ينعقد بمدينة جنيف السويسرية هذه الايام مؤتمر دولي حول الصحة النباتية وتستعرض فيه الدول الاعضاء قضايا الزراعة والصحة النباتية من واقع تجارب الاخرين وملابسات نجاح او فشل زراعة بعض النباتات استنادا الي العوامل المناخية وكنت قد التقيت بالاستاذة نجاة الخبيرة الزراعية السودانية والموظفة السابقة المتقاعدة بوزارة الزراعة وتناولت معها جانبا من قضايا مؤتمر الصحة الزراعية والنباتية والافكار العصرية لحماية النبات والتربة وكان لابد من التعريج علي مسألة القطن المحور وراثيا. ان قضية القطن المحور وراثيا لم تجد حظها من النقاش المستفيض ومن الواضح ان هنالك لبس كبير لازم جوانب هذه القضية بحيث تم اختزالها وكأنها مسألة صراع بين الوزير عبدالحليم المتعافي وبعض مراكز الضغط ذات الصلة بالعملية الزراعية او تلك التي لها علاقة بقضايا توفير التمويلات من البنوك والمصارف الاقليمية والدولية لتمويل انشطة وعمليات زراعة القطن ومن المهم جدا بحسب المعلومات العلمية التي يتداولها خبراء الزراعة في المؤتمر المنعقد بجنيف حاليا فتح الباب مجددا لاستكشاف خفايا واسرار زراعة القطن المحور وراثيا مامعني القطن المحور وراثيا هذا السؤال طرحناه علي الخبيرة في مجال النباتات فقالت القطن المحور وراثيا مثل الاغذية المعدلة وراثيا والتي عادة ما تكون منتجات نباتية معدلة وراثيا : فول الصويا والذرة والكانولا، وزيت بذور القطن وغيرها وفي حالة القطن المعدل يبدو ان وزارة الزراعة السودانية تريد تطبيق التجربة الاميركية في هذا الخصوص والتي نجحت بنسبة مائة بالمائة في سهول البراري نسبة لتناسب المناخ في امريكا مع متطلبات زراعة القطن المحور راثيا ولكن السؤال وهل تنجح التجربة في السودان . يقول الوزير المتعافي في تصريحات سابقة عن القطن المحور وراثيا إن للمزارع الخيار في زراعته علماً بأن القطن المحور وراثياً يزرع بنسبة تصل إلى 86% في دول العالم مستبعداً أي آثار سالبة تنجم عن زراعته للإنسان أو الأراضي الزراعية أو أي آثار بيئية أخرى كما أنه تمت إجازته من لجنة السلامة الحيوية ولجنة الأصناف المكونة من عدة جهات علمية وأنه عاجلاً أم آجلاً ستكون كل الأقطان في السودان معدلة وراثياً مطالباً بتغيير الفكرة العامة للزراعة وذلك لزيادة عائدات المزارعين من المحاصيل المزروعة في العروتين الصيفية والشتوية مؤكداً تأهيل قنوات الري الصغرى والكبرى واستيعاب 200 من خريجي كليات الزراعة بالسودان لتطوير العمل بالمشروع هذا ما كان من امر رؤية المتعافي ولكن دعونا نستكشف رأي الخبراء الزراعيين وخبراء الصحة النباتية ممن حضر مؤتمر جنيف تقول الخبيرة نجاة ان تجاربهم السابقة مع وزاة الزراعة تبين ان الوزير كان دائما يستعجل تنفيذ خططه وبرامجه دون اعتراف برأي ذوي الخبرة وكان عادة ما يصطدم بالاراء العلمية ويري انها تؤخر العملية الزراعية ولكن الخبراء يؤكدون انه لا مفر من التقيد بالمواصفات والمعاييرالدولية من اجل ضمان نجاح اي تجربة زراعية خصوصا التجارب المتعلقة بالصحة النباتية ولا ننسي ان هيئة البحوث الزراعية كانت قد حذرت في وقت سابق من المخاطر المترتبة على دخول القطن المحور وراثياً في الفترة من 2009- 2012م، وقد أوضحت أن دخوله تم في غياب الأجهزة المعنية، وأرجعت ذلك لعدم تطبيق قانون السلامة الحيوية، كاشفة عن اختفاء "150" طناً من بذور هذه الأقطان. وأكد بروفيسور معروف إبراهيم المنسق القومي لأبحاث المراعي والأعلاف بالهيئة، أن هناك محاذير ومنافع مرتبطة بهذه القضية، وشدد خلال حديثه في ملتقى المستهلك على أن المؤيدين للمحاصيل المحورة، هم أصحاب المنفعة.. وقال إن ما حدث في دخول القطن دون تأشيرة وأن اخطرها ما تم ادخاله لجنوب كردفان بواسطة إحدى الشركات الصينية، والذي كان من المفترض أن يزرع في مساحة "2300" فدان ولولا الحرب الأهلية التي جعلته يزرع في مساحة "30" ألف فدان في منطقة برام بجبال النوبة، يعتبر مهدداً لهذه المنطقة التي تعتبر محمية طبيعية لزراعة القطن في هذه المنطقة.. مؤكداً أنها دخلت في غياب الأطر القانونية وتنقصها الدراسات الحيوية للتقييم الفعلي. نواصل