ذكرنا في الحلقة الأولى من هذه الزاوية أن الشيخ الجيلي نهل علم الدنيا من أعرق جامعة في السودان، ألا وهي جامعة الخرطوم التي درس فيها الآداب، ويحكى أنه إبان دراسة شيخ الجيلي في جامعة الخرطوم ناداه البروفيسور عبد الله الطيب وسأله عن علاقته بأهل وشيوخ طابت، فقال له شيخ الجيلي إنه ابن هذه السلالة الطيبة، فابدى البروفيسور عبد الله الطيب عليه الرحمة والمغفرة إعجابه الشديد بما سطره آباء وأجداد شيخ الجيلي من الشعر المنظوم بدقة كبيرة ولغة عالية الجودة. وللشيخ عبد المحمود الشيخ نور الدائم العديد من القصائد الرائعة التي تسكن العقل وتريح الفؤاد، منها قف بالدجوجِ بباب الله باريكا وسحِّ دمع اشتياقٍ من مآقيكا ومرِّغ الخدَّ في الأعتابِ منكسراً كئيب قلبٍ حزيناً من مساويكا واخلع ثياب الريا والعُجبِ عنك وكن عبداً ذليلاً بريئاً من دعاويكا فشكرت الله كثيراً على مرافقتي لاتحاد الشباب بالخرطوم لطابت والإفطار بجوار شيخ الجيلي، والاستفادة قليلاً من علمه الغزير الذي عطر به سماء تلك الليلة، والى جواره الباحث في علم التصوف أحمد الخضر الذي قدم بعض الكلمات الطيبة في حق أهل التصوف ومشايخه، وأعتقد أن اتحاد شباب الخرطوم أيضا يحتاج لهذا الشكر وهو يخرج من نطاق دوائره في الخرطوم لطابت الشيخ عبد المحمود في الجزيرة ضمن برنامجه للتواصل الاجتماعي الذي تواصل خلال شهر رمضان مع أستاذنا الجليل مصطفى أبو العزائم رئيس تحرير الزميلة «آخر لحظة»، وكذلك امتد تواصل الشباب مع أسرة الراحل عن الدنيا الفنان نادر خضر، ثم كانت زيارة طابت التي تعود قادة اتحاد شباب الخرطوم على زيارتها في هذا الشهر الكريم من كل عام، ليحافظوا على روحانياتهم بالتقرب من أولياء الله الصالحين وهم في أرض طابت الطيبة. إن برنامج التواصل الاجتماعي شهد حراكاً كثيفاً خلال الشهر الفضيل من مختلف الجهات، وهو من العادات الجيدة التي نرجو المداومة عليها حتى بعد انقضاء شهر رمضان المبارك، لأن مثل هذه البرامج هي التي تقرب البعيدين وتترك في نفوسهم الأثر الطيب، وتسهم بصورة كبيرة في تجويد العطاء وتجديده، فشكراً جزيلاً شيخنا الجيلي الذي منحنا دفعة إيمانية بحديثه الشجي، وشكراً كثيراً شباب الخرطوم على أول زيارة لصاحب هذه الزاوية إلى أرض التصوف في طابت المحروسة.