مأمون عبد القادر ملك من مواليد ولاية الجزيرة منطقة المدينة عرب شمال مدينة مدني، درس المرحلة الأولية والثانوية بالمدينة عرب وتخريج في جامعة السودان، جمع بين الدراسة والعمل فكان مثابراً يسعى لتحقيق طموحه ولكن شاءت الأقدار أن يفقد عمله، فعمد للبحث عن البديل فكانت خطوة الاغتراب هي الخيار الأوحد، وما بين الاغتراب والحنين إلى الوطن كانت كلماته تحكي عن تجربته وآماله وطموحاته والعقبات التي تواجه كل مغترب: { هل كان الاغتراب بتخطيط مسبق وكيف كانت البداية؟ الاغتراب مرحلة لم أضعها في الحسبان ولم أخطط لها حيث بدأت العمل وأنا بالمرحلة الثانوية في وظيفة حكومية وكانت مقبولة نوعاً ما وتدرجت فيها بعد حصولي على الشهادة الجامعية ولم تكتمل الفرحة فكان فقدان العمل هو الدافع للبحث عن بديل فكان الخيار الأوحد هو مغادرة الوطن. { كيف تصف تجربتك مع الاغتراب والعيش في بلد أنت غريب فيه؟ بداية الغربة عموماً تحتاج إلى الصبر ولكن الغربة في الخليج على وجه العموم والسعودية بصفة خاصة لا يشعر فيها الإنسان بغربة لوجود العديد من السودانيين المقيمين فيها ويستطيع الشخص خلق علاقات ممتدة تبعد عنه شبح الغربه بالإضافة للعمل الذي ينسينا مرارة الغربة. { لماذا اخترت المملكة العربية السعودية دون غيرها من الدول؟ اختيار المملكة العربية السعودية لأسباب كثيرة، منها: أغلب الأصدقاء والأهل مقيمون فيها، كذلك كانت بداية لمرحلة أخرى لم تكتمل بعد وهي الهجرة إلى دول أخرى. { معاناتك كمغترب؟ بصراحة تتعدد المعاناة بالنسبة للمغتربين في أشياء كثيرة خاصة من لهم أسر ممتدة داخل أرض الوطن، فالغياب الطويل يشكل شرخاً في الأسرة الصغيرة ويظهر ذلك في تربية الأبناء ثم التواصل الاجتماعي الضعيف دوماً عند عودة المغترب إلى الوطن لزيارة الأهل يكون هناك تقصير لاسباب عدة.. { كيف تقيم جهاز المغتربين من خلال خدماته التي يقدمها؟ صراحة هناك خدمات عديدة تقدّم ولكنها دون الطموح ولا ترتقى للخدمات التي تقدم لبعض الجاليات الأخرى.. والجهاز يهتم كثيرًا بخدمات الجبايات وإن سهل الكثير من العقبات للمغتربين إلا أنه يصب اهتمامه الأكبر بالتحصيل وأبتعد كثيرًا عن العائدين إلى الوطن والراغبين أيضاً في العودة إليه، فالجميع يطمح في أن يقدم خدمات أكثر ليطمئن المغترب أنه يقف على أرض صلبة بالمتابعة المستمرة من الجهاز بحكم أن المغترب عضو في هذا الكيان فمن الواجب لإدارة الجهاز ممثلة في موظفيها أن تضع في الحسبان لذلك، كما يجب أن يعي الموظف في الجهاز أن المغترب هو صاحب حق أصيل وأن يتعامل معه وفق ذلك دون تذمر أو تعالٍ، إن وصلنا لهذه المرحلة وأحس المغترب بامتداد لهذه العلاقة ومواقف واضحة وصلبة من الجهاز في البحث عن حقوق المغتربين وردها خصوصاً في دول المهجر وتم تقديم بعض الخدمات والتسهيلات للمغتربين من قبل الدولة فسيسعى الجميع كما كانوا دعماً وعوناً للوطن بتحويلاتهم لرفد الاقتصاد الوطني. { هل ترى أنك حققت هدفك بالاغتراب؟ الهدف والطموح هو الذي يدفع الإنسان لطي آلام ومرارات الأيام وما يعانيه فيها ولكن أن وضع كل واحد منا هدفه الذي سعى إليه سيصله بإذن الله.. وبحمد الله حققت الكثير من الطموحات وأسعى لتحقيق المزيد. { هل تتمكن كمغترب من التفاعل مع القضايا الوطنية؟ في الواقع ما يميزنا نحن السودانيين اهتمامنا بقضايانا الوطنية، ويمتد هذا الاهتمام إلى الوطن العربي وقضاياه والمتابعة المستمرة للوضع الداخلي والاستهداف المستمر لبلادنا من الأعداء والقوى الظالمة يجعل كل سوداني غيور يتابع ما يجري وأنا مثل الكثيرين من أبناء هذا البلد الغالي تمنيت أن يلتحم جميع أبناء الشعب مع قائدهم وأن أكون من ضمن فيالق القوات المسلحة التي حررت هجليج.. { حدثنا عن العقبات التي تخشى أن تواجهك عند عودتك لأرض الوطن؟ من أهم المشكلات التي تواجه المغترب العائد للوطن هو البحث عن عمل أو مصدر دخل.. هذا إن استطاع أن يؤسس منزلاً ثم تبدأ المشكلات الأخرى وهي المدارس للأبناء والصرف المصاحب لذلك ومن هنا كانت فكرة لماذا لايتم عمل صندوق داخل الجهاز لدعم مشاريع العودة للمغتربين باشتراكات شهرية للراغبين؟؟ { كلمة أخيرة؟ نسأل الله أن يحفظ بلادنا وقياداتها وأن يرفع الله البلاء والغلاء وأن يعيدنا إلى أهلنا سالمين غانمين.. والتحية لصحيفة «الإنتباهة» لجهدها ومواقفها النبيلة في خدمة الكثيرين ولما قدموه للكثير من الحالات ونأمل منهم أن يتوسعوا بعمل جمعية أو منظمة باسم «الإنتباهة» لمتابعة مثل هذه الحالات وكل عام وأنتم بخير.