٭ جاء ضيف لجحا فاشترى دجاجتين، وقال لامرأته: اطبخيهما لنا. فطبختهما الزوجة، ولكن بعد أن جهزتهما كانت في كل مرة «تقرم» منهما حتة حتة وأخيراً قضت على الدجاجتين دون أن يراها جحا الذي كان ينتظر بفارغ الصبر. ثم وصل الضيف فاستقبله جحا بحرارة وأدخله خيمته.. وذهب لزوجته مسرعاً وقال لها: الآن حضر الضيف. هيا أغرفي لنا الدجاجتين. قالت الزوجة وقد وضعت حيلة مسبقة ومحكمة: دايرين تأكلوها ساكت من غير رغيف.. معقول؟ خرج جحا مسرعاً للمخبز لكي يحضر الرغيف . وفي هذا الأثناء دخلت زوجة جحا للضيف وقالت له: انت ما عارف السبب الدعاك ليهو جحا؟! أجاب الضيف بالنفي وهو يعرف سمعة جحا، وأن له طرائف ونوادر ومقالب، وكان الضيف مستعداً لتصديق أي كلام. قالت زوجة جحا للضيف: إن جحا أصيب بالجنون ووصف له الأطباء أن علاجه في أذني إنسان، فجاء بك إلى هنا ليقطع أذنيك.. وعشان تصدق كلامي حيعمل الحيلة لمن يجي راجع في الدجاج.. شوفو حيعمل شنو؟! اسمعه كويس .. والقصة ما قصة دجاج. جلس الرجل في مكانه خائفاً مندهشاً، وقبل ان يشرد سمع خطوات دخول جحا وهو متجه نحو المطبخ. فأرخى سمعه وسمع صياح وشجار جحا مع الزوجة وهو يقول لها أغرفي بسرعة بسرعة الضيف ده خلاص طول!! همست الزوجة لجحا في أذنه قائلة: «أنت لمن خرجت ضيفك دخل المطبخ وشال الدجاجتين ودساهم داخل عمته.... ده ضيف شنو الجبتو لينا الليلة .. خوفني عديييل»!! شك جحا في كلام زوجته وحتى يتأكد من ذلك اتجه نحو الضيف في الخيمة.. فما كان من الضيف حينما رأى جحا متجهاً نحوه، إلا أن حمل عمامته في يده قبل أن يلبسها وهرول مدبراً. وجرى جحا وراء الضيف، وظن أن زوجته صدقت في كلامها وأخذ يصيح للضيف: يا أخي خد واحدة وأديني واحدة. فصاح الضيف وهو يزيد من سرعته: لو حصلتني أقلعهم الإثنين. ٭ أراد بعض الحمقى أن يسخروا من جحا.. وعندما شاهدوه قادماً من بعيد تظاهروا بعدم معرفته، وعندما نهق حمار جحا صاحوا: يا الله.. هذا هو جحا راكب حماره، لقد عرفنا الحمار من صوته ولم نعرف جحا من وجهه. قال لهم جحا: وأي عجب في ذلك.. فالحمير تعرف بعضها من أصواتها وليس من وجوهها.