انتقد المستر «طوني بن Tony Benn» عضو مجلس العموم، والقيادي التاريخي في حزب العمال البريطاني، رئيس الوزراء السيد/ بلير في تأييده المتسرع لقصف مصنع الشفاء. وطالب طوني بن الحكومة البريطانية بسحب تأييد العدوان. وأجرى طوني بن صبيحة قصف مصنع الشفاء، إثنتي عشرة مقابلة صحفية وتلفزيونية وإذاعية منتقداً تدمير مصنع الشفاء. و«طوني بن» ملك من ملوك الخطابة الإنجليز. ونقلت صحيفة «الغارديان» الصادرة بتاريخ «22 أغسطس 1998م» تصريح السيد/ طوني بن بأن الهجوم الأمريكي على السودان، يدعو للسخرية بصورة كلية، وأنه سلوك ضد المبادئ، ويمثل تحدياً للقانون الدولي. وانتقد تام داييل (Tam Dalyell) حرف ال (L) لا ينطق، عضو مجلس العموم عن Lithgow وعضو اللجنة التنفيذية السابق لحزب العمال والقيادي التاريخي بالحزب، انتقد تأييد الحكومة البريطانية للقصف الأمريكي لمصنع الشفاء، وطالب بسحب التأييد البريطاني للعدوان الأمريكي. ووصف «جورج جالاوي» عضو مجلس العموم العدوان الأمريكي على السودان بأنه عمل جبان، كما نقلت «الغارديان» بتاريخ (22/ 8/ 1998م). وهاجم غياث الدين صدّيقي من البرلمان الإسلامي البريطاني العدوان على دولة ذات سيادة. وصرح المستر «ألن هوايت» مدير عمليات شركة( (DHL في السودان، لصحيفة «الأندبندنت» في عددها الصادر بتاريخ السبت (22/ 8/ 1998م)، أن مصنع الشفاء منشأة حديثة، ممتازة السّمعة، تنتج الأدوية فقط. وصرّح المستر «ديڤيد هويل» خبير الشؤون الإفريقية والسودانية لصحيفة (الإندبندنت) بتاريخ (22 أغسطس 1998م)، بأن السودان لا يوجد به سلاح كيميائي لا في مصنع الشفاء ولا في غيره، ولا في أي مكان. ولا يوجد دليل على أن مصنع الشفاء كان يُستخدم لأغراض إنتاج السلاح الكيميائي. وفيما يتعلق بمشاركة إسرائيل في العملية العسكرية الأمريكية ضدّ السودان، فقد نشرت صحيفة «القدس العربي» بتاريخ (24/8/1998م)، أن صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية قد نشرت تقريراً في عددها الصادر بتاريخ الأحد (23/8/1998م)، أبرز أن هنالك تقارير عديدة في العالم، تربط الآن بين إسرائيل، والقصف الأمريكي للسودان. وذكرت «يديعوت أحرونوت» أن مصادر إسرائيل أبلغت العديد من الصحف الألمانية والبريطانية، أن جهاز الاستخبارات الخارجية «الموساد»، ساعد وتعاون مع وكالة المخابرات الأمريكية ((CIA، في تحديد أهداف الغارة الأمريكية التي دمّرت مصنع الدواء في العاصمة السودانية. أما السيد/ جورج روبرتسون وزير الدفاع البريطاني فقد صرّح لإذاعة ((4BBC Radio، ونقلته صحيفة «الإندبندنت» الصادرة بتاريخ الإثنين (24/8/1998م)، صرّح مهدداً بضرب الأهداف «الإرهابية» على الطريقة الأمريكية على حد تعبيره في المناطق التي تُستهدف فيها السفارات البريطانية. وزعم السيد/ روبرتسون في تصريحه أن السودان كان ينتج السلاح الكيميائي والبيولوجي. ووصف «تام داييل» عضو مجلس العموم بأن تأييد «طوني بلير» للغارة الأمريكية غير مسؤول، وأن تصريح وزير الدفاع بالتهديد بضرّب الأهداف أيضاً غير مسؤول. ولكن بمعزل عن تأييد السيد/ بلير وتهديد وزير دفاعه روبرتّسون، فقد كان الموقف البريطاني يعكس يقظة الضميّر في أكثر الصّور حيويّة. وغداً نرى ماذا قال ألستير هيي، والبروفيسور وليامز، وتوم كار نافين.. ومن هم.. وماذا يمثلون؟ بنيامين ناتنياهو: مبروك يا كلينتون! مجلة( The New Yorker ) ترفع الستار... ظلت ألسنة اللهب والدخان ورائحة المواد المحترقة تتصاعد من حطام مصنع الشفاء للأدوية، تناثرت على أرض المنطقة الصناعية بحري، بقايا ماكينات المصنع، إلى جانب شظايا وقطع صواريخ «توماهوك». وظلت كذلك في بريطانيا وأمريكا، تتصاعد ألسنة الحقائق ولهيب المعلومات، لتصل التقارير الصحفية الأمريكية والبريطانية، التي كشفت عن ملابسات وخطأ قصف مصنع الشفاء إلى أكثر من مائة وعشرين تقريراً، نشرتها كبريات الصحف والمجلات الأمريكية والبريطانية. وكان كلينتون وكوهين وأولبرايت وبيرجر من الخاسرين. وكذلك «بنيامين ناتنياهو» كان من الخاسرين، فقد أرسل برقية تهنئة إلى الرئيس كلينتون، بعد لحظات من تدمير مصنع الشفاء. ونشرت مجلة (The New Yorker) الأمريكية في عددها الصادر بتاريخ (12/10/1998م) مقالاً داوياً حمل عنوان صواريخ أغسطس The Missiles of August) ) كتبه الصحافي البارز «سيمور هيرش» Seymour M. Hersh الحائز على جائزة «البوليتزر». وقد اشتهر بالمقالات التي تستند إلى التحريات الواسعة. وكشف مقال «سيمور هيرش» ملابسات قصف مصنع الشفاء. حيث أوضح أن قرار القصف أخفي عن أربعة من قيادة الجيش الأمريكي الخمسة، كما أخفي عن رئيس جهاز المخابرات الفيدالية (FBI ) المستر «لويس فريه» «لأن كلينتون يشكّ في ولائه السياسي». كما كشف مقال (The New Yorker ) اعتراض وزير العدل الأمريكي «جانيت رينو» على قصف المصنع لعدم توفر الأدلة. وقد أحدث مقال «صواريخ أغسطس» صدى واسعاً في الصحافة البريطانية. حيث كتبت تقارير إستناداً إليه صحف (الغارديان) و(التايمز) و(الإيفننج ستاندارد) التي كتبت مقال «الرئيس كلينتون: مفضوح بصواريخه» بتاريخ الأربعاء (7 أكتوبر 1998م) Shamed By his own Cruise Missiles. وانتقد اللورد ماكنير في (23/9/1998م) في كلمته أمام مؤتمر حزب الديمقراطيين الأحرار، الذي عقد في مدينة برايتون، قصف مصنع الشفاء للأدوية. وكتب «هنري كسنجر» مقالاً نشرته (الديلي تلغراف) بتاريخ (15/10/1998م) يقترح فيه وضع وصاية على الرئيس كلينتون في قضايا الأمن القومي والسياسة الخارجية، حيث قارن «كيسنجر» بين أزمتين، هما عملية عزل الرئيس نيكسون، وعملية عزل الرئيس كلينتون، التي بدأت بسبب فضيحة «مونيكا لوينسكي». وكشف تدمير مصنع الشفاء أسراراً مهمة، في سياسة الدول الغربية، ما كان لها أن تُكشف. غداً نرى...