كشفت مصادر مطلعة ل «الإنتباهة» عن تفاهمات جديدة بين الخرطوموواشنطن، لتعزيز التعاون بين البلدين. وأكد مصدر أن اللقاء الذي جمع مساعد الرئيس د. نافع علي نافع والقائم بأعمال السفارة الأمريكية جوزيف استافورد منتصف أغسطس الجاري، ركز فيه المسؤول الأمريكي على أن تواصل واشنطن الحوار مع مكونات الشعب السوداني من منظمات مجتمع مدني وغيرها عبر مسار واحد، بخلاف ما كان في السابق، لافتاً إلى أن المساعدات الأمريكية كانت في السابق تركز على المشروعات الإنسانية وليس التنموية.فيما رحب المؤتمر الوطني باستئناف الحوار مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وإقامة علاقات سياسية واقتصادية جديدة.مبيناً أن تغيّر الإدارة الأمريكية من مفاهيمها وإستراتيجيتها الخاطئة تجاه السودان يساعد في الحوار البناء. وأوضح المصدر أن السياسة الأمريكية تجاه السودان تأتي في إطار التحولات في المنطقة العربية، مشيراً إلى أن واشنطن تسعى للعمل مع النظام الحالي وإصلاحه ودعمه وتقويته حتى لا يتعرض لآثار الربيع العربي، وذلك وفقاً لعلاقة «الارتباط الإيجابي» التي تفيد بأنه وعوضاً عن معاداة خصمك الأفضل الاقتراب منه والتعامل معه. وأكد المصدر أن السياسة الأمريكيةالجديدة حيال السودان ترتكز على خمسة محاور. أولها عقد لقاءات مع المسؤولين النافذين في الحكومة، وتوضيح أن الإدارة الأمريكية ليست هي التي تجاهر بالعداوة مع الخرطوم، وأنه لا بد من تفاهمات بين البلدين، ثانيها أن واشنطن دعت لإجراء حوار سري بخصوص رغبتها في الترشح لرئاسة مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، وتسعى للحصول على دعم كل الأطراف المشاركة في المجلس، باعتبار أن السودان يحظى بتأييد كبير وسط المجموعة العربية والإفريقية بالمجلس، وثالثها أن واشنطن تسعى عبر الضغط لإعطاء مساحة أكبر لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي «2046»، بحيث لا تنتهي المهلة الأخيرة في الثالث من سبتمبر المقبل، وإفساح المجال للخرطوم وجوبا لتسوية خلافاتهما، ورابعها الضغط الواضح من قبل الإدارة الأمريكية على حكومة جنوب السودان ومطالبتها بتنظيف سجلها في مجال حقوق الإنسان ، فضلاً عن الضغط عليها لوقف الدعم الذي تقدمه للحركات المسلحة بدارفور وللحركة الشعبية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، والمحور الخامس خفض وتيرة التصريحات المعادية للسودان في المؤسسات الغربية ذات الارتباط الأمريكي، خاصة منظمات حقوق الإنسان، كالعفو الدولية وهيومن رايتس ووتش. وقال الناطق الرسمي باسم الوطني البروفسير بدر الدين أحمد إبراهيم ل«إس إم سي» إن الحزب جاد في إقامة علاقات ثنائية جديدة مع دول الغرب بما فيها الولاياتالمتحدةالأمريكية بجانب استئناف الحوار معها في الجانب السياسي والاقتصادي والأمني، راهناً إحداث التغيير الإيجابي في مجريات الحوار بتغيير أمريكا لسياستها وإستراتيجياتها تجاه السودان خاصة وأن الإدارة الأمريكية تستند في معلوماتها على تقارير من منظمات دولية وإقليمية خاطئة حول وضع السودان في الساحة الإقليمية والدولية. وأبان أن المرحلة القادمة تتطلب من السودان بناء علاقات إستراتيجية وسياسية مثمرة خاصة مع الدول الغربية والأوربية منددًا بما وصفه بالمفاهيم المغلوطة والخاطئة التي يبعثها المبعوثون الغربيون لدولهم حول السودان والتي تبنى في معظمها على تقارير غير صحيحة خاصة فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب وعملية السلام والعلاقة مع دولة الجنوب.