تمثل الصحة المدرسية هاجسًا لكل فئات المجتمع، وهناك العديد من الإخفاقات التي صاحبت إدارة الصحة المدرسية في الآونة الأخيرة، حيث لا توجد أية زيارات صحية وسجل أو مراقبة على الأطعمة ومياه الشرب أو على بائعي الأطعمة على بوابات المدارس، وفي السابق كانت لهم كروت صحية، وتصادر معدات من لم تكن لديهم هذه الكروت، كما كانت تهتم إدارة الصحة المدرسية بالتطعيم ومحاربة تفشي الأوبئة المرضية، حيث يمكن إغلاق المدرسة التي تفشت بها الإصابة إن لم ينجح إيقاف الوباء للحفاظ على بقية الطلاب.. (الإنتباهة) جلست إلى مديرة إدارة الصحة المدرسية بوزارة الصحة المدرسية دكتورة مها عبد الحفيظ وخرجت بهذه الحصيلة: حوار: أم بلة النور ٭٭ الصحة المدرسية ماذا تعني.. متى بدأ العمل بها في السودان؟ الصحة المدرسية من أقدم البرامج في السودان منذ العام ( 1912م) خلالها نقدِّم الخدمات الصحية للمدارس وذلك منذ مئة عام، حيث بدأ البرنامج بالكشف الدوري للتلاميذ إضافة إلى برنامج التغذية المدرسية، إضافة إلى صحة البيئة المدرسية. ٭٭ أين الصحة المدرسية الآن؟ هي ليست معدومة، ولكن هناك تفاوتًا في أداء الإدارة منذ تأسيسها وحتى الآن، ويتراوح بين تراجع وازدهار، حيث كان تقدَّم بصورة أفضل في الثمانينيات، بينما تراجعت في مدة التسعينيات حيث حدث تدهور وتراجع في الأداء، ونحن الآن نسعى لإحياء مشروع الصحة المدرسية مع وزارة الصحة الاتحادية بوضع سياسة قومية لها حيث تمت إضافة صحة المراهقين من (10 إلى 19) سنة للإدارة الشيء الذي لم يكن موجودًا من قبل بل هو مشروع جديد سيتم إنفاذه خلال هذا العام. ٭٭ حدِّثينا عن هذه الإدارة؟ تتكوَّن الإدارة من (8) قطاعات وهي الخدمات الصحية، والتغذية المدرسية، والبيئة المدرسية، والتثقيف الصحي، والنشاط البدني، وتعزيز صحة العاملين في المدرسة، ومشاركة المجتمع، إضافة إلى الصحة النفسية، وهي مكوِّن أساسي من كل هذه المكونات؛ لأنها تهتم بالمراهقين ومشكلاتهم. ٭٭ مفهوم الصحة المدرسية هل مطبَّق في الولايات؟ في كل ولاية هناك برنامج موازٍ للبرنامج الاتحادي تشرف عليه الإدارة الاتحادية حيث يبدأ العمل من المحليات حتى يصل إلى الإدارة المركزية. ٭٭ مشروع المدارس المعززة للصحة كانت موجودة في السابق أين هي الآن؟ هذا المشروع تعسر الآن بالرغم من أهميته حيث كانت الإدارة المدرسية تهتم بالصحة ابتداءً من ماء الشرب والأطعمة وكل ما يتعلق بالصحة بالتعاون مع الأساتذة ومجلس الآباء وتم تنفيذه في (6) مدارس (4) في الخرطوم (2) في ولاية الجزيرة كنموذج وهذه التجربة كانت بمبادرة من منظمة الصحة العالمية ولكن الآن تعسر لعدم وجود الدعم الكافي الذي كان يقدَّم من منظمة الصحة العالمية وهذا المشروع يحتاج لتمويل. ٭٭ ما هي الجهة المموّلة لمشروع الصحة المدرسية؟ الصحة المدرسية تعتمد على إمكانية كل ولاية ودعمها للصحة المدرسية، إضافة إلى دعم المنظمات الخارجية والآن انتهينا من دورة تدريبية للمعلمين في كل من ولاية البحر الأحمر والقضارف وكسلا وشمال دارفور وفي المدة القادمة سوف يتم تدريب معلمين في وكل من ولاية نهر النيل والشمالية وسنار وشرق ووسط دارفور وبقية الولايات مدرجة في خطة العام الحالي حتى يكون قائد الصحة المدرسية داخل المؤسسة ويتم تدريبه على كيفية اكتشاف الحالات المبكرة للأمراض وكيفية التعامل معها والتعامل مع الطالب الذي يعاني من مشكلة نفسية ومن ثم تحويلها إلى أقرب مركز معالجة ثم المتابعة معه. ٭٭ ما هي مواصفات المعلم الذي يقوم بهذا الدور؟ دائمًا يكون المعلم الذي يتم اختياره لهذه المهمة هو معلم النشاط أو يكون متفرغًا جزئيًا جاء ذلك طبقًا لمذكرة التفاهم مع وزارة التربية حتى يستطيع أن يؤدي دوره كمشرف صحي، وهناك مقترح لاستيعاب خريجي علم النفس كباحثين اجتماعيين هذا من ضمن مشروعاتنا القادمة. ٭٭ كيف يتم اختيار مشرف الصحة؟ هنالك عدة طرق متبعة في العالم لتعيين شخص مسؤول عنها، فمثلاً في بعض الدول يكون هناك ضابط صحة أو ممرض داخل أية مؤسسة تعليمية، وهناك بعض الدول الأخرى تقوم بتدريب المعلم على المكونات ال (8) على أن يكون مشرفًا على الصحة بالمدرسة وهذا وهو المتّبع في السودان. ٭٭ هل هناك تفاوت في أداء الخدمة بين الولايات؟ بالطبع هناك تفاوت بين الولايات في تقديم الخدمات على حسب إمكانية الولاية المعينة فمثلاً الخرطوم نفذت الخدمة بنسبة (100%) وذلك بالكشف الدوري للتلاميذ ولديهم (7) مراكز للطب النفسي كما انتقلنا إلى المدارس الثانوية وكذلك ولاية الجزيرة تعمل كشفًا دوريًا حتى وصلت للكشف المبدئي للأطفال قبل دخول المدرسة حيث بلغت النسبة (100%)؛ لأن هناك دعمًا من وزارة الصحة بالولاية وكذلك ولاية القضارف تعمل عملاً جيدًا، أما ولاية نهر النيل فتغطية البرنامج كانت بنسبة فاقت ال (80%) وهي أول عام تنفذ فيه الولاية برنامج الكشف الدوري. ٭٭ كيف تتعامل الإدارة مع الأوبئة.. وهل يمكن أن تصل إلى مرحلة إغلاق المدارس؟ في هذا الإطار يتم بالتعاون مع إدارة الوبائيات التي تكون لديها بلاغات وتقارير بصفة مستمرة ومع إدارة التحصين الموسع ومنظمة الصحة العالمية.. وإذا لم تتمكن المنطقة المحدّدة من السيطرة على الوضع يمكن أن يصل إلى إغلاق المدرسة إلى أن ينتهي الوباء، ولكن في الغالب يتم عزل الطالب المصاب وتحصين الطلاب ضد المرض المعيَّن. وفي حالة اكتشاف أي مرض أثناء الكشف الدوري تتم متابعته وعلاجه على حساب الولاية التي يقطن فيها. ٭٭ ماذا عن السجل الصحي للطلاب؟ هناك مشكلات تواجه الولايات في طباعة السجل وترحيل الأتيام وما إلى ذلك، والمتابعة لا تتم إلا بالسجل، ومن المفترض أن تحتفظ به إدارة المدرسة ووجوده ضروري ونسبة لأهميته نحن الآن على طاولة النقاش مع وزارة التعليم العام على أن يتم القبول من مرحلة إلى أخرى بالسجل الصحي كأحد الشروط للطالب، ونحاول أيضًا أن يكون واحدًا من متطلبات الدخول للمدرسة وهناك لجنة تقوم بتحديث السجل السابق للعام 2007م حتى يكون مواكبًا للمتطلبات الجديدة. ٭٭ حتى تحقق الإدارة هدفها المنشود.. مع أية إدارة تتعاون؟ هناك تكامل بين إدارة التحصين الموسع وبرنامج الإيدز والعلاج المتكامل، وأيضًا إدارة الأوبئة والأمصال والتغذية حتى نستفيد من الموارد ونتوسع في خدماتنا إضافة إلى وزارة التعليم العام في وضع مفردات الصحة المدرسية في المناهج حتى نصل إلى بيئة صحية ومجتمع معافى. ٭٭ ما هي المشروعات المستقبلية؟ من أهم المشروعات هي إنشاء المجلس القومي للصحة المدرسية في (14) ولاية إضافة إلى تدريب المعلمين وربط أكثر من (550) مدرسة بالمراكز الصحية، إضافة إلى وضع سياسة قومية للصحة المدرسية بالتعاون مع التعليم العام وهي الآن في مرحلة الإنجاز. والآن وزارة الصحة تعمل على تصحيح الصحة المدرسية وهي تحظى باهتمام كبير في المدة الأخيرة ووضعت خطة لدعم وتقوية الصحة المدرسية وتوسيع الشراكة مع الجهات المختصة.