين وتركنا الخصام والجفوة وراءنا ظهرياً. الأحباب الأوفياء نهنئكم بالعيد السعيد مقدماً، لأننا لا نلتقي عبر هذه المساحة، إلا بعده إن شاء الله العيد عاجل بُشرى المؤمن بصيامه.. فللصائم فرحتان فنأمل أن يكون عيداً سعيداً وافر الوصل والتواصل ماحٍ للجفاء يحقق الله فيه وبعده الآمال والأحلام والأشواق لكلٍّ حسب ما في كنانته من سهام وأهداف.. ويعيده الله على أمتنا وهي ترفل في ثوب العزة والكرامة والشموخ. يعيده الله وبلادنا قبلة للأمان والسلام العادل الدائم الذي يعز الإسلام وأهله ويخذل أهل الشرك والكفر والطاغوت وأشياعهم الأشباح. يعيده الله علينا وفينا ماض حكمُ الله.. شريعة ونظام حُكم .. ودستور السماء فينا نافذ.. وأهل العلم والفقهاء فينا شامة.. وأهل الباطل من بني علمان وعبدة واشنطون مفضوح شأنهم.. مكسورة شوكتهم في داخل الحكومة وخارجها يتردون القهقرى إلى زبالة التاريخ الأسود. إخوتي الكرام لن نستطيع أن نكافئكم بخير الجزاء وأنتم السند والزاد.. ولكن نحاول دوماً نكتب كتاباً يحترم عقولكم ويستصحب حاجاتكم ويرضي أذواقكم ويسعى مع آخرين إلى ترشيد منحى الحياة العامة في بلادنا لتبلغ النهضة والتطور الذي نتطلع إليه.. وهو مجهود المقل، لكن نظل إن شاء الله بعونه نفعل ما بقي في النفس رمق.. وكل عام وأنتم بخير بألف ألف خير، وسلام عليكم.