رصد ومتابعة: القطاع السياسي افتتح رئيس الجمهورية المشير عمر البشيرأمس الثلاثاء مشروع تعلية سد الروصيرص ووقَّع على لوحة إذن الافتتاح إيذاناً ببدء تشغيل المشروع الذي ظل حلمًا يراود الأجيال منذ ستينيات القرن الماضي بعد أن تم رصد أموال التعلية واندفعت المياه أمس عقب التشغيل هادرة وهي تخرج من إحدى التوربينات في مشهد رائع يتزامن مع الفرحة العارمة التي عمت الشارع السوداني ابتهاجًا بالذكرى ال «57» لاستقلال البلاد. الحلم الذي أصبح واقعًا: الجدير بالذكر أن مشروع تعلية خزان الروصيرص بعد افتتاحه في العام 1966م، ظل حلمًا يراود الأجيال في السودان على نحو «45» عاماً ليتحقق في أول يناير «2013»، ما يزيد التوليد الكهربائي والرقعة الزراعية. وترفع المرحلة الثانية السعة إلى «7,4» مليار متر مكعب، وتسهم في زيادة الطاقة الكهربائية بنسبة «50%» لتصل إلى «1800» ميغاواط. وستتيح تعلية الخزان العتيق دخول مشروعات زراعية جديدة حيز التنفيذ بمساحة مليوني فدان، ما يوازي مشروع الجزيرة، وذلك عبر ترعتي كنانة والرهد. ويقع السد بالقرب من مدينة الروصيرص على بعد «550» كلم من العاصمة الخرطوم على النيل الأزرق. التوسع في مجال الزراعة: وبلغت قيمة عقد الأعمال المدنية لتعلية السد «396» مليون دولار، واستغرقت مدة تنفيذ المشروع «43» شهراً ابتداءً من مايو «2009» ويتزامن الاحتفال باكتمال تعلية سد «الروصيرص» مع ذكرى استقلال السودان السابعة والخمسين. ويسهم المشروع في التوسع في الزراعة المروية في مساحات قد تصل إلى مليوني فدان، وزيادة مساحة أراضي الجروف التي تنشأ في بحيرة السد بحوالى «71» ألفًا و«400» فدان بزيادة «100%» عما هو قائم. المزيد من السدود: وتعتزم الحكومة السودانية المضي قدماً في تشييد السدود على مجرى نهر النيل في الشريك وكجبار ومشروعات الري المصاحبة، ووقعت عقداً مع شركة صينية أثناء الاحتفال بافتتاح تعلية سد الروصيرص، الثلاثاء، لشق قناة الدندر التي ستروي مليون فدان. والقناة التي سيبدأ شقها فوراً هي ما يعرف بترعة الرهد وستزيد الرقعة الزراعية في أراضي الضفة الشرقية للنيل في ولايات النيل الأزرق وسنار والقضارف. وينتظر شق ترعة كنانة بالضفة الغربية للنيل لاحقاً لري مليون فدان أخرى. وطن يسع الجميع: وطالب الرئيس البشير الذي كان يخاطب الحشد الجماهيري بولاية النيل الأزرق بمناسبة افتتاح تعلية سد الروصيرص، حاملي السلاح والمعارضين في الخارج بالعودة إلى السودان الذي قال عنه «إنه يسع الجميع». وتعهّد بعدم إقصاء أي شخص وفتح الباب للمساهة في تحديد الكيفية التي يُحكم بها السودان، وأكد استعداد الخرطوم لتنفيذ اتفاقات التعاون مع جنوب السودان حتى تصبح الحدود بين البلدين لتبادل المنافع والعلاقات الاجتماعية. وأكد البشير أنه سيتم الاحتفال قريباً بولاية النيل الأزرق خالية من أي متمرد أو خارج عن القانون. مناخ تجويد الأداء: وأشار إلى أن قيادة الدولة تعمل على خلق مناخ لتجويد الأداء في أجهزة الحكومة عبر اتخاذ قرارات تدفع بأدائها للأمام. وقال الرئيس البشير