مع صمت العالم الإسلامي وسلب إسرائيل لإرادة الشعب الفلسطيني المسلم واغتيالها لبراءة الأطفال وانتزاع أرواح الشباب وزهق أرواح الشيب من النساء والرجال وانتهاك حرمات الأسر ومع الهياج العربي لما يجري في قطاع غزة هذه الأيام حرّك إمام وخطيب مسجد قرية صغيرة بولاية سنار ما كان ساكناً من قلوب المصلين، حيث استشعر المصلين بقرية السدرات محلية أبو حجار عظم ما يجري في غزة رغم بعدهم عن مجريات الأحداث لبعدها جغرافياً وثقافياً وسياسياً عن الساحة لعدم وجود تيار كهربائي بها لمتابعة القنوات الفضائية ولبساطة أهلها وانشغالهم بموسم الحصاد هذه الأيام فاستشاطوا غضباً من العدوان الصهيوني السافر وسفكهم لدماء الأبرياء. والملاحظ لوجوه المصلين والخطيب هاشم عطا المنان هاشم يتحدَّث عن ضعف وهوان المسلمين رغم كثرتهم ودعوته لهم بالجهاد لتحرير فلسطين المكلومة همَّ المصلون بالجهاد ونيل الشهادة دفاعاً عن غزة، حيث قال إن عدد المسلمين كبير جداً كغثاء السيل والدول الإسلامية كثيرة ولكن المسلمين ضعفاء ويبدو أن أعمالهم لا توافق أقوالهم وعبادتهم لله غير خالصة ونسوا الله فنسيهم وأنساهم أنفسهم فهم في ريبهم يترددون.. ابتعدوا عن الله فبعد عنهم أعرضوا عن ذكره ولم يتمسكوا بكتابه وسنة رسوله فكانت لهم العيشة الضنكة لذلك كانت الهزيمة والضعف والذل والهوان، ويرى بعض المراقبين أن العالم الإسلامي يجب أن يتوحد حتى تتدافع جموع المسلمين ويتسابقوا إلى أرض القتال والقتال إلى جانب أهل غزة ومسح إسرائيل من الوجود نهائياً جهاداً ودفاعاً عن غزة المجروحة واشترط المراقبون أن تتخذ الدولة التي تنوي ذلك القرار الشجاع من أجل نصرة غزة أن تصدق النية وتوحد الكلمة والصف وتترك الخزي والعار، وقالوا يجب أن يسبق هذا توحد الدول العربية وإن لم تستطِع فلتوحد موقفها تجاه العدوان البربري والوحشي على فلسطين في المحافل الدولية لنصرة شعبها المكبوت الذي يتألم ويجرح ويقتل كل لحظة والمسلمون يتفرجون كأن لا يعنيهم الأمر شيئاً رحم الله المسلمين!. وطوّف الخطيب المصلين حول هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينةالمنورة وجزء من العذاب والأذى والمضايقة التي واجهته وهو يدعو إلى الله الواحد الأحد وترك عبادة الأوثان والأصنام حتى هموا بقتله، وكانت الهجرة نجاة له من أعمامه أبو جهل وأبو لهب وغيرهم من سادات قريش ورؤسائها. والحركة الإسلامية السودانية وهي تدخل مرحلة جديدة من تاريخها بعد مؤتمرها العام الثامن لا بد لها من موقف واضح وموحد تجاه القضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف ليتواصل المد الإسلامي وإلا فلا معنى لها ولتسميتها!.