حلم الحاسب الشخصي يعود سبب إنشاء وكالة مشاريع البحوث المتقدمة بأوامر من الرئيس دوايت ايزنهاور إلى الحرج الذي وقعت فيه الولاياتالمتحدة بعد أن قام الاتحاد السوفييتي السابق، بإطلاق القمر الاصطناعي سبوتنيك في أكتوبر 1957.. في مرحلة دقيقة من الحرب الباردة بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتي، كانت تشهد تسابقًا في التسلح، وفي الكشف العلمي وأبحاث الفضاء.وفي العام 1962 توجه ليكليدرLicklider للعمل في الوكالة بين فريق كبير من الباحثين، وهو يجمع بين دراسته لعلم النفس وعلوم الكمبيوتر، وقد كان لعمله في الوكالة دور كبير في تطوير عملها باتجاه إنشاء شبكة معلومات يمكن لأي شخص أن يحصل منها على ما يريد. بدأت بفكرة شبكة معلومات داخلية، وهو مثله في ذلك مثل بوش، لم يشهد تحول أفكاره إلى حيز التنفيذ، لكنه أسهم بشكل كبير في التصميم والأفكار النظرية، كان له دور كبير في وضع فكرة شبكة المعلومات، وتطورها حيث كان له سبق إثارة عدد من الأفكار مثل المكتبات الرقمية، والتجارة الإلكترونية، والتصميم على أجهزة الحاسوب باستخدام الجرافيك، وغير ذلك من أفكار أصبحت اليوم أمرًا واقعًا. ومثل أغلب العلماء في ذلك الوقت التحق ليكليدر بمعهد التكنولوجيا بجامعة ماسوشيتس، وعمل في العام 1950، في أثناء مرحلة الحرب الباردة، على تصميم نظام دفاع إلكتروني لمصلحة القوات الجوية الحربية الأمريكية ضد الصواريخ السوفييتية يتم توجيهه عن بُعد باستخدام الكمبيوتر، وبعد انتهاء المشروع، فضل أن يعمل في مجال علوم الحاسب الآلي، وقدم العديد من الأفكار التي كان لها دور بارز لاحقًا في تحقق حلم إنشاء شبكة المعلومات الدولية أو الإنترنت. كما كانت له العديد من الأفكار التي ضمنها دراسات وكتب حول أحد أحلامه بإيجاد مكتبة رقمية يمكن تخزين مكتبات العالم عليها بخلق مجتمع عالمي غير مسبوق للمعرفة، كما كان عمله في العام 1963 مع فريق على بحث أحد المشروعات العلمية سببًا في التفكير في كيفية إيجاد شبكة اتصال بين أفراد الطاقم بحيث يتاح لكل منهم الإطلاع على أبحاث الآخرين والإفادة منها في عمله للتغلب على حاجز المكان والوقت، وهي الفكرة التي تأسست عليها فكرة الإنترنت لاحقًا. لاري روبرتس الأب الروحي ل «أربانت»! يعد لاري روبرتس الأب الروحي لوكالة البحث التكنولوجي، والمؤسس لأول شبكة معلومات داخلية فيها بالاتكاء على أفكار ليكليدر السباقة في هذا المجال. فعندما تولى إدارة وكالة ARPA، في العام 1966، لاحظ وجود العديد من مظاهر الازدواجية، خصوصًا بالنسبة للملفات التي يتم تخزينها، وكان البعض لا يستطيع الحصول على المعلومات المتاحة لدى أفراد من إدارات أخرى، وبالتالي وجد روبرتس أن كل ذلك يمثل نوعًا من هدر الموارد، والوقت، وقرر أن يتبنى مشروعًا لعمل شبكة افتراضية يتم توصيلها بين جميع أجهزة الحاسب الآلي لدى فريق العمل بحيث يتاح لكل شخص الوصول إلى المعلومات التي يرغب في الوصول إليها عن طريق تلك الشبكة، وكانت هذه هي الشرارة التي تحققت بفضلها شبكة Arpanet، والتي تعد المحطة الأولى لفكرة افنترنت، أو شبكة المعلومات. لقب الأب الروحي لهذه الشبكة أطلقه المتخصصون على لاري روبرتس، لجهده في إدارة المشروع على أعلى درجة من الكفاءة، حيث بحث عن كل من صادفهم في عمله من المهتمين في موضوع الشبكات، وبحث عن مدير شاب للمشروع، وشرع في البحث عن طرق برمجة تضمن توحيد اللغة المستخدمة على برامج الكمبيوتر حتى يتم استخدامها للشبكة، بالإضافة إلى توفير الموارد اللازمة ماديًا وإداريًا من أجل تحقيق الهدف. وبدأ تنفيذ الفكرة على أربع جهات بينها جامعة أوكلاهوما، بحيث ترتبط معًا بشبكة معلومات، أي تأسيس شبكة معلومات داخلية في كل جهة من هذه الجهات، ثم العمل لاحقًا على خلق شبكة معلوماتية بين هذه الجهات معًا وهو ما تحقق بالفعل في العام 1969 محققًا شبكة اربانت التي كان لها الفضل في توسيع الفكرة عقب عقدين كاملين من العمل الدءوب لكي تتحقق الأحلام التي أطلقها الرواد، وأخلص على تنفيذها الباحثون من أجيال لاحقة عدة، كما سوف نتناوله في هذه الزاوية لاحقًا.