سادت صناعة النسيج في السودان ثم بادت، ولكن ما هي الأسباب الحقيقية لتراجع نشاط قطاع الغزل والنسيج، فهل كان السبب فيها تراجع المساحات المزروعة من القطن، أم عدم اهتمام الدولة بالقطاع؟ أم السبب ارتفاع أسعار الكهرباء والفيرنس؟ عدد من الأسئلة طرحها المناقشون في الملتقى العلمي الأول لخريطة الطريق التكنولوجية لصناعة النسيج السودانية تحت شعار «نحو رؤى علمية للنهوض بصناعة النسيج» التي نظمتها جامعة السودان بالتعاون مع اتحاد الغرف الصناعية. واتفق عدد من الخبراء والباحثين في القطاع على ضرورة وضع رؤية إستراتيجية لصناعة النسيج. وعزارئيس غرفة الغزل والنسيج باتحاد الغرف الصناعية محمد يوسف، أسباب تدهور صناعة النسيج إلى الفشل الإداري، معتبراً أن التكنولوجيا الحديثة هي المنقذ للصناعة لتقليل التكلفة والأعباء الإدارية، وثمن دور جامعة السودان في تخريج كوادر مؤهلة لقيادة صناعة النسيج في السودان، مشيرا الى الجهود المبذولة من قبل وزارة الصناعة ليصبح العام 2013 م عاماً للنسيج. وقال من البشريات دخول مصانع كوستي والدويم وشندي مرحلة الإنتاج العام المقبل بجانب مصنع الحصاحيصا بطاقة إنتاجية 40 % والنيل الأزرق. وزاد إذا تمت إدارة تلك المصانع بصورة جيدة نتوقع إنتاجاً ضخماً في الغزل والنسيج، مبيناً الحاجة لمراجعة أداء القطاع لمنع التدهور وزيادة اهتمام الدولة بصناعة النسيج، باعتباره المصدر الرئيس لإصلاح الاقتصاد بعد البترول والالتزام بخريطة طريق محددة وتوظيف البنية التحتية والأسس العلمية، مطالبا الجهات ذات الصلة بمزيد من الاهتمام با للارتقاء به لقطاع، وأكد ممثل عمادة البحث العلمي بجامعة السودان توفر الدعم المالي والفني والوقوف مع الباحثين والعلماء لتسويق أبحاثهم والأوراق العلمية. وقال الخبير بروفيسور صلاح عبد اللطيف إن صناعة النسيج من الصناعات الإستراتيجية، وشهدت ازدهاراً كبيراً في السابق، وأقر بمواجهة الصناعة مشاكل ومعوقات أدت إلى تدهورها بصورة كبيرة، مشيراً إلى الدور الذي تلعبه في الاقتصاد القومي، لافتاً الى توفر كل مقومات الصناعة من المواد الخام والبنية التحتية والكوادر المؤهلة منادياً بالإسراع بتطوير الصناعة لقيادتها إلى الأفضل، مبيناً صعوبة منافسة الصناعة السودانية في الأسواق العالمية، مطالبا بوضع خريطة طريق واضحة لتحديث القطاع الذي تتوافر فيه مؤشرات جيدة، في وقت كشف فيه عن بدء العمل لعدد من المصانع تزامناً مع العام الجديد. واعتبر مدير جامعة السودان بروفيسور هاشم علي صناعة النسيج المخرج الحقيقي لأزمة البلاد الاقتصادية، وأبدى أسفه لتدهور الصناعة رغم توفر مقومات النجاح، واستعرض عدداً من الإضاءات حول أسباب تدهور صناعة النسيج، لإيجاد الحلول المناسبة واتخاذ القرار السليم. وقال رغم توفر كل عوامل النجاح ولكن من يقود الصناعة؟ وزاد إن الجامعات السودانية أصبحت جذراً معزولة عن الصناعة، مشيرا لإمكانية توظيف الخريجين في المجال، داعيا الى التباحث حول إمكانية إلزام القوات النظامية والطلاب بالجامعات كافة بتوفير احتياجاتهم من الملبوسات من المنتج المحلي. وقال صناعة النسيج مخرج كبير للاقتصاد. وكشفت ورقة العمل حول القطن السوداني الحاضر والمستقبل أن أعلى إنتاج للقطن في السودان خلال الثلاثة عقود الأخيرة حوالي 1.3 مليون بالة في موسم 1970 -1971 م، ووصل أدني معدل له في موسم 2009 -2010 إذ حقق حوالي 54.6 ألف بالة. وناقش الملتقى 4 محاور أساسية عن القطن السوداني الحاضر والمستقبل والنسيج وتجهيز المنسوجات ومحور تكنولوجيا الملابس الجاهزة والأقمشة غير المنسوجة.