{ نظمت العديد من الجهات الإعلامية العربية في لندن وبعض العواصم.. برامج ولقاءات لمناقشة الإخفاق العربي في دورة لندن الأولمبية.. وكانت المشاركات العربية بدون ميداليات لما يقارب الأسبوع الأول من الدورة وهي خالية من الميداليات حتى كانت الميدالية الأولى لقطر في الرماية.. ومنذ تلك الأيام بدأ الحوار الجهير حول الإخفاق العربي.. واسبابه ومستقبل العرب اولمبياً والى غير ذلك من العناوين. { شاركت في ثلاث ندوات اذاعية وتلفزيونية وصحفية لمناقشة امر الإخفاق العربي مع اختصاصيين شخصوا الداء ووصفوا أسس الدواء.. وفي هذا المقال أنقل بعضًا مما كان في هذه الندوات حتى نفتح الباب في هذه الصحيفة وربما في التلفزيون للحوار الصريح وبما أن السودان كان جزءاً من الإخفاق فيمكن ان نهيئ أنفسنا لاستقبال مساهمات مقدرة في هذا الشأن. { اتفقت الندوات على أن العرب غير مهتمين بالرياضة وفق أسس علمية سليمة.. ولا ينظرون اليها إلا بقدر ما تحققه من أضواء وفلاشات لبعض العاملين فيها خاصة الإداريين في الوزارات المعنية بالرياضة او الاتحادات او الأندية بل ربما ينحصر كل تفكير هؤلاء في كرة القدم وحتى في كرة القدم بالقدر الذي يحقق الأضواء الشخصية للشخص الكبير ويحقق النتائج الوقتية لأن اهتمامنا بكرة القدم ليس في تكوين فرق الناشئة وليس في نشر اللعبة في المدارس ومراكز الشباب انما في جلب محترفين ومدربين واحيانًا مجنسين لجزء من موسم وينفض السامر كما ينتهي العزاء بانتهاء مراسم الدفن. { العرب لا يهتمون بالألعاب الأولمبية او الالعاب الفردية التي تجلب الانجازات و الميداليات في معظم الدول إلا من بعضها في بعض دول الخليج وبعض دول شمال افريقيا اما غير ذلك فلا شيء البتة.. وهذه من معالم الإخفاق العربي.. لأن البعض الذي اهتم بالرماية والفروسية كما في بعض دول الخليج دخلوا نادي الميداليات، وهذا تحقق في قطر والسعودية والكويت وبعضها الذي اهتم بالمصارعة والسباحة وألعاب القوى دخلوا نادي الميداليات الذهبية والفضية كما هو الحال في تونس والجزائر ومصر والمغرب. { من هنا يتضح الداء ويظهر الدواء بوضوح وقد تأكد أننا لو صرفنا عشرة بالمائة مما نصرفه على كرة القدم لحققنا الحلم العربي الأولمبي ولدينا المثال الواضح في الهلال والمريخ اللذين يصرفان المليارات على الكرة.. ولا يصرفان الملاليم على الألعاب المختلفة الأخرى. نقطة... نقطة..؟! { في الألعاب الجماعية الأولمبية شارك العرب في كرة القدم المصرية وكرة السلة والطائرة واليد التونسية وحققوا تقدماً ليس بمستغرب على القيادتين الرياضيين في البلدين الشقيقين.. ويكفي أن وزير الرياضة في تونس هو النجم الكبير طارق دياب، ولهذا شارك بلده في اليد والطائرة والسلة ووصل الى ربع النهائي.. وفاز بالذهب في السباحة. { هذه صيحة نطلقها ونتوقع مشاركات بالفكر والرأي إن كنا نريد رياضة حقيقية، أما إذا رأينا الاستمرار فيما نحن فيه من تهريج كروي فلا حياة لمن تنادي.