رغم التعاطف الشعبي في السودان مع دولة مالي على هجوم قوات الاحتلال الفرنسية وحلفائها، لكن يظل الموقف الرسمي السوداني يمتاز بالضبابية حيث لم تعلن حتى يوم أمس الجمعة أي جهة أو منظمة مجتمع مدني دعوة لنصرة المسلمين في مالي جراء الاحتلال الفرنسي الذي بدء منذ الجمعة الماضية ضد المستضعفين في تلك البلاد، أن استهداف دولة مالي من المجتمع الغربي كان بمزاعم وجود القاعدة لكن الهدف الأساسي ل«فرنسا» هو إقامة سياسية «فرق تسد»، حيث صورت الإسلاميين الموجودين بدولة مالي كأنهم أعداء للقارة الإفريقية، والهدف هو ضرب هؤلاء المسلمين بالقوات الإفريقية التي ستصل خلال أيام مع فرنسا ثم تنسحب باريس وتصبح الحرب بين المسلمين في بعضهم البعض، أما الهدف الثاني الذي تريده فرنسا فهو زعزعة هذا الحزام حتى يصل إلى الصومال مرورًا بالسودان، والثالث تدمير دولة مالي كدولة إسلامية تمثل العمق الإسلامي في غرب القارة الإفريقية وبزوالها تزول تلك الحضارة الإسلامية العريقة، أما الهدف الرابع فإن باريس تبتغي بواسطة قواتها تأمين المناطق الحيوية التي تريد نهب الثروات منها وللعلم فإن مالي تعد ثالث أكبر منتج للذهب في إفريقيا، بجانب أن الأراضي المزروعة تقدر ب«3» ملايين هكتار من الحبوب بالإضافة للثروات الأخرى من معدن البوكسيت وهو معدن يستخدم في صناعة الألومنيوم، والنحاس والذهب وخام الحديد والمنجنيز والفوسفات الذي يغذي المفاعلات النووية الفرنسية والملح واليورانيوم. أما أهم أهداف التدخل الغربي فكان واضحاً من تصريح الرئيس الفرنسي هولاند الذي قال «إنه سيحارب من يريدون تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في مالي من أجل تحقيق السلام العالمي». والإسلام في دولة مالي يبلغ«90%»، والديانات المحلية «9%» والمسيحية«1%» ، لذا فإن مدناً ك(تمبكتو وجاو وكانو) تعد مراكز دولية للتعليم الإسلامي بإفريقيا. هذا بجانب أن في أوربا حوالى«4» ملايين مواطن من دولة مالي كلهم مسلمون ينشرون الإسلام في الدول الأوربية منهم «200» ألف في فرنسا فقط، وبحسب تصنيف وكالة المخابرات المركزية الأمريكية فإن معدل الخصوبة في دولة مالي يعد رقم «1» في العالم حيث يبلغ «7.34» والأسرة العادية تنجب من «6 7» أطفال مسلمين وهؤلاء بدورهم ينشرون الإسلام في القارة الإفريقية والعالم. بالأمس خرجت كل التنظيمات المصرية مع دول شمال إفريقيا للمشاركة بجميع قياداتهم وأفرادهه في الوقفة الاحتجاجية أمام السفارة الفرنسية ضد العدوان على مالي ،حيث خرجت مصر والجزائر في مليونية الشريعة لنصرة مالي أمس الجمعة مطالبة بطرد السفير الفرنسي، كما أفتى «39» من علماء ودعاة موريتانيا بحرمة المشاركة في الحرب الفرنسية على الشمال المالي، وطالبوا برفض التعامل مع الدول الغازية ونصرة المسلمين، كما دعا النشطاء على المواقع الاجتماعية بحملة إسلامية لمقاطعة المنتجات الفرنسية نصرة للمسلمين في مالي. لذا فإن واجب المسلمين في السودان الالتفات لما يجري لدولة مالي لأن ما طبقه الغربيون في تلك الدولة سيتم في السودان عاجلاً أم آجلاً، ويكفي السودان أن دولة مالي تدعي «الجمهورية السودانية» وعندما انسحبت السنغال منها تم تغيير تسمية «الجمهورية السودانية» إلى مالي، لذا يجب أن تقدِّم الخرطوم الدعم للمسلمين بدولة مالي ضد الاحتلال الفرنسي لأن هذا الاحتلال الاستعماري الجديد سيدمر دولة مالي الإسلامية فعاصمة مالي تمبكتو منذ العام 1325م كان فيها «180» مدرسة، تخرج أكثر من «25.000» من حفظة القرآن والآن بعد مرور هذه القرون كم أصبح عدد المدارس وكم خرّجت لنشر الدين الإسلامي في إفريقيا، قلنا ذلك لأن مخططات التنصير في مالي عقب هذا الاحتلال لن يستطيع أحد أن يتجاهلها لتصبح تلك المساجد والمدارس القرآنية بعده مدارس للتبشير المسيحي، إذًا فإن القضية هي قضية سرقة ونهب لثروات المنطقة ولكن يتم خداع الرأي العام يتغليفها بغلاف محاربة التطرف والإرهاب لذا يجب على السودان التدخُّل والخروج في يوم وقفة المولد النبوي الشريف ويوم الجمعة القادمة أمام السفارة الفرنسية بالخرطوم لدعم نصرة للمسلمين في مالي.