موردة الجسارة والحضارة من يعيد توهجها المفقود؟ مؤسف والله الذي نفسي بيده الحال المائل الذي وصل اليه فريق الموردة الامدرماني العريق في الدوري السوداني الممتاز «دوري سوداني» فقد انقضت 23 اسبوعًا من عمر الدوري الممتاز وفريق الموردة الامدرماني العريق لايزال يقف في فوهة المدفع بين فرق الذيلية ينتظر مصيره المحتوم حيث توقف رصيده على 23 نقطة من 23 مباراة في المركز الثاني عشر أى بواقع نقطة من كل مباراة وهو امر يدعو الى الدهشة والاستغراب فالفريق الموردابي خسر 46 نقطة في صراع الدوري من اصل 69 نقطة من مبارياته الدورية الماضية ولم يتبقى له سوى لقاءين اثنين فقط وبعدها يتحدد مصيره المحتوم بعد خسارته لمباراته الماضية امام الاهلي الخرطومي بهدفين نظيفين حيث ستكون مواجهته القادمة امام فريق الخرطوم الوطني ومن ثم يختتم نجوم الهلب مبارياتهم في دوري هذا الموسم امام فريق جزيرة الفيل الذي تأكد هبوطه الى دوري المظاليم وسيلعب مباراته معهم بدون ضغوط او حساسيات مما يشكل هاجسًا كبيرًا على لاعبي الهلب لتبقى منافسة الهبوط محصوررة بين فريقي الموردة والرابطة كوستي الذي يقف في المركز الثالث عشر برصيد 19 نقطة وفوزه في مباراتيه المتبقيتين امام اهلي مدني واهلي شندي واللتين ستنطلقان في معقل الرابطة في مدينة كوستي وتعثر فريق الموردة في مباراتيه بالهزيمة امام الخرطوم الوطني والتعادل امام جزيرة الفيل من شأنه ان يكتب نهاية حزينة لتاريخ الموردة وماضيها التليد بهبوطها الى دوري المناطق بين اندية الدرجة الاولى الخرطومية، ومايحز في النفس هو ان هذا السيناريو الممل الرتيب قد بات يتكرر من موسم الى آخر مع فتية الموردة الأشاوس ورجالات الموردة واعيانها وبيوتاتها التجارية واقطابها ولاعبيها القدامى يقفون موقف المتفرج دون ان يبحثوا عن مكمن الداء والعمل على اجتثاثه من جذوره حتى لا يمثل حجرة عثر في طريق هذا الفريق العريق الذي كان حتى وقت قريب يمثل الضلع الثالث في المثلث الامدرماني بل كان يمثل واجهة حضارية لكرتنا السودانية على الصعيدين المحلي والخارجي ولكن اهل الموردة اصحاب المصلحة الحقيقية ابتعدوا عن الفريق وتركوه يغرق بالدرجة التي بات فيها ومع كل موسم رياضي تتكرر معه مثل هذه السيناريوهات الغريبة التي اصابت اهل الحي العريق في مقتل وجعلت عشقهم السرمدي يتعرض للهزات الموسمية التي قد تطيح كل تاريخه وامجاده التليدة التي سطرها جيل الموردة الذهبي على ايام العمرين عمر عثمان وعمر التوم وبكري ود النوبة وختم ونور الجليل ونصر جبارة والمحينة وعبد الوهاب صفيحة ومن بعدهم جيل رجب الوسيلة واحمد سالم واولاد دوكة وعبد السلام وبشير عباس والصياد قيثارة الكرة السودانية وغيرهم وكل مانرجوه هو ان يتحرر فريق الموردة العريق من محنة الهبوط في هذا الموسم وينجح نجومه في الفوز في احدى هاتين المباراتين المتبقيتين أمام الخرطوم الوطني او جزيرة الفيل لكي يصل الفريق الى النقطة 26 والتي ستكون كفيلة بإعلان بقائه بين اندية الدوري الممتاز حتى لو فاز فريق الرابطة الوافد الجديد في مباراتيه المعلنتين ليبدأ بعدها العمل الجاد من الحادبين على مستقبل الهلب برسم سياسة جديدة برؤى مستقبلية متقدة تكون اولى اساسياته عدم التفريط بأي نجم من نجوم الفريق الحالين والعمل على ترميم الثغرات التي تعتري صفوف الفريق بلاعبين مميزين من الاندية الصديقة بعيدًا عن رجيع الاندية المستهلك اذ لا يعقل ان تفرط في افضل النجوم وتسعى الى استقطاب انصاف النجوم ولن اقول بان اهل الموردة ادرى بشعابها لانهم قطعًا ليسوا كذلك والا لما وصل الحال بفريق الهلب الى هذا الدرك السحيق من موسم الى آخر وليت قاطني حي الموردة العريق ممَّن تهمهم سمعة الهلب يعملون على الاستفادة من كل اوجه القصور والسلبيات التي قادت هذا النادي العريق الى هذا المصير المظلم حتى لا يكون عرضة الى الدخول في دهاليز الهبوط في كل مرة ولكي تعود النغمة المحببة «الموردة بتلعب وبتغلب» على ان تكون قادرة على المجابهة والصمود امام العملاقين هلال مريخ وغيرهما من الفرق بلا استثناء. فاصلة ... أخيرة جمعتني الصدفة في احدى السنوات وانا اقضي اجازتي السنوية في ارض الجدود بحارس الموردة الاخطبوط عبد الوهاب صفيحة وانتهزت الفرصة بفضول الصحفي الذي يسعى لانتهاز اى فرصة تتوافر امامه في وجود نجم مخضرم مثل الحارس صفيحة واستأذنته في اجراء حوار لجريدة نجوم الرياضة طرف الزميل الأستاذ محمد احمد دسوقي وزميله الراحل حسن عز الدين في ذلك الوقت وحقيقة فقد خرجت منه بمادة دسمة تحدث فيها حديث القلب للقلب عن تلك الفترة الزاهية من عمر الكرة السودانية وكان من بين الأسئلة التي لا تزال عالقة بذهني ان سألته بشفافية مطلقة وقلت له ياكابتن عبد الوهاب ماذا كنتم ستفعلون لو توفرت لكم المناخات الملائمة التي تتوفر للاعبي الجيل الحالي فكان ان قال لي بلغة الواثق والله يا ابني «كنا كسرنا الخشب» وانا اهدي هذه العبارات البليغة لجيل اليوم من ابناء الموردة واقول لهم ضعوا موردة الجسارة فوق حدقات عيونكم وكسروا الخشب ولا تكسروا الثلج عشان تعيدوا للموردة شيئًا ولو قليلاً من ماضيها التليد الذي سطره صفيحة ورفاق دربه الغر الميامين.