أيقظنتي زوجتي من النوم مبكراً وقالت لي: + عايزين نشتري فحم، الغاز قطع! كنت مساهراً خارج المنزل في زيارة عائلية واستيقظت لصلاة الفجر ولم أكد أستسلم للنوم حين وجدها أمامي فقلت لها وأنا مغمض العينين من أثر النعاس والإرهاق * متين الغاز ده خِلِص؟ شهر ما تم قاعدين تشدوا فيه بليلة ولا شنو؟ + بليلة شنو الضغط العليه ده هين؟ كلو واحد من الأولاد عايز يسخن الشاي ولا الملاح براه!!.. هنا أدخلت أيدي اليمنى في جيبي وفتحت عيني اليمنى بالمقابل وأخرجت ورقة من فئة خمس جنيهات وأخذت أنظر إليها بصعوبة حيث كانت الغرفة معتمة وأعطيتها لها وقلت هاك أنا عارف ما في راحة معاكم ثم أستدرت على الحائط وجذبت الغطاء لمواصلة النوم والذي تعذّر عليّ كثيراً لكن في اللحظة التي غفوت فيها أحسست بيد ابنتي الصغيرة في مرحلة الأساس توقظني وتقول لي + أصح يا أبوي أنا عايزه حق الكهرباء هنا فتحت عيني الاثنتين وجلست كالمصعوق على السرير غاضباً وصرخت فيها قائلاً: * كهربة شنو يا بت حتى الكهرباء مدرستكم عايزه كمان تدفّعنا ليها والله عجائب! هنا سكتت البنت ربما لأنها لاحظت غضبي وبالأصح لأنها لا تملك الإجابة فقلت لها: بلهجة هادئة هذه المرة: طيب عايزين كم؟ + ثلاثة جنيهات بس. * المحلية دي قاعده تسوي شنو، لمن نحن ندفع الكهرباء وندفع لشيخ القرآن ونشتري الكراسات وعدداً من الكتب والأقلام وعلب الألوان.. خلاص المرّة الجايها حيقولوا جيبوا حق الطباشير ما بعيد عليهم ولا يمكن يقولوا المروحة باظت عايزين مروحة جديدة هنا ردت لي البنت سريعاً وقالت: + يا بوي حق المروحة دفعوا براه أبو مرام صاحبتي وما دفعونا حاجة لكن المرة الجاية كان باظت عليك الله يا بوي اتبرع ليهم بمروحة جديدة. * هنا لم أعلِّق وقلت لها طيب هم ما عايزين خرطوش للنجيلة كمان ثم أدخلت يدي في جيبي وقلت أمشي شيلي باقي الفحم من أمك. ولم تمض دقيقة عندما جاءت زوجتي مهرولة وقالت يا راجل باقي شنو أنت أديتنا خمسة جنيهات وتقول خسمين جنيهاً.. * ثلاثة جنيهات ما بتجيبو + أنت من زمن الثلاثة جنيهات دي ما بتشد ليها تنكة صغيرة. هنا أخرجت ثلاثة جنيهات وطلبت منها أن تعطيها البنت وأن ترجع لي باقي المبلغ فقالت لي: + باقي شنو المعجون كمل والجنيهين الباقية ما بتجيب المعجون الصغير. * قلت بغضب الليلة يوم القطع العالمي خلاص شوفي الكهرباء كمان يمكن برضها قطعت فقالت لي بسرعة + أصلي شفتها لكن ما عايزين نفور دمّك من الصباح قلنا كدي لمن تستحمَّ وتغيّر وتشرب الشاي نكلمك أصلها فيها أربعة كيلو بس. هنا انفجرت غاضباً وقلت: عليّ الطلاق كان تقعدوا في الضلمة سنة ما بجيبها ليكم أنتو الكهرباء دي بتشفطوها شفط. + خلاص هسي ما تضيع للأولاد زمن المدرسة جيب جنيه عشان المعجون الصغير بقي بتلاتة. وأعطيتها الجنيه في غضب وحملت البشكير وذهبت إلى الحمّام وما أن أغلقت الباب سمعت زوجتي تقول لي + لمن تمشي تجيب الكهرباء ما تنسى كمان تجيب نص ربع دقيق لأن الدقيق العندنا قطع.