من مصادفات الأقدار أن يكون الكابتنان سامي عز الدين ومصطفى النقر من لاعبي جيل واحد.. رغماً عن وجود مصطفى النقر بالملاعب قبل سامي عز الدين بسنوات أربع. لعب الاثنان لفريقي القمة في أيام (الكورة كورة) فكانا من لاعبي الصف الأول بفريقيهما والمنتخب الوطني. الاثنان من إنتاج الدورة المدرسية التي كانت مصنعاً للمواهب وساحة للإبداع. بمدرسة الهوارة بود مدني برز نجم اللاعب سامي عز الدين. وبرفقته عماد العمدة والطاهر هواري والساحر وأسمر الذين انتقلوا أربعتهم للمريخ في عام واحد في العام «1977م». أما اللاعب مصطفى النقر فقد درس بمدرسة المؤتمر الثانوية ومنها انتقل للهلال في العام «1974م». مع بزوغ نجمهما كانت فرقتا الهلال والمريخ تستعدان لتغيير في صفوفهما ففي العام «1974م» كان شطب عدد من اللاعبين بالفريق. الشيء الذي جعل مصطفى النقر يكون أحد خيارات إدارة الهلال لتقوم بتسجيله. أما سامي عز الدين فكان نجماً بالدورة المدرسية في العام «1977م» ليوقع في كشوفات المريخ في العام ذاته. بفريقي القمة استطاعا نثر الدرر الكروية وجماليتها فشاهد الناس الإبداع في سنوات لعبهما بماركة كتب عليها ماركة (الكابتنان). من عجب أن العام الذي تولى فيه مصطفى كابتنية الهلال في العام «1979م» كان سامي عز الدين قد وطَّد أقدامه في فرقة المريخ ليظل الكابتن للفريق بعد سليمان عبد القادر في العام «1982م» وهما كابتنان للقمة التقيا بالمنتخب الوطني فلعبا مع بعضهما «17» سبع عشرة مباراة دولية بدأت عام «1980م» وانتهت عام «1984م». تقارب الاثنان في الصفات والسلوك. فلا عجب أن يكونا من لاعبي الكرة المميزين. فمصطفى النقر من أسرة متعلمة فوالده مترجم حكومي بالقسم العمومي بسلك الموظفين. أما سامي عز الدين فهو من أسرة عرفت العلم في زمان لم يكن فيه العلم من أولويات الناس ولهذا كانت الكابتنية لهما أمراً مفروغاً منه. تشابه الاثنان في قوة المراس واتخاذ القرار سريعاً. ومن هذا طرد مصطفى النقر لأحد اللاعبين سيئي السلوك من معسكر الفريق القومي لسلوكه المخالف للقانون وأعراف الرياضة والمجتمع، أما سامي عز الدين فقد عُرف عنه زجر المتقاعسين والمستهترين من اللاعبين دون وجل. أحرزا أهدافاً كثيرة بيد أن أهداف مصطفى النقر كانت الأكثر باعتباره مهاجماً صريحاً في حين أن سامي عز الدين كان يلعب صانع ألعاب.. في مسيرتهما الكروية تبرز قيمة ممارسة الرياضة لأبناء الأسر المحترمة وهو ما دعا إليه رياضيون كثيرون فكانت مسيرتهما الرياضية على كل لسان هنداماً محترماً.. وأخلاقاً عالية.. وسلوكاً قويماً.. وهو ما يحتاج إليه الناس اليوم في عالم الكرة الشائه (غير المشكور). التقيا ككابتنين لفريقيهما ست مرات في منافسات مختلفة والصورة المنشورة التُقطت لآخر مباراة يلتقيان فيها ككابتنين لفريقيهما وهي بتاريخ نوفمبر «1984م» في نهائي كأس السودان باستاد الخرطوم. تصادقا صداقة النجوم الزواهر فكانت العلاقة علاقة أخوية. رحل سامي عز الدين بعد أن سجل اسمه كأحد أصحاب إنجازات كأسي مانديلا والشارقة (المحمولين جواً). أما مصطفى النقر فيكفي أنه وفي تجربته الاحترافية بالسعودية بنادي النصر كان اللاعب الأجنبي الوحيد حينها الذي حمل شارة الكابتنية في عدد من المباريات في سابقة لم تحدث حتى الآن بالسعودية.