أ هي رغبة حقيقية أم تهديد مغلف؟ ذلك الذي ورد في ثنايا توصيات مؤتمر حزب مؤتمر البجا التي جاءت مطولة وساخنة واضعة أسساً واقعية لإعادة هيئاته وكوادره وموارده المالية واللوجستية، حيث هدّد الحزب بالانسحاب من الحكومة حال عدم تنفيذ بقية بنود اتفاقية سلام الشرق والتي يعتبر البجا أحد فصائلها الرئيسة الموقعة عليها، وبدت نبرة رئيس حزب البجا موسى محمد أحمد خلال تلاوته البيان الختامي هادئة إلا أن الكلمات كانت بعكس ذلك سيما وقد طالب البجاويون بتعيين مدعٍ عام وطني للتحقيق في أحداث 29 يناير بمدينة بورتسودان وصولاً للحقيقة وإنصافاً للشهداء، كما جاء في البيان، وفي إشارة لاتجاه جديد في سياسة مؤتمر البجا الذي اتخذ سياسة التضييق على الحكومة والضغط عليها لتنفيذ تعهداتها تجاه المؤتمر واشترط حال عدم تنفيذ الحكمومة تلك التعهدات في مجال الخدمات عامة، كالمياه والصحة والتعليم، توجيه اللجنة المركزية باتخاذ قرار إنهاء المشاركة في السلطة حالاً، ونادى باتخاذ قرارات حاسمة لإعادة تأهيل المناطق المتضررة والمتأثرة بالحرب وإزالة الألغام المنتشرة في مناطق واسعة وحالت دون المضي قدماً على درب التنمية وإعادة الإعمار والعمل الجاد لتنفيذ قرارات وتوصيات اللجنة لمعالجة أوضاع المسرحين وإعادة إدماجهم في الحياة المدنية، وعبّر عن عزمه العمل مع كافة أطراف الحركة السياسية لمواجهة التحديات التي تهدد أمن ووحدة البلاد.واضح أن الحزب مجابه بضغوط من قواعده سيما وأنه يتردد أن قيادة الحزب تحاشت عقد المؤتمر العام في بورتسودان خشية الاصطدام بجماهير الحزب التي ترى أن القيادة طابت لها الإقامة في الخرطوم ونسيت هموم وقضايا الشرق بجانب تجاهل مسرحي جبهة الشرق الذين أغفل مساعد الرئيس موسى شؤونهم بحسب ما يتردد من معلومات واردة من الشرق وفيما بتعلق بالقضايا الاقتصادية الملحة التي تعيشها البلاد حدد الحزب أهم القضايا التي يعاني منها أهل الشرق، وتوفير فرص عمل خاصة بالشباب، كما أن اتهامات تطول قيادة الحزب بتحديثها خيرًا في كل الأوقات عن صندوق تنمية الشرق كما أن عجز الحزب عن وضع تصور واضح لظاهرة الاتجار بالبشر التي اتخذت من شرق السودان ساحة لها هي الأخرى من المسائل التي عجز موسى أن يجد لها إجابة بخلاف الغارات الإسرائيلية كما أن الحزب باعتباره الحزب الأكبر ضمن شركاء اتفاق سلام الشرق عجز في توحيد جبهة الشرق التي خرجت من رحمها عدة أحزاب أضعفت موقف الجبهة في المحافظ على مكتسبات سلام الشرق التي أوفت بها الحكومة بشهادة أهل الجبهة أنفسهم وكانت مشاركة الرئيس البشير في فاتحة أعمال المؤتمر دليلاً على اهتمام القيادة بالشرق وبحزب البجا. إن كلفة المشاركة في الحكومة باتت باهظة ويبدو أنه صعب على مؤتمر البجا تحملها ولذلك جاء التلويح بالانسحاب بحسب مراقبين. وكان مؤتمر البجا أكثر فاعلية، ونظم في عام 2005 م، مؤتمراً انتخب فيه موسى محمد أحمد، رئيساً له، لكن في ذات الوقت خرج عليه بعض أنصاره المنقسمين، ويبقى السؤال: هل ما قام به مؤتمر البجا من مجهودات وعمل بالنسبة للحزب وقواعده وإنسان الشرق يفي الدور المطلوب منه تجاه الحرص على حقوق إنسان الشرق الداخلية التي تأتي من الدعم الخارجي وما هو الدور الذي قام به في المستوى القومي في دعم السلام والاستقرار في البلاد؟.