«ما لا يدركه الناس أننا اليوم في حرب الفضاء الإلكتروني.. وهذا هو أكبر تهديد للأمن القومي أستطيع الزعم بأننا لسنا على استعداد للتعامل معه»، هذا ما قاله رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب الأمريكي مايل روجزر في مؤتمر للأمن الإلكتروني استضافته غرفة التجارة الأمريكية، فالتجسس، والاختراق، وتدمير المواقع الإلكترونية الحكومية وغير الحكومية، والتحكم في تغيير قواعد بيانات، عوامل دفعت بعض خبراء الإنترنت وتقنيات الحاسب الآلي للاعتقاد بأن الشبكة العنكبوتية أصبحت على حافة الانهيار، الأمر الذي فرض على الكثيرين اتباع عدة نصائح يعتبرها الخبراء بمثابة إجراءات وقائية ومحاذيرَ لا غنى عنها ربما تمنع تسرب الفيروسات التي تشكل هاجساً أمنياً للعديد من الدول بسبب الهجمات التي حدثت وقدرت خسائرها بمليارات الدولارات، وشملت تلك النصائح، تجنُّب الرد على رسائل البريد الإلكتروني التي تطلب معلوماتك الشخصية والنقر فوق الروابط المشبوهة، واستخدام كلمات مرور قوية باستمرار، وعدم إرسال معلومات شخصية في رسائل البريد الإلكترونية المنتظمة، ممارسة الأعمال مع الشركات الموثوقة فقط بطريقة تجنبك تمرير اسمك ومعلوماتك الشخصية للآخرين، و لحماية الكمبيوتر الشخصي يجب استخدام جدار حماية وتحديث الكمبيوتر الخاص بك واستخدام برامج مكافحة الفيروسات، إلا أن تلك النصائح أصبحت زهيدة الفائدة مع تطور أنظمة عمل الفيروسات التي يقف خلفها قراصنة بارعون في الولوج إلى أخطر المواقع وأكثرها حساسية والتلاعب ببياناتها أو تدميرها لم يسلم من شرِّهم أعتى سدنة التكنولوجيا في العالم كميكروسوفت، أو ياهو، إلى جانب وزارة الدفاع بالولايات المتحدةالأمريكية ووكالتها الفضائية ناسا. ميني فيلم لم تستطع صحف الخرطوم التعامل مع الخبر الذي تناقلته الأربعاء الماضي عدد من المواقع الإخبارية المهمة من بينها وكالة «رويترز» حول الكشف عن أحد أكثر برامج كمبيوتر التجسس تقدماً على الإطلاق يطلق عليه «ميني فليم»المطور من الفيروس «فليم» بواسطة شركة كاسبرسكي للأمن الالكتروني، مع الإشارة إلى أن«فليم» الأصلي تسلل إلى بيانات نحو خمسة آلاف جهاز كمبيوتر معظمها في إيران والسودان، لم تستطع التعامل مع الخبر «المزعج» بمعزل عن الروايات التي تتحدث عن فقدان العديد من الدول لبيانات مهمة أصبح من الصعب الحصول عليها بعد تدميرها أو اتلافها، حيث ألقت إيران من قبل باللائمة على الفيروس الأصلي «فليم» المطور منه «ميني فليم أو فلايم» الأخطر حالياً، في فقد بيانات على أجهزة الكمبيوتر في مرفأ تصدير النفط الرئيسي في البلاد ووزارة النفط، وطبقاً لأبحاث كاسبرسكي لاب التي نشرت يوم الإثنين الماضي بحسب رويترز أنها اكتشفت أن «فليم» الجديد يمكنه شن هجمات أكثر دقة على أهداف في الشرق الأوسط، وفي حين أن فيروس «فليم» الأصلي تسلل إلى بيانات في نحو خمسة آلاف جهاز كمبيوتر معظمها في إيران والسودان فإن فيروس «ميني فليم» الجديد لم يصب سوى نحو «50» من الأجهزة «ذات القيمة الكبيرة»، ويضيف الخبر أن رويل شوفنبرج وهو باحث كبير في شركة كاسبرسكي لاب التي تتخذ من موسكو مقرًا لها، قال إن «فليم» الأصلي بمثابة سيف كبير يمكن استخدامه في الهجمات الواسعة النطاق في حين أن «ميني فليم »المطور بمثابة المشرط الذي يستخدم في عملية جراحية دقيقة، وافترضت شركة كاسبرسكي أن فيروس «فليم» هو الذي وزِّع في الأساس «ميني فليم» وفيروس «جوس» للتجسس الذي اكتشف مؤخرًا وكان الأكثر انتشارًَا في لبنان وربما كان يهدف إلى تعقب صفقات مالية، إلا أن كاسبرسكي تقول إنه ليست هناك معلومات كثيرة متاحة عن ضحايا «ميني فليم» باستثناء أنهم أكثر انتشارًا جغرافياً من ضحايا «فليم» و«جوس» الذي يعتقد الخبراء بوجود صلة له مع «فليم». شهادة دولية ولكن مدير البنيات التحتية بالمركز القومي للمعلومات المهندس إسماعيل بابكر، قال ل «الصحافة» في تعليقه على النبأ، إن السودان حاز على شهادة دولية في مكافحة الفيروس الذي تسلل إلى أجهزة كمبيوترات لأفراد بعد تمكن مهندسين سودانيين من مكافحة فيروس «فليم» الخاص بالتجسس في منطقة الشرق الأوسط، وأكد بابكر، أن الفيروس لم يخترق مواقع المصالح الحكومية والجهات السيادية في الدولة لتأمينها بخاصية قوية وبشكل لا يتيح للفيروس التسلل إليها، وأضاف ربما تسلل إلى أجهزة كمبيوترات لأفراد عن طريق خدمات الإنترنت مؤكدًا أن المركز القومي للمعلومات يتابع عن كثب المواقع الإلكترونية الحكومية ولم يرصد أي اختراق. إفادات سرية ومع تزايد القلق المستمر من التهديد الإلكترونية لا سيما على مستوى أكثر الدول استخداماً للتقنيات الحديثة لأنظمة الحاسوب، فقد عبرت أوساط أمنية أمريكية عن تخوفها من تهديدات إلكترونية كبيرة للشبكات المالية الأمريكية «تأتي من مصدر غير عادي»، وأشار رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب الأمريكي مايل روجزر حسب فرانس 24، إلى ما سماه بقدرات إيران المتنامية في التجسس الإلكتروني دون أن يتهمها مباشرة بالوقف وراء التهديدات، وقال روجرز وهو جمهوري من ميشيجان في مؤتمر للأمن الإلكتروني استضافته غرفة التجارة الأمريكية «أعتقد أنهم «إيران» أقرب مما كنا نود ويسببون مشكلات لشبكاتنا المالية، وأضاف إن إفادات سرية بشأن تهديدات إلكترونية جديدة وأشار، روجرز، أيضا إلى ما وصفته تقارير وسائل الإعلام بأن الصين على الأرجح وراء تعطل نظام الكمبيوتر في البيت الأبيض الذي تم الكشف عنه هذا الأسبوع، أخيرًا يبدو أن حرب التجسس سيكون عمادها الأساس هي تكنلوجيا الاتصالات في ظل العولمة المتسارعة في العالم بسرعة الصاروخ.