بهية مصطفى الطاهر من مواليد قرية نعيم الله محلية الحوش ولاية الجزيرة تلقت تعليمها الابتدائي بمدرسة الحوش الابتدائية ثم مدرسة ود شمعة المتوسطة ثم مدرسة الحوش الثانوية ثم جامعة الخرطوم كلية الآداب والتحقت بحقل التعليم بوزارة التربية والتعليم ثم هاجرت إلى المملكة العربية السعودية وتعمل الآن بإحدى المجموعات السودانية بمدينة جدة.. التقتها «الانتباهة» بدارها العامرة عبر زاوية حصاد الغربة لتحدثنا عن تجربتها في المهجر: للهجرة أسباب ودوافع ما الذي قادك لذلك؟ بدأت هجرتي للملكة العربية السعودية وبالتحديد مدينة جدة في العام 2000م وكانت تربية الأبناء بالقرب من رب الأسرة من أهم دوافع الهجرة بالنسبة للمرأة خاصة لأن وجود رب الأسرة يساعد في تربية الأبناء وللأب دور عظيم في التربية. ما الذي وجدته في الغربة ولم تجديه في السودان؟ بكل تأكيد هنالك اختلاف كبير بين تربية الأبناء في الغربة والسودان من حيث البيئة الصالحة لتربية الأبناء ولكن للغربة عدة سلبيات منها الحرمان من الأهل وعدم معرفة الأبناء بالوطن واستطيع إن أقول بأنني لم أجد في الغربة أكثر مما وجدته في وطني. ما مدى تقييمك لاجتماعيات الأسر السودانية بالمهجر؟ هنالك اجتماعيات وتواصل بين الأسر السودانية وخاصة في مدينة جدة فالأسر السودانية محافظة على عاداتها وتقاليدها في كل المناسبات ما هي أهم أسباب العنوسة لدى أبناء المغتربين بالمهجر؟ العنوسة لدى أبناء المغتربين موجودة لأن تأثير الهجرة على الأبناء في اجتماعياتهم وعدم معرفتهم بالأهل بالسودان بسبب الإجازات القصيرة أو عدم السفر لظروف مادية. ما مدى تأثير الهجرة على الأبناء؟ اختلاط بعض الأسر السودانية بمجتمعات أخرى يؤدي إلى دخول عادات وتقاليد غريبة على تلك الأسر مما يشكل عامل تأثير على أبناء المغتربين بجانب عدم إدراكهم بالوطن والأهل. ما هو انطباعك عن المدارس السودانية بجدة؟ هي عبارة عن مجموعات بجهود فردية وإذا تحدثنا عن مشكلات تلك المجموعات يمكن السؤال أين الضابط لهذه المجموعات وأين المعلمون المؤهلون وإذا وجد المعلمون كيف نستفيد منهم وكيف نقدر جهودهم. في البداية كانت تعاني تلك المدارس من عدم الاستقرار وكثير من الطلاب وأسرهم عانوا من هذه المشكلة مما اثر في تحصيلهم الأكاديمي، الآن هنالك نوع من الاستقرار لتلك المجموعات ولكن لا يوجد اتفاق بين هذه المجموعات، وإذا تحدثنا عن الرسوم الدراسية هنالك اسر لها أكثر من طالب والكثير من تلك الأسر لا تسمح ظروفها المادية باستمرار أبنائها في تلك المدارس لأن الإيفاء بقيمة الرسوم الدراسية وقيمة الكتب والمواصلات يحتاج لأموال كبيرة. الصعوبات التي تواجه الأسر السودانية للعودة الطوعية ودور جهاز المغتربين كيف تنظرين لها؟ هنالك مشكلة حقيقة تواجه الأسر السودانية في تحقيق حلم العودة الطوعية وكلما طالت سنوات الغربة توسعت الأسرة الصغيرة وزادت الأعباء والالتزامات المالية على رب الأسرة بجانب استحالة الإيفاء بتكاليف السفر من تذاكر وغيرها مما يجعل حلم العودة أحلامًا لا يمكن تحقيقها، وهنا يكمن دور جهاز المغتربين في المساعدة في حل تلك المعضلات بتوفير السكن المناسب بالأقساط المريحة بالتعاون مع الشركات والبنوك وصندوق الإسكان والمساعدة في استثمار مدخرات المغتربين إن وُجدت وإنشاء صندوق لدعم المشروعات للمغتربين أسوة بمشروع الأسر المنتجة وغيرها من الصناديق ولكن لا حياة لمن تنادي. كلمة أخيرة رسالتي الأولى أوجهها للمسؤولين للنظر وإيجاد الحلول لكل قضايا المغتربين والرسالة الثانية رسالة شكر لصحيفة «الإنتباهة» على الدور المتميِّز لمشاركتنا همومنا ومشكلاتنا وقضايانا وعكسها على المسؤولين بالدولة.