تستضيف العاصمة البوركانبية واغادوغو اليوم السبت قمة مصغرة لرؤساء دول غرب افريقيا (ايكواس) ، مع سياسيين و ممثلين عن المجتمع المدني في مالي بهدف الشروع في تشكيل (حكومة وحدة وطنية) في مالي،فى محاولة لايجاد تسوية سياسية للازمة فى مالى التى تعيش اضطرابا سياسيا منذ مارس الماضى، بعد الانقلاب العسكرى على السلطة فى باماكو، واعلان حركة (الازواد) استقلال اقليم الشمال وعاصمته تمبكتو، ولكن سرعان ما اختطف تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الاسلامي ثورة الازواد وفرض اجراءات متشددة فى مناطق الشمال المعلنة من طرف واحد كدولة مستقلة ، ودخلت الازمة الاسبوع الماضى مرحلة خطيرة عندما اقدم الاسلاميون المتشددون على هدم الاضرحة والمساجد القديمة ،بحجة انها حرام فى الشريعة الاسلامية ، فى وقت انتقدت فيه منظمة التعاون الاسلامي التى تضم( 57) دولة التدمير الذى طال الاضرحة. وقالت ان الاضرحة «جزء من التراث الاسلامي الزاخر في مالي والذي لا يجب ان يدمره متعصبون او يعرضونه الى الخطر»، كذلك ادانت الجزائر الجارة لمالى والتى تقود جهود التسوية السلمية للازمة .وقالت الحكومة الجزائرية ان الاولياء والعلماء المدفونين في الاضرحة اسهموا في ازدهار الاسلام في المنطقة ونشر قيم التسامح والروحانية.ووصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تدمير الاضرحة بأنه »غير مبرر بتاتاً«، داعياً إلى »المحافظة على الإرث الثقافي« للبلاد.وأدان الاتحاد الأفريقى بشدة تدمير مجموعة من الأضرحة لمسلمين صالحين فى مدينة تمبكتو المسجلة فى قائمة مواقع التراث العالمى الإنسانى منذ العام 1988.ووصف الاتحاد الأفريقى العمل بأنه «إجرامى وغير مقبول» ، مشيرا إلى أنه يأتى بعد أيام من تسجيل المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) لمدينة تمبكتو الواقعة فى شمال مالى، على قائمة «التراث العالمى الإنسانى المهدد.وكان الإسلاميون الذين يسيطرون على تمبكتو،قاموا منتصف الاسبوع المنصرم بهدم باب جامع يعود إلى القرن الخامس عشر، بعد ان دمروا نهاية الاسبوع الماضي ستة أضرحة من أصل( 17) لأولياء مسلمين في المدينة.وأفاد شاهد ل(فرانس برس) ان «الإسلاميين كسروا باب جامع سيدي يحيى في تمبكتو» جنوبالمدينة «لقد خلعوا بابا مقدسا لا يفتح»، وهو ما أكده آخرون من سكان تمبكتو. وقال احدهم وهو مرشد سياحي في المدينة «جاءوا بفؤوس وهتفوا (الله اكبر) ثم كسروا الباب. انه أمر خطير جدا. بكى بعض الناس وهم يشاهدون ما حصل». وذكر احد أفراد أسرة إمام تحدث مع إسلاميي جماعة (انصار الدين) الذين يبسطون نفوذهم على المدينة منذ ثلاثة اشهر، انهم كسروا الباب لان «البعض كان يقول ان القيامة ستقوم يوم يفتح فيه هذا الباب، وأرادوا بذلك ان يكذبوا قيام القيامة»وبعد تدمير أضرحة أولياء مسلمين، هددت حركة( أنصار الدين) نهاية الاسبوع الماضي بالتعرض لجوامع المدينة، مؤكدين أنهم يتحركون «باسم الله»، وردا على قرار اليونيسكو إدراج اسم المدينة على لائحة التراث العالمي المعرض للخطر. ويعتبر جامع سيدي يحيى واحدا من اكبر جوامع مدينة تمبكتو مع جينغاريبر وسنكوري، وهي تحف معمارية تشهد على عهد ازدهارها. والجوامع الثلاثة مدرجة على التراث العالمي لليونسكو، وأكد خبير مالي ان أولياء مدفونين في جامعي جينغاريبر وسيدي يحيى. ودانت جمعية رجال الدين في مالي «جريمة تمبكتو» .ويعيد تدمير اضرحة تمبكتو الى الاذهان ما اقدمت عليه طالبان مع حلفائها في تنظيم القاعدة من تدمير تماثيل بوذا في باميان المدرجة ايضا على التراث العالمي في وسط افغانستان في مارس 2001.وقد اغتنمت حركة انصار الدين الاسلامية وحركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا، المواليتين لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، الانقلاب العسكري الذي اطاح في 22 مارس بنظام باماكو، وسرعت في زحفها على شمال مالي حتى باتت تسيطر عليه بعدما هزمت الحركة الوطنية لتحرير ازواد التي تمثل الطوارق. واعلن عناصرها انهم يريدون فرض الشريعة في كافة انحاء مالي.