أول ما يلفت انتباهك وأنت داخل السوق منظر البضاعة بمختلف ألوانها وأشكالها وهي داخل الدكان، ويرجع تاريخ السوق إلى الثمانينيات حيث كان مقره القديم في (حي العرب) كان اسمه سوق الريافة والاسم مصطنع من المصريين الذين يأتون بالبضائع من (أسيوط) من أوانٍ منزلية وثياب وغيرها، ثم تم ترحيله إلى شعبي أم درمان، وأخيرًا تم ترحيله إلى الموقع الحالي غرب أم درمان، اشتُهر سوق ليبيا بالملبوسات والمفروشات والأجهزة الكهربائيَّة جملة وقطّاعي، والسوق يعجُّ بآلاف التجار من شتى بقاع السُّودان ويعمل على مدار الأسبوع، يبدأ العمل من السابعة صباحًا وينتهي عند الساعة الثامنة مساء.. جاءت تسمية سوق ليبيا من ورود بضائعه من ليبيا، كان ذلك في الماضي، يكتظّ السوق بالباعة المتجولين والمتسوقين، ولا يزال سوق ليبيا يحظى بشهرة لما يتميَّز به من موقع متفرِّد ومنتجات عالية الجودة، ويقال إنه أخذ اسمه من البضائع الليبيَّة التي تأتي إلى السُّودان، وفي هذا السُّوق العريق يختلط المتسوِّقون من سودانيين وأجانب، من صينيين وغيرهم، وفي سوق ليبيا يوجد تجار صينيُّون يتجوَّلون في السوق كلٌّ يبحث عن ضالّته من المنتجات الموجودة بالسُّوق.. (الإنتباهة) استطلعت في جولتها داخل سوق ليبيا عددًا من قدامى تجار سوق ليبيا الذين لهم إلمام بنشأة السوق وتاريخه. نصر الدين عبد الله (من أوائل تجار سوق ليبيا) ابتدر حديثة بأن سوق ليبيا من أقدم وأعرق الأسواق شمال أم درمان، يواصل العم نصر الدين حديثه: السوق قديم، كان موقعه القديم حي العرب، ثم انتقل إلى شعبي، وأخيراً موقعه الحالي غرب أم درمان.. كان السوق عبارة عن رواكيب بحي العرب، صدر قرار بترحيله، عُرف سوق ليبيا بجودة المنتجات المعروضة فيه ويتم توزيعها على كل أسواق الخرطوم والولايات، ويتميَّز السوق بالموديلات الجديدة والأصلية التي يتم استيرادها من (الصين ومصر ودبي والسعودية) وأسعارها في متناول اليد. يقول أنس (صاحب محل للملابس الجاهزة) إن كل بضاعة سوق ليبيا مستوردة وخامتها متينة وتصميماتها على أحدث الموضة، والسبب في غلاء الأسعار هو ارتفاع قيمة الإيجارات ورسوم المحلية إضافة للجمارك. أما التاجر منصور (في الستينات من العمر) وهو من أقدم تجار سوق ليبيا، فتحدث لنا قائلاً: (يا بتي السوق عريق، ويتميَّز ببضائع عالية الجودة، لذلك يحرص التجار على إحضاربضائع جيدة وإن المتسوق يجد فيه كلَّ احتياجاته)، ويقول: نعاني من ضيق الممرات وكثرة السماسرة. (دلالة) من مرتادي سوق ليبيا تقول إنها مداومة على شراء مستلزماتها الأسرية منه، وتؤكد أن أسعاره مناسبة، وأن فارق الأسعار بينه وبين الأسواق الأخرى ليس كبيرًا، وما أعيبه على السوق كثرة الأوساخ من أكياس وكراتين وغيرها. حدود سوق ليبيا: من الناحية الغربية تحده (وحدة غرب الأمير) بأم بدة ومن الناحية الشرقية وحدة الأمير ومن الناحية الجنوبية سوق الشيخ أبوزيد إفادات: اكتسب سوق ليبيا شهرة عالميَّة ومحليَّة.. سُمِّي بسوق ليبيا لارتباطه بالبضائع الليبية.. أصبح سوق ليبيا سوقًا عالميًا لارتباطه بالأسواق العالميَّة، وأغلب البضاعة يتم استيرادها من (الصين ودبي والسعودية ومصر وتايلاند).. يرتاده جميع المواطنين من كل أنحاء السودان، والسوق مختص ببيع الملبوسات والعطور والمفروشات، يلبي جميع مستلزمات الأسرة، حركة دوران المال في السوق عالية جدًا.. مساحته (562500) ألف متر مربع.. سوق ليبيا مربع الشكل، وعن الخدمات في سوق ليبيا من احتياطات تأمينيَّة يقول سعد (مدير وحدة سوق ليبيا): توجد بالسوق كل الخدمات من إنارة داخليَّة وخارجيَّة ومطاعم ومسجد ودورات مياه لحماية السوق ليلاً.. ويوجد خفراء مستأجرون من قبل التجار إضافة إلى الحراسة من قِبل الجهات الأمنية. أما بخصوص شكوى التجار والمتسوقين من عدم اهتمام المحلية بنظافة السوق فقد ذكر أن النظافة داخل السوق تقوم بها المحلية ممثلة في مشروع النظافة، ولكن سلوكيات التجار غير حضاريَّة ولا يهتمون بعملية النظافة. عدد البنوك يوجد في سوق ليبيا خمسة بنوك هي (بنك البركة وبنك التضامن الإسلامي وبنك تنمية الصادرات وبنك العمال وبنك فيصل). المرافق الحكومية: قسم شرطة سوق ليبيا وهو قسم مكتمل، إلى جانب المحلية ممثلة في الوحدة الإدارية قسم شرطة المطافئ (الدفاع المدني). أشياء لافتة للنظر: من أكثر الأشياء اللافتة للنظر في سوق ليبيا كثرة الكافتريات وهي في واجهة السوق.. انتشرت بسرعة البرق، ففي كل زوايا السوق تجد كافتريا أو مطعمًا شعبيًا.. تعتبر الكافتريات التجارة الرابحة في السوق نسبة لكثرة التجار والباعة المتجولين والمتسوقين.. ويمكن القول بأن سوق ليبيا سوق عالمي يغذِّي كل أسواق الخرطوم والولايات.. ينقسم سوق ليبيا إلى مربعات وهي مربع (4) ومربع (5) الذي يختص بالملابس بمختلف مسمياتها، ومربع (6) يختص بالمصنوعات الجلدية من مراكيب وسيطان ومشمعات وخيام.. يفد إليه الناس من الخرطوم بحري والولايات. أما الأجهزة الكهربائية في سوق ليبيا فأسعارها مناسبة لا يتعدى سعر التلفاز (1.500.000) إلى (1.700.000) مقارنة بأسعار شارع الحرية أسعاره ما بين ( 1.700.000 إلى مليونين)، وقد وصلت أسعار بعض الدكاكين في سوق ليبيا إلى (1,7) مليار جنيه وبعضها وصل سعره إلى ملياري جنيه، ذلك حسب إفادة وكالة التضامن للعقارات (شارع الردمية غرب الصهريج).