التجربة الحزبية الصّينية جديرة بالدراسة، مع مراعاة (فروق الوقت) السودانية، من حيث الواقع والحجم والأيديولوجيا بين السودان والصّين. من حيث البناء الحزبي، في الحزب الشيوعي الصينيّ في مجال العلاقات الدوليَّة، نجد أن للحزب الشيوعي الصّيني علاقات سياسية مع أربعمائة حزب في العالم. علماً بأن في العالم مائتي دولة. تبلغ عضوية منظمة الشبيبة (منظمة شباب الحزب) مائتي مليون، أي عُشر سكَّان الصّين (10%). تبلغ منظمة أطفال الحزب الشيوعي الصّيني (طلائع الحزب الحاكم) «69» مليون طفل (تسعة وستون). صحيفة الشعب اليومية الصادرة بأربع لغات توزع يوميَّاً عشرين مليون نسخة. ويبلغ عدد زوَّار موقعها على الإنترنت عشرة ملايين. سكَّان الصين (1.3)مليار نسمة، منهم (600) مليون مزارع. يوجد في الصّين (300) مدينة و(2000) محافظة و(56) قومية. توجد في كل محافظة و مدينة لجنة حزبية. في الصّين (67) مليون عضو حزبي ملتزم، و(39) مليون كادر حزبي. وهناك ثلاثة جوانب لصقل الكوادر، هي تنمية أعضاء الحزب وتثقيف وتدريب أعضاء الحزب وإدارة أعضاء الحزب. البناء التنظيمي على مستوى القاعدة يضمّ (3.5) مليون مؤسسة قاعدية للحزب تنتشر في المدارس والمصانع والجمعيات والمؤسسات. حيث تمثل قدرة الحزب على النضال والإصلاح والتقدم. يبلغ عدد أعضاء الحزب الذين تقلّ أعمارهم عن (35) عاماً، عشر ملايين وثمانمائة وثمانين ألف (10.880.000) عضواً. يبلغ عدد الكوادر النسائية في الحزب، أحد عشر مليون وتسعمائة وخمسة عشر ألف عنصراً نسائياً (11.915.000). نسبة العضوية النسويَّة في الحزب تبلغ (17.8%) من جملة العضوية. متوسط عُمر أعضاء الحزب (47.2) عاماً. من جملة (69) مليون من عضوية الحزب الملتزمة، هناك (35.740.000) مليون عضواً قد حصل على شهادة المدرسة الثانوية، أى أكثر من (50%) من العدد الإجمالي لعضوية الحزب الملتزمة. وهناك (16.195.000) مليون من أعضاء الحزب، قد حصلوا على شهادة جامعية أى نسبة (24.12%) من جملة أعضاء الحزب. يضمّ الحزب (4.230.000) مليون عضواً من الأقليات العرقية من غير قومية الأغلبيَّة وهي قومية (الهان) التي تبلغ (95%). الحزب الشيوعي الصّيني متماسك دقيق التنظيم على الصعيد المركزي والمحليّ والقاعدة. للبناء الحزبي ثلاث بناءات هي البناء الفكري (الفكرة المرشدة) والبناء التنظيميّ والبناء العملي. التحليل الدقيق لتلك الأرقام والحقائق كفيل برسم خارطة الطريق إلى حزب عملاق، يمثِّل العمود الفقري بين الدولة والجماهير. هل تتكلَّل رحلة النخبة الوطنية السّودانية، أو النخبة الإسلامية الوطنية, بالنجاح في بناء حزب عملاق، لتصبح أعماق السودان آفاقاً... وأحلامه واقعاً؟. ياهؤلاء ويا أولئك أطلبوا (الحزب) ولو في الصّين!.