فجأة تحركت محلية الخرطوم بإداراتها المختلفة.. ووزعت مطالبات العوائد على المنازل بأحياء الخرطوم.. وفجأة تحركت الآليات والعمال بإزالة الأكشاك من على الشوارع في الأحياء الشعبية... بدأت بفصل التيار الكهربائي ثم اقتلاع الأكشاك التي أُنشئت بمواصفات وضعتها سلطات المحليات نفسها في وقت سابق.. ولا يدري أحد من أصحاب هذه الأكشاك سبباً لما يجري.. فالعمال لديهم«تعليمات» بالقيام بهذا الأمر.. وإذا سألت لا يجيبون بإجابات مفيدة وإنما يحيلونك إلى المعتمد ونحسب أن المعتمد لا يعمل بتعليمات معزولة عن الجهات المنفذة لتلك التعليمات خاصة وأن سعادة معتمد محلية الخرطوم مشغول جداً ولا يجيب على الهواتف وبناء على ذلك، فإن مقابلته أيضاً ستكون شبه مستحيلة بالرغم من أن أي مسؤول على أية درجة حتى رئاسة الجمهورية يمكن ملاقاته عن طريق المكاتب والسكرتاريات. هذه الأكشاك تعيش عليها أسر فقيرة ورجال عجزة ومعاشيون وأسر شهداء.. في فترة سابقة وزعت هذه الأكشاك على أصحابها بمواصفات معينة، ثم انقلبوا عليها وأزالوها من مواقعها واقتلعوها من جذورها، وكثيرون فقدوا حتى أصول تلك الأكشاك التي حملتها عربات المحلية إلى أماكن نائية ومجهولة... مثلاً أُزيلت من على شارع عبيد ختم ومنطقة القسم الشرقي.. ولكن بعد قليل من الزمن عادت أكشاك أخرى وعلى ذات الأمكنة.. كيف تحصل أصحابها على التصاديق، وكيف تركت تقام على ذات الأماكن التي اقتلعوا منها أكشاك أسر الشهداء والغلابة والمساكين.. وكان البديل على جانبي شارع البلابل شرق التقاطع وغربه.. ولكن فجأة جاءت الحملة... فصلت الكهرباء عن الأكشاك.. اقتلعتها من أماكنها وربما تحملها عربات المحلية وآلياتها إلى أماكن مجهولة. نحن نريد إجابة عن الأسئلة المطروحة عن أسباب الإزالة المفاجئة هذه، ودون تحديد المكان الجديد الذي يتوجب على هذه الأسر التوجه إليه بآمالهم ومآلات كسب عيشهم. وإذا كان الغرض أو الهدف من هذه الإزالة هو تجميل الشوارع فنحن مع المعتمد فيما ذهب إليه، ولكن بالتفاهم مع أصحاب هذه الأكشاك وإيجاد أماكن بديلة والتحدث إليهم حتى تكون النفوس متطايبة.. وإذا كان المراد هو توسعة الشارع وإعادة تثبيت الأكشاك على بعد من الشارع أيضا يجب أن يكون هنالك نوع من الإعلان والإخطار، وإذا كان الغرض تصميماً معيناً به جماليات معينة كذلك بإخطار المواطنين وطلب ذلك منهم.. أما أن تكون المسألة هكذا، استعمالاً للسلطات ولا أحد له حق إبداء الرأي وعليه تنفيذ تعليمات السيد المعتمد فهذا أسلوب يتعارض مع ما نعرفه عن قادة حكومة ولاية الخرطوم وتواضعهم وتعاملهم مع الجماهير. وهكذا نرجو من السيد المعتمد «نمر» أن يأخذ مقالنا هذا في حدود المصلحة العامة ومراعاة حقوق هذه الفئة من المواطنين. رحم الله عبد الله بلة صباح الجمعة الثامن من فبراير 2013م فقدت الصحافة السودانية ركناً ركيناً من الفاعلين فيها، هو الراحل عبد الله بله أو عبد الله قطان كما كان يطلق على نفسه.. وعبد الله بله واحد من الرعيل الأول من المصححين في الصحف السودانية، زاملته منذ العام 1970مع المصحح الأول لصحيفة الأيام آنذاك الراحل العم «وديع»، وقد بذل الراحل عبد الله بله جهوداً جبارة في إطار عمله كمصحح لا يُشق له غبار في العديد من الصحف السودانية.. الأيام ..الأسبوع.. قوون.. الصحافة.. الرأي العام.. والعديد من الصحف.. نسأل المولى أن يتقبله ويرحمه ويدخله الجنة مع الشهداء والصديقين.