معلوم أن مجال الطيران يقوم على رؤوس أموال كبيرة، وعالميًا الأرباح لا تتعدى (10%) خاصة أن تكاليف التأسيس للطيران وشركاته عالية والعائد ضعيف وأغلب الشركات تتعرض إلى خسائر لالتزامها بقوانين السلامة الجوية، وتشير الإحصائيات إلى أن الطائرات تعد الأكثر أمنًا من أي وسيلة نقل أخرى، ولسنا بحاجة للكثير من الجهد لتوضيح هذا؛ لأننا لا نسمع خلال السنة عن حوادث طائرات في العالم ولا تزيد عن عدد من الحوادث خلال العام بأعداد من الوفيات مقارنة مع نسب الوفيات جراء حوادث السيارات، فكم مرة في اليوم نسمع عن حوادث السيارات ووفياتها، وإذا قارنا بين حوادث الطيران وضحايا حوادث السيارات نجد خلال ال (7) سنوات الماضية بلغت حوادث الطيران (9)، ضحاياها (92) شخصًا بما في ذلك شهداء طائرة تلودي، أما حوادث سير المرور في الربع الأول من هذ العام فأودت بحياة (78) وأصيب جرائها (1082)، ولكن الوضع في السودان مختلف في فقدنا لخسائر الأرواح جراء الطيران وفي هذا الاتجاه أكد مصدر مأزون في (سودانير) أن أغلب الخسائر في الأرواح سببها عدم الالتزام بقوانين السلامة الجوية وعزا الأسباب إلى انتشار الشركات الوهمية، وقال رغم السهام الموجهة إلى سودانير إلا أنها الشركة الوحيدة في السودان تقريبًا التزامًا بالسلامة وتدريب الكوادر ولا تتجاوز القوانين وهذا سبب تقدم الشركات الوهمية الموجودة في البلاد وتأخر سودانير، مضيفًا أن لديها عمالة مؤهلة ولا يوجد بها تلاعب في صيانة الطائرات والحمولات الأمر الذي انعكس عليها في محدودية الربح والخسائر في بعض الأحيان، وأكد المصدر أن «99%» من أسباب حوداث الطيران في السودان بسبب المشكلات الأخلاقية والطمع والكسب على حساب الركاب، إضافة إلى عدم الصيانة والحمولة الزائدة فوق المقرر لها، بجانب التلاعب بالجاز وخفض كمية الوقود، وقال: إن الأولوية حسب القانون أن يكون الحد الأدنى لأي طائرة في العالم كمية الجاز من مطار الإقلاع إلى مطار الوصول، إضافة للجاز حتى المطار البديل في حالة وجود أي مانع من الهبوط في مطار الوصول، يضاف إليها مدة «45» دقيقة للتحليق في المطار البديل وما بين «5 إلى 10%» تحسبًا لتقلبات الجو، مبينًا أن هذا يتم وفقًا لسياسة الشركة المعنية، وقال: هنالك بعض الشركات تتلاعب فيه مضيفًا أن الحمولة القصوى المحددة بواسطة المصنع التي يقسم منها المصنع نسبة من أجل السلامة إذا كانت الحمولة القصوى حسب تجارب المصنع للطائرة المعنية مثال «100» طن يقسم منها «5» أطنان لهامش السلامة ويتم تلاعب بعض الشركات في هامش السلامة والبعض يزيد عن هامش السلامة، مبينًا أن مشكلة الطيران في السودان تتمثل في قلة الإمكانات، مضيفًا أن جميع الشركات الموجودة تتجه إلى تعيين عمالة رخيصة وغير مدربة ومطيعة التنفيذ في الخطأ والصواب والتلاعب في الصيانة والجاز، كما قلَّل من شأن الرقابة في الطيران المدني، موضحًا أنها ضعيفة ولا تحاسب من يتلاعب بالحمولات الزائدة فوق الحمولة القصوى للطائرة، إضافة لعدم تفعيل القوانين، وقال: إن جميع الطائرات الموجودة في السودان ذات تكاليف تشغيلية عالية لذا فإن الشركات لا تهتم بمعايير السلامة فقط الربح هو الأساس؛ لأن جميع الطائرات مؤمنة لذلك نجد حوادث الطيران في السودان أغلبها خسائر في الأرواح.