لدى تدشينه مشروع التعلية إن البلاد ستحتفل قريباً بافتتاح مجمع سد نهري عطبرة وستيت، وأكد العزم على بدء العمل في سدي كجبار في الولاية الشمالية والشريك في ولاية نهر النيل. وتعهَّد البشير بضمان استفادة مواطني ولاية النيل الأزرق من سد الروصيرص خاصة فيما يلي إيصال خدمة الكهرباء. مشاركة إقليمية ودولية: وجاء الافتتاح ضمن احتفالات السودان بالذكرى السابعة والخمسين للاستقلال بحضور عدد كبير من ضيوف البلاد يتقدّمهم الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ووزراء الموارد المائية في كل من مصر وإثيوبيا ووزير البيئة الإماراتي ورئيس بنك التنمية الإسلامي بجدة أحمد محمد علي وممثلون من صناديق التمويل العربية، ومدير صندوق الأوبك وعدد من ممثلي الصناديق العربية وممثلي كثير من الدول، والسفراء المعتمدون بالخرطوم والعديد من ضيوف البلاد . مراحل المشروع: وقدّم وزير الموارد المائية والكهرباء المهندس أسامة عبدالله شرحاً تفصيلياً للرئيس وضيوف البلاد حول مشروع التعلية والمراحل التي مرَّ بها والفوائد الاقتصادية التي ستجنيها البلاد من المشروع. واعتبر وزير الموارد المائية والكهرباء أسامة عبدالله أن سد الروصيرص بعد انتهاء تعليته أصبح يعد السد الأطول في العالم، وأكد اكتمال كل العمليات المتعلقة بالسد بنجاح. وقال أسامة: «لن يهدأ لنا بال حتى نوظّف كل الإمكانات المائية التي يتمتع بها السودان». وأكد العزم على تشييد سدي كجبار والشريك. الفوائد الاقتصادية: وقال المدير العام لوحدة تنفيذ السدود محمد حسن الحضري إن المشروع يعد إنجازاً انتظر لأكثر من «42» عاماً. وأشار إلى أن مشروع تعلية الروصيرص يحقق فوائد في مجالات اقتصادية متنوعة تحقق للسودان اختراقاً تنموياً كبيراً، مضيفاً أنها ستُحدث تحولاً كبيراً في مجالات الزراعة بإضافة أكثر من مليوني فدان، وتأمين المياه للعروة الشتوية في المشروعات القائمة. وأضاف الحضري أن التعلية تضيف أكثر من «50%» من الطاقة الكهربائية المنتجة من سد الروصيرص وتوفر استقراراً في التيار الكهربائي. البعد الإستراتيجي للمشروع: وصف د. نافع علي نافع، مساعد رئيس الجمهورية، رئيس اللجنة العليا للاحتفالات باكتمال تعلية سد الرصيرص، وصف التعلية بالمشروع الإستراتيجي والعمل الكبير، وقال لدى زيارته لموقع المشروع في وقت سابق ، إن الجدوى الاقتصادية للتعلية إذا اقتصرت على تخزين المياه وتوفير الكهرباء فهذا يكفي، مشيراً للفوائد المتعددة التي تحققها التعلية في المجال الزراعي. وقال مساعد رئيس الجمهورية؛ عبدالرحمن الصادق المهدي، إن البُعد الاقتصادي للمشروع سيظهر في الزيادة الكبيرة في الأراضي الزراعية والكهرباء التي سيضيفها، مما يدفع بالاقتصاد السوداني نحو التقدم. وفى ذات السياق أكد بروفسور الزبير بشير طه والي ولاية الجزيرة أن اكتمال التعلية دفعة كبيرة للاقتصاد الزراعي السوداني، فيما أشار أحمد عباس والي ولاية سنار إلى أن ولايته هي المستفيد الأكبر من مشروع تعلية الرصيرص بإضافة أراض زراعية وحماية الولاية من الفيضانات.