تواصل (الإنتباهة) السير في ذات الاتجاه الذي ابتدرته في عددها أمس حول (قضية السودانيين.. غربة مؤقتة أم هجرة)، وقلنا إن المغتربين أجزلوا العطاء وأدوا أدوارهم بجدارة.. ولكن الحكومة وقفت عاجزة أن تساعد المغتربين كما تفعل مع الشرائح الأخرى من المواطنين، بل المغترب متهم في نظر المسؤولين حتى يظهر يثبت براءته وما يشغل كل المغتربين بصفة أساسية هو تعليم أبنائه والسكن والاستقرار ولكن الحكومة لم توفر السكن للمغتربين بصورة مناسبة بل تسوق الحكومة قطع الأراضي بأسعار خرافية لا يقدر عليها السواد الأعظم من المغتربين وحتى إذا وفرت السكن لشريحة من المغتربين توفرها للنخبة كالزراعيين والصحفيين مع أن أعظم المغتربين السودانيين هم من فئة العمالة غير المهرة، مما يجعلنا نتساءل: لماذا هذا الفرز وأين يذهب هؤلاء الفئة المغلوبة على أمرها وهل هؤلاء سودانيون من الدرجة الثانية والبقية من الدرجة الأولى ومن المفترض أن تقوم الدولة بواجباتها تجاه المغتربين دون محاباة وفرز وهذه ليست مكرمة منها ولكنه حق مستحق لكل سوداني مغترب أسوة بالسودانيين داخل الوطن، أما جهاز المغتربين فحدِّث ولا حرج ما يعقده من مؤتمرات وندوات التي تعقد وتبحث في شؤون المغتربين كما يزعم عليها القائمون، فالأيام علمتنا أن هذه التوصيات لا تنفذ إطلاقًا بل تبقى في الأضابير ويطويها النسيان رغم الجبايات التي ظل المغتربون يرفدونها في خزينة الدولة بالعملات الصعبة منذ عام «1981م» كحق مستحق للحكومات المتعاقبة دون نظير خدمات للمغتربين، ظل المغتربون مطالبين بدفع قيمة الأراضي بالعملات الصعبة وبأسعار خرافية والأدهى والأمر إجبار أبناء المغتربين على الدراسة بالجامعات الحكومية مما يجعلهم أقرب إلى الأجانب، مما يجعل المغترب السوداني يفضل الهجرة بدلاً من الاغتراب، وأضافت د. سلمى عبد الله تمار من شقراء بالمملكة العربية السعودية أتمنى أن تكون غربتنا مؤقتة وليست هجرة أبدية، وأعتقد أن من أهم أسباب الهجرة الأوضاع الاقتصادية بالسودان وسوء الخدمات الصحية والتعليمية، من أهم أسباب طول أمد الاغتراب لدى السودانيين بجانب مسؤوليات الأسرة الممتدة والمتشعبة من تعليم الأخوات والإخوان والأبناء ودائمًا يكون اغتراب السودانيين من أجل الآخرين، ويظل المغترب دائمًا شمعة تحترق من أجل الآخرين. وأضاف محمد نور الدبوج مدينة جدة أن غربة السودانيين هي ممزوجة ما بين الغربة المؤقتة والهجرة، وأنا شخصيًا قدمت للملكة العربية دون أسرتي الصغيرة معتبرًا خروجي من أرض الوطن مجرد غربة مؤقتة ولكن ما وجدته هنا من أجواء مريحة لي جعلني اصطحب أسرتي الصغيرة؛ لأني ووجدت بكل تأكيد أفضل الخدمات الصحية والتعليمية لأبنائي بعكس الوطن وفي اعتقادي تعليم الأبناء ورعايتهم هي من صميم خطط وأهداف المغتربين وأينما وجدوا ذلك طاب لهم المقام واستقر بهم الحال وخاصة مع التغيرات التي طرأت في دول المهجر مما حد تنفيذ خطط المغتربين من بناء مستقبل واعد بالوطن بما ادخروه خلال وجودهم في المهجر، مما جعل الكثير من المغتربين أن يصبوا جل اهتماماتهم فقط حول تربية وتعليم الأبناء في مهجرهم وتأجيل كافة الطموحات لأجل غير مسمى وطول أو قصر فترة اغتراب السودانيين أصبح مرتبطًا بتحسن الأحول الاقتصادية وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية بالوطن بجانب الدور الحكومي المنتظر تجاه المغتربين من تيسير عودة المغتربين بتوفير سكن مناسب بالإقساط بالتعاون مع البنوك والشركات المتخصصة بجانب تسهيل وترتيب شركات خاصة للمغتربين للاستفادة من مدخرات بعض المغتربين ولتحقيق حلم العودة الطوعية التي تغني لها الدولة دون تقديم ما يلزم لذلك.