من المعلوم أن السودان يمر بأزمة اقتصادية أثّرت عليه بصورة كبيرة، خاصة بعد انفصال الجنوب وذهاب موارد النفط وعائداته، مما دعا الدولة لإيلاء الاهتمام للقطاع الزراعي بوصفه المخرج الوحيد. ويأتي التركيز على مشروع الجزيرة بصورة خاصة باعتباره أحد أهم المشاريع الزراعية التي يمكن الاعتماد عليها لسد الثغرات في ثوب الاقتصاد. وقد مرّ المشروع بعدة مراحل، وتعاقبت عليه إدارات متنوعة منذ عهد الإنجليز وإلى يومنا هذا، والمشروع صمم بشبكة ونظام تشغيلي معروف وهيكل إداري، وتم تقسيمه إلى مكاتب وتفاتيش ويضم حوالي «1850» ترعة و«07 %» من مساحة الولاية، وبدأت الاستعدادات للموسم الزراعي 2012 - 2013 م مبكراً، وهو ما أكده مدير عام المشروع المهندس عثمان سمساعة للوفد الإعلامي الزائر أول أمس لمشروع الجزيرة، بغرض الوقوف على ما تم من ترتيبات للموسم الشتوي وإنتاجية محاصيل العروة الصيفية خاصة القطن المحور وراثياً الذي زرع في مساحات كبيرة من أقسام المشروع المختلفة. وقال سمساعة إن مساحة المشروع تبلغ «2.1» مليون فدان، مشيراً إلى اكتمال التحضيرات بنسبة «90 %» لمحصول القمح بجانب الذرة والفول والقطن التي تتطلب زيادة مناسيب المياه للري، مبيناً أنهم تقدموا بطلب لزيادة كمية المياه من إدارة خزان سنار، لكنها رفضت منح كميات إضافية للمشروع، إلا بعد الرجوع لإدارة الري الحالية، لافتاً إلى أن حجم المياه المستغلة بلغ «26» مليون متر مكعب لري مساحة«295» ألف فدان مهددة بنقص المياه، وبالمقارنة مع العام السابق بلغ حجمها «34» مليوناً، مشيراً لتكوين لجنة مصغرة من قبل اللجنة العليا لاستغلال مياه النيل الأزرق للنظر في الطلب، ورفع حجم المياه للمشروع إلى حجم المياه «35» والقيام بزيارات ميدانية للوقوف على مشكلة نقص المياه، والترع الفارغة، وفعلا ً قررت اللجنة رفع حجم المياه إلى «36» ونصف بعد بذل جهود جبارة مع الجهات ذات الصلة بالمركز والولاية للحصول على المياه، وأكد التزام اللجنة العليا لمياه النيل الأزرق بتوفير المياه لمساحة «500» ألف فدان. ورهن حل مشكلة الري بتحسن المخزون في بحيرة الروصيرص، مبيناً نجاح محاصيل العروة الصيفية ووضع خطة تأشيرية من مجلس الإدارة للموسم الشتوي لزراعة «450» ألف فدان قمحاً، و«200» ألف فدان بقوليات، وتبلغ إجمالي المساحة للموسم الشتوي «600» ألف فدان. مبيناً أن الدولة عملت على وجود محفزات للمزارعين بتحديد سعر الجوال «250ج» للمزارعين، ودعم الأسعار لمحاصيل الصادر، وبلغ سعر قنطار القطن الأكالا «550ج». وعينة بركات «650» ألف ج. مشيراً سعيهم لتحقيق إنتاجية عالية للقمح لتقليل فاتورة الاستيراد، داعياً المزارعين للانضباط في المساحات والمواقيت الزراعية والري لتوزيع المياه بصورة عادلة. مؤكداً توفير المدخلات الزراعية، وتوقع إعلان السياسات التمويلية لتمويل المزارعين، مشيراً لتوفر السماد بمختلف أنواعه والتقاوي بالبنك الزراعي واستيراد تقاوي تصل البلاد في الثالث من نوفمبر المقبل، مطالباً هيئة المواصفات بتسريع إجراءات التقاوي بميناء بورتسودان قبل العاشر من نوفمبر لاستقبال العروة الشتوية، بجانب تأهيل شركات القطاع الخاص بالآليات لإزالة الإطماء والحشائش للحاق بالموسم الزراعي وشراء الآليات عبر البنك الزراعي الذي التزم بتوفير العملة الصعبة. وأعلن عن وصول حوالي «35» جراراً لمبنى البنك بود مدني، واستيراد «60» كراكة تصل بنهاية الموسم إلى «100» كراكة جديدة لشركات الخدمات المتكاملة بالمشروع.