شهدت العلاقات السودانية الصينية تطوراً كبيراً خلال السنوات الماضية، مما جعل الصين تصنف ضمن الحلفاء الاستراتيجيين مع السودان مثل الكثير من دول شرق آسيا التى امتدت علاقاتها مع السودان خلال الفترة الماضية، وعلاقة السودان بالصين قديمة جداً لدرجة أنها أنشأت قاعة فخمة على شارع النيل في سنوات حكم مايو أطلقت عليها الحكومة السودانية في ذلك الوقت «قاعة الصداقة»، ثم طورت هذه العلاقة في عهد الانقاذ وأنشأت الحكومة الصينية القاعة الرئاسية الملحقة بقاعة الصداقة، ويرى بعض خبراء الاقتصاد أن الفائدة الكبرى التى سيجنيها السودان هي في امتداد هذه العلاقة للاستفادة من الخبرات والتقانة الصينية في الزراعة في حقول السودان، وبدا السودان أكثر عملياً في عهد دكتور عبد الحليم المتعافي في وزارة الزراعة، وما يؤكد هذا الضجة الكبرى التى شهدتها بداية زراعة القطن المحور وراثياً الذي يعرفه خبراء الصين «بالصين ون»، بعد أن تمت إجازته من قبل باحثين سودانيين، ويرى د. المتعافي أن المركز الصيني للتقانة سوف يقود للنهضة الزراعية في السودان، ويعتبر هذا المركز الذي قدم هدية من حكومة الصين ومعه أكثر من أربعة وعشرين مركزاً للتقانة في افريقيا نقطة تحول للاقتصاد الزراعي، وقال وزير الزراعة إن هذا المركز الذي إنشئ في مدينة الفاو بالقضارف كان له الأثر الكبير في الزراعة من خلال القطن المحور وراثياً، وتوقع أن يحقق هذا القطن إنتاجية عالية جداً مقارنة بالقطن العادي، وأشار المتعافي أثناء حديثه في افتتاح الدورة التدريبية التي أقامها المركز الصيني للتقانة لمجموعة من الزراعيين بالفاو، إشار إلى أن القطن المحور يخفض التكلفة ويزيد الإنتاج، مؤكداً نجاح القطن المحور وراثياً والتوجه الآن لإجازة أصناف أخرى من المحاصيل التى تجرى فيها الأبحاث الآن لتتحور وراثياً، منها السمسم والفول وغيرها من المحاصيل، حتى يزيد الإنتاج في كل هذه المحاصيل، مما يحدث نهضة كبرى في كل المشروعات السودانية. فيما قال قنصل جمهورية الصين الشعبية شان بو كي، إنه تم الاتفاق في عام 2006م على التعاون المشترك مع السودان، وإننا تعهدنا بإنشاء هذا المركز الذي دشن في عام 2008م وأكمل تشييده في العام الماضي. وقال شان إن المركز حقق الكثير من الأهداف بتأهيل التقانة بفضل خبراء الصين، موضحاً أهمية تعميم تجاربهم في القطن المحور على العديد من المحاصيل الزراعية، مؤكداً تشجيعهم المؤسسات الصينية على الاستثمار الزراعي في السودان لتحقيق السعادة والرفاهية للشعب السوداني الصديق. وقال مدير المركز الصيني إن الفترة الماضية شهدت تجارب للقمح والذرة الشامية إلى جانب القطن، مضيفاً أن جميع التقاوي لهذه التجارب جاءت من الصين من أجل إحداث نقلة كبيرة للزراعة في السودان، وأوضح مدير المركز أنه لاول مرة تتم إجازة صنف صيني محور للقطن، راجياً أن يكون القطن المحور وراثياً فاتحة لإجازة العديد من الأصناف الزراعية، مشيراً إلى وجود خمسة أصناف أخرى من الذرة الشامية وزهرة الشمس في انتظار الإجازة، وقال إن كل هذا العمل الهدف منه نقل التقانة والتكنولوجيا المستخدمة في الزراعة في الصين للسودان، مؤكداً استمرارهم في تدريب الطلاب والمزارعين من أجل إحداث التنمية الزراعية في السودان.