اليوم السبت بإذن الله سيأتي الاختصاصي الجراح الدكتور نزار مدير مركز القلب ليزورني في العناية المكثفة في مستشفى الزيتونة ليحدد موعداً لجراحة القلب المفتوح بالمركز بعد أن أوصى الدكتور أنس البدوي بابكر اختصاصي القلب والشرايين بإجراء تلك العملية على وجه السرعة. وبدأت القصة ربما بسنوات ولكن البروفيسور كمال العمدة اختصاصي القلب بمستشفى فضيل أوصى بإجراء قسطرة تشخيصية في أبريل الماضي وكتب بذلك خطاباً للبروفيسور حسن أبو عائشة رئيس جامعة المغتربين حيث أعمل. ولكني لم أجد وقتاً لعمل ذلك. جئت لمستشفى الزيتونة صباح الأربعاء وأُجريت لي القسطرة التشخيصية التي أوضحت أن الأمر أكبر من دعامة و«كدا» فهناك انسداد يفوق الثمانين بالمئة بالشريان التاجي الرئيسى وشريانين آخرين. في الآونة الأخيرة أصبحت نسبة كبيرة من السودانيين والسودانيات يعانون من الضغط والسكري في حزمة واحدة وأمراض الركب والكرعين والجلطة والذبحة. والسبب الرئيس لتلك الأمراض إضافة للوراثة يُعزى لنمط الحياة العصرية التي نحياها والضغوط والكرب والتوترات المتواترة. فليس هناك من يصل لمكان عمله في أقل من نصف ساعة ومثل ذلك في الرجوع. ويومياً إذا كنت تقود سيارتك بنفسك أنت معرض لتوتر لا قبل لك به. إن المعاناة العدوانية التي تتعرض لها في غدوك ورواحك في شوارعنا مما يرفع الضغط والسكر ويجري الأدرينالين في عروقك إضافة للكوليسترول المتزايد يضيق الخناق على شرايينك التاجية التي تمد عضلة القلب بالدم ويقربك يوماً بعد يوم من الذبحة والجلطة. وأنا الآن عندما أنظر للخلف وما جندلته من ضحايا خرفانية بلغت الخمسة وأربعين خروفاً منذ أن بدأت أضحي أعد هذا من قبيل انتقام أمة الخرفان التي التهمتها شية على الجمر وشية صاج وكمونية ومرارة وكوارع ورسين وضلع ولحمة مفرومة وبالاختصار كل شيء ما عدا الجلد والقرون. ولو كان كل منها يعطيني مليجرام كوليسترول لفهمتم كيف انقفلت تلك الشرايين. وأتت إشاراتها في شيء خفي من نقزات في الصدر وتعب عند صعود السلالم وألم في الظهر استبعدت أن يكون له علاقة مع الطلمبة الرئيسية التي هي القلب ولكن الأخ النطاسي البارع الدكتور عبدالجبار إبراهيم كنت عندما أشكو من آلام في الظهر أو الكتفين يشير عليّ أن أفحص القلب وكنت لا أجد سبباً لذلك طبعاً جهلاً وجهالة. وإذا كان آخر العلاج الكي فلا يمكن أن تجد من يكويك في قلبك إلا واحدة فلنتانوية شكا منها كثير من الشعراء في قصائدهم وتأوهاتهم ولكن في حالتي هذه هي عملية القلب المفتوح وهذا ما سيحدده الدكتور نزار إن شاء الله اليوم. العناية المكثفة أو الفائقة في مستشفى الزيتونة أنعم بها من عناية. تُدار بطريقة علمية راقية بها نفر من السسترات النشطات من حَمَلَة بكالريوس التمريض والعاملين تعمل كخلية النحل وتذكرني بتك القصة التي كنا نقرأها في المرحلة الابتدائية: ودخلت نملة وأخذت حبة وخرجت ودخلت نملة وأخذت حبة وخرجت. والآن دخلت سستر وأخذت عينة وخرجت ودخلت سستر وأخذت عينة وخرجت أو بالأحرى دخلت عينة وأخذت سستر وخرجت ودخلت عينة وأخدت سستر وخرجت فالأمر واحد. وفي الواقع فإن الجيل الجديد من السسترات نلن تدريباً عالياً في أداء العمل وفي المعاملة وغيَّرن من بنوراما التمريض بصورة تدعو للفخر والإعجاب وخاصة في طلاقتهنّ في التحدث باللغة الإنجليزية وفهم المصطلحات الطبية والخروج بالعينات والعودة بالنتائج والعبرة طبعاً بالنتائج. أيها الإخوة والأخوات: أدع لأنفسكم ولي بالعفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدنيا والآخرة فالصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى أمثالي. وإلى اللقاء.