(والله بت المحلية تجي هسة بي ورقا إلا أرميها في الطين دا!) هذه العبارة الساخطة اخترقت أذني وأنا أحاول أن أعثر على موضع قدم في سوق جبل أولياء صباح يوم كان ليله ممطرًا، ولعل العبارة التي رمى بها أحد باعة الخضار الذي كان غارقًا وسط الأوحال تعبِّر عن حال كل من امتهن مهنة كبيرة أو صغيرة داخل السوق العريق، بعضهم وضع (كراتين) ليمر فوقها المارة، وبعضهم وضع جوالات (الخيش) والآخر حمل درداقة واجتهد في عمل ردمية رغم صعوبة العثور على تراب جاف يصلح لعمل الردميات مما اضطرهم لشراء الرملة الحمراء التي سرعان ما تتحوَّل هي الأخرى لأوحال.. بينما لا تفعل الوحدة الإدارية سوى تحصيل الجبايات والرسوم دون أن تقدِّم لمستخدمي السوق ما يقابلها من خدمة، وكان أولى بها أن تعفيهم عن جباياتها وعوائدها على أن تلزمهم بردم السوق وتفرض غرامة على من لم يفعل وفي هذه الحالة سيسارع الكل لردم واجهة محله؛ لأنه المستفيد الأول. صحة البيئة صفر عضو الغرفة التجارية قسم (المغالق) صديق يعقوب عثمان اشتكى من تدهور صحة البيئة بل انعدامها، فالفحم مع المطاعم، والمطاعم رفعت مع البنك الزراعي شكوى في مواجهة (أصحاب الفحم)؛ لأن أجهزة البنك تعطلت بسبب الفحم وطالب صديق المحلية بإعادة أصحاب الفحم لمحلهم خارج السوق وقد طالبهم المعتمد بوضع تصور للسوق وتساءل محدثي: (تصور شنو؟ نحن عاوزين الحركة تكون منسابة والاهتمام بصحة البيئة بدلاً من مطاردتنا بالرسوم والجبايات). أهلي ثبطوا همتي اتصلت بمعتمد جبل أولياء «سعادتو بشير القمر أبو كساوي» ونقلت له شكاوى المواطنين وأصحاب المحلات من تردي بيئة السوق فقال: (جلست مع لجنة السوق مرتين بحضور المدير التنفيذي للمحلية ومهندس المنطقة وتناقشنا حول السوق وطلبنا منهم طرح أي رؤى لإصحاح بيئة السوق وكانت لدي فكرة لتحويل السوق للمنطقة الشرقية الواقعة بين دار السلام والسوق الحالي في مساحة 17 فدان ونصف انتزعناها من سندس «قدر السوق مرتين» ولكن «ناس السوق» اعترضوا وقالوا إن السوق في موقعه الحالي يعتمد على قرى الجزيرة ودار السلام ثم بعد ذلك بعد ذلك طرحنا لجنة طلبنا منها وضع تصور وحتى الآن لم تطرح رؤاها).. وبخصوص تحويل زرائب الفحم قال المعتمد: (إنه سيبدأ بتحويلها هي وزرائب البهائم) وأردف: (فكرت أجعل سوق جبل أولياء متخصصًا في الملبوسات والذهب ونعمل سنتر بلوك بين الدكاكين وعندما نحول الخضرجية والفراشين لن تكون هناك زحمة وعندما عملنا حملة وأزلنا رواكيب الخضار والملابس قامت الدنيا ولم تقعد وقبلها أزلنا السلخانة وهي الآن ممتازة ونريد أن نعمل محلها فندقًا ومجمعًا تجاريًا لكن ماذا سنفعل مع الفراشين؟ هم سيكونون الضحايا). قلت للمعتمد: (يبدو أنك تراعي صلة القرابة التي تجعك وأهلك فأنت ابن المنطقة والعمل العام لا يخضع للقرابة فإذا كان الخير في تحويل السوق فلما لا تفعل رضي بعضهم أم أبى؟) فقال (الناس القاعدين يثبطوا همتي للأسف هم أهلي وبعتبروا إني عاوز أضر الناس تصوري أنا قعدت مع الوالي وطلعت منو 8 مليارات لتطوير مشروع أم أرضة فوقفوا في طريقي لدرجة أن الوالي سخر مني وقال لي: «مش ديل أهلك البتقاتل عشانهم؟ يا ريت لو وديت القروش دي أي مكان تاني؟»).المعتمد أقرَّ بتردي بيئة السوق سواء في الخريف أو غيره وقال إنه لا يستطيع اصطحاب أولاده إليه، وأردف (المشكلات كتيرة ومحتاجة شغل، ربنا يعينا).