٭ هجرة العقول والكوادر البشرية المؤهلة (أساتذة الجامعات) التي أثرت سلبًا في الجامعات السودانية خلال العامين الأخيرين أضحت قضية الساعة الآن باعتبار أن التعليم هو الركيزة الأساسية الذي اهتمت به الحكومة ومن أجله قامت بنشر الجامعات في كل الولايات لتوسيع دائرة التعليم العالي والبحث العلمي فكانت ثورة التعليم الكبرى أهم الإنجازات التي ظلت تفتخر بها الحكومة وفتحت الجامعات أبوابها لاستقبال الطلاب واستمرت الثورة سنوات لكنها تعثّرت بفعل الهجرة المنظمة للعقول العلمية إلى الخارج لأسباب متعددة ومعقّدة أهمها رفع المستوى المعيشي. ٭ تأكيدات الدكتور كرار التهامي الأمين العام لجهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج بأن (66) ألف كادر بشري مؤهل حصلوا على عقد عمل العام الماضي مؤشر خطير يستوجب المعالجة السريعة للحد من هذه الظاهرة التي أشار إليها وزير التعليم العالي والبحث العلمي البروفيسور خميس كندة خلال مخاطبته لأعمال الملتقى العلمي العربي الذي اختتم أعماله أمس الأول بالخرطوم حيث أشار الوزير إلى هذه الهجرة التي وصفها بأنها أصبحت واقعًا مفروضًا لكنه دعا للتوازن بين نزيف هجرة أساتذة الجامعات والقيادات الإدارية بتوفير فرص الاستقرار المناسب باتاحة فرص التدريب للطلاب ومساعدي التدريس النوابغ بالجامعات مؤكدًا أن هجرة العقول العلمية أمر طبيعي يحدث في كل بلدان العالم لأن تبادل العلوم والكفاءات العلمية ليس له حدود جغرافية. ٭ إشارة الوزير مقبولة إن كانت الهجرة طبيعية مثلما يحدث في بقية البلدان لكنها في السودان أصبحت ظاهرة مخيفة، ففي الوقت الذي تدعو فيه الحكومة إلى العودة الطوعية وتحضر لإعداد إستراتيجية قومية للهجرة يغادر البلاد حوالى أكثر من (66) ألف كادر بشري للخارج ويضيف الدكتور الشيخ الصديق بدر المرصد القومي للموارد البشرية أن هجرة الأطباء في زيادة مستمرة إليها وأن كل من يأتي لاستخراج شهادة خبرة من وزارة الصحة دليل على شروعه في إجراءات الهجرة وكشفه إلى أنه هنالك (30000) طبيب استخرجوا شهادات خبرة خلال السنوات الماضية وأن (20000) منهم هاجروا. ٭ نخالف الوزير في دعوته باتاحة فرص التدريب للطلاب ومساعدي التدريس النوابغ بالجامعات لإحلالهم وتهيئة الأجواء المناسبة لهم حتى يمكنهم من سد الشواغر فبدلاً من أن يصدر الوزير قرارًا أو يتبنى مشروعًا لرفع مرتباتهم للحد من وقف الظاهرة وجذب الذين هاجروا بفضل تحسين المستوى المعيشي لهم في وطنهم وبين أسرهم لتأدية رسالتهم السامية يدعو لتدريب الطلاب ومساعدي التدريس النوابغ بالجامعات لسد النقص والشواغر في هيئة التدريس بالجامعات السودانية. ٭ التدريب ليس هو الحل يا سيادة الوزير وقد يكون فرصة لهم للحاق بمن سبقوهم لذلك لا بد من الطعن في الفيل وليس في ظله لوقف الظاهرة نهائيًا.