أصبحت مشكلة المياه بمدينة الدلنج تؤرق المواطن بالمدينة ويقول بشير كشولا:«نحن نموت من الظمأ والماء من حولنا ينساب ذللا» في إشارة إلى خور أبو حبل الذي يعبر مدينة الدلنج إلى الرهد بشمال كردفان دون أن تستفيد منه المدينة بإقامة سد يحل مشكلة المياه نهائياً منذ إنشاء المحطة الرئيسة للمياه عام 1952 بعدد تسع آبار تابعة للهيئة القومية للمياه وقتها كانت الدلنج تتمتع بإمداد مائي لمدة 24ساعة حتى بداية التسعينيات كما يقول أصيل عبد الله أصيل بحي المك: تقلصت فترة الإمداد حتى تلاشى الآن مع أيلولة إدارة المياه إلى وزارة الموارد المائية الولائية وفصلها من الهيئة القومية للمياه ومن خلال الجولة التي قامت بها«الإنتباهة» داخل أحياء المدينة برزت مشكلة الماء بصورة كبيرة حيث يتم الاعتماد على الكارو لتوفير الماء بالأحياء المختلفة. المهندس الصادق مدير مياه مدينة الدلنج قال ل «الإنتباهة»: «توجد مشكلة مياه بالدلنج وسوف تحل قريباً دون الخوض في التفاصيل» إلا أن الجولة التي قامت بها «الإنتباهة» داخل مكاتب المياه وزيارة المحطة الرئيسة تعرّفت على جملة من الحقائق مفادها احتراق عدد أربع طلمبات عند احتراق المحول الرئيس للكهرباء وخروجها من الخدمة ولم تستطع إدارة المياه توفير طلمبات جديدة بتكلفة«23» ألف جنيه إلا بعد موافقة الوزارة الولائية مع أنها وردت مبلغ «21» ألفاً قبل أيام للولاية والمدينة تعاني من انقطاع الإمداد من شهر ونيِّف أقر بعض الموظفين بوجود قصور وخلل، فالمياه المقدمة لا تساوي قيمة المبلغ المدفوع مع أن بعض المؤسسات لا تدفع الفاتورة الشهرية أصلاً، ويرى البعض أن الدلنج مدينة إلا أنها تتبع لمياه الريف التي همها جمع الإيرادات من عربات الكارو دون تقديم خدمة حقيقية للمواطن والملاحظ أن الإدارة الحالية بمياه الريف خالية من المهندسين إلا مهندساً واحداً والمشكلة إدارية في المقام الأول؛ أما العمال فلم يصرفوا مرتباتهم البالغة «200» جنيه فقط منذ ثلاثة أشهر ولا حوافز ولا نثريات ولابدلات رغم عملهم في الأعياد والعطلات وهم عمال يومية امتدت فترتهم بين «4» سنوات إلى 12 سنة.. ويستطرد الموظفون الناقمون على الوضع أن المشكلة إدارية بحتة لأن الإدارات السابقة استطاعت تسيير الأمور رغم شح الإمكانات وإذا تحدث الموظف ينقل خارج المحلية، وتبرز كذلك مشكلة الاستثمارالمائي لصالح الإدارة بدلاً من ضخها للمواطن عبر المواسير فتوجد أربعة دوانكي غير المحطة الرئيسة تبيع الماء لأصحاب الكارو بواقع جنيهين للكارو، ويوجد استثمار من نوع آخر هو استثمار المضخات لبعض المدارس والجهات والمؤسسات دون وجود رقيب لذلك حتى بلغ عددها «17» مضخة بالمدينة رغم مياهها المالحة وانتهاء مدتها الافتراضية وغلاء إسبيراتها.. يوجد خزانان لكنها لم تستقل لخطأ فني حيث يرفد الثاني الأول إلا أن وجود الخزان الثاني في مكان منخفض حال دون ذلك رغم محاولات السحب. حل مشكلة المياه تتجسد في ضرورة ربط المدينة بشبكة واحدة مع إضافة آبار جديدة لتغطي كل المدينة وتغيير الإدارة الحالية ووقف استثمار المياه بكل أشكاله وفصل إدارة مياه المدن من الريف وتعيين إدارة قادرة للتصدي للمهمة، معتمد الدلنج الأستاذ موسى يونس يرى أن الحل يكون بوضع خطة إسعافية بمشاركة الوزارة الولائية.