{ تسلمت مذكرة بل إعلاناً لطلب وظيفة كبيرة ذات راتب كبير يفوق الخمسة آلاف دولار أمريكي، وشاغلها سيمتلك جواز سفر دبلوماسي ومكان العمل في العاصمة التونسية الجميلة، وهي وظيفة رئيس مكتب الرياضة في اتحاد إذاعات الدول العربية التي كان يشغلها وأبدع فيها الإعلامي الرياضي التونسي الكبير الذي سيتعاقد نهاية هذا العام وسيفقده الموقع. ورأيت في هذه المادة أن أعلن عن الوظيفة وشروطها الصعبة لعل وعسى أن يحظى أحد أبناء الوطن بها. وقد يسألني أحد ولماذا لا أتقدم لها فأجيب لأن الشروط لا تنطبق على شخصي الضعيف وعلى رأس الشروط ألا يزيد العمر عن خمسة وخمسين عاماً.. ولا يقل عن ثلاثة وعشرين.. وأظن أنني أقل من ثلاثة وعشرين! { هذه الوظيفة تتحكم في الإعداد للبرامج الرياضية والتعاقد حول الأحداث الرياضية الكبيرة في العالم وتمليكها للهيئات التلفزيونية العربية، ويشترط في المتقدم لها أن يكون قد مارس العمل الرياضي الإعلامي لعشر سنوات كاملة بعد الحصول على المؤهل الجامعي وأن يتحدث العربية والإنجليزية أو الفرنسية بطلاقة تقترب من المائة في المائة، وسيجرى اختبار تحريري ونظري في تونس تحت ضيافة اتحاد الإذاعات. { بالمناسبة لشغل مثل هذا النوع من الوظائف لا مجال للواسطة أو المحسوبية إطلاقاً، وكل العالم الخارجي يعمل بعدالة لا تسمح بتسرب غير المؤهل للوظيفة.. ولدينا الكثير من حملة المؤهلات والخبرات الذين يستحقون شغل الوظائف في الخارج، بل لدينا العشرات بل المئات من السودانيين الذين يشرفوننا في الخارج بينما هم في الداخل قبل سفرهم أو بعد عودتهم، يعانون من ظلم ذوي القربى الذي هو أشد إيلاماً من ضرب الحسام المهند كما يقول الشاعر العربي. { سأبعث بورقة بل أوراق الوظيفة للكثيرين من أبناء الوطن الذين أراهم يستحقونها على أمل أن تكون لكفاءة سودانية جديرة بها. نقطة.. نقطة { حكي لي مرة أصدقاؤنا في قناة الجزيرة أنهم حضروا للسودان للتعاقد مع كوادر من التلفزيون.. والتقوا بأحد الزملاء المكلف بالتعاون الخارجي لمساعدتهم، وبعد أن جلسوا معه لأقل من ساعة أجروا اتصالات مع الخطوط القطرية والسفارة والدوحة وخلال يومين كان معهم إلى قطر، رغم أنه كان مغموراً هنا ولم يكن من المتقدمين لوظيفة.. وقالوا إن مؤهلاته وخبرته أكبر من الشروط ولا تحتاج لمعاينة. { في اتحاد الإذاعات العربية الذي تأسس في الخرطوم عام 1969م.. بواسطة خبيرنا الكبير البروفيسور علي شمو نافس بعض السودانيين لشغل وظائف به.. ومعظمهم نال الوظيفة ويضرب بهم المثل في الكفاءة والاقتدار وهم السادة محمد سيد أحمد والمهندس عبد الرحيم سليمان والمهندس محمد عبد الله عثمان والاعلامي عوض عيد.. نأمل أن ينضم إليهم سوداني رئيساً لقسم الرياضة عام 2014م. { حين عملت في السعودية لأكثر من ربع قرن، وحين تكون لدي مهمة صحفية في أي مرفق أسأل أولاً عن السوداني هناك.. ولم يحدث ألا أجد أياً من أبناء الوطن في أي مجال أو مكان.. وحالياً في السودان أسأل عن المغتربين العائدين والحمد لله أجدهم ويعملون بإيقاع مختلف.