ظلت مليشيات حزب الحركة الشعبية جناح الدينكا الإرهابية تصطاد وتطارد وتقاتل مواطني الجنوب وباستخدام أقسى القوة من حين لآخر قبل وبعد اتفاقية طه قرنق بأسباب غير موضوعية كاتهامهم بانتمائهم إلى الشهيد المقدم صموئيل قاي توت وبحجة جمع السلاح إلا أن مليشيات سلفا كير فشلت هذه المرة في عملية جمع السلاح من المواطنين بل أصبحوا يسلحون المواطنين بطريقة أخرى عبر القبائل ويبيعون الأسلحة لأفراد مقابل أبقار وأغنام وخراف ونقود، الأمر الذي أدى إلى انتشار الأسلحة في كل أنحاء الجنوب. وقاد سلفا كير ونيال دينق تسليح عشيرتهما «شان» بأسلحة متطورة وعمل سلفا كير على تجميع أبناء قبيلته بولاية واراب من كل الوحدات التابعة لمليشيات الدينكا. وبعد تدريبهم لمدة شهرين تم تسليحهم بأسلحة ثقيلة بما فيها سيارات نقل الجنود والعتاد الحربي.. وفي صبيحة يوم الجمعة الموافق 61 سبتمبر 1102م قامت مليشيات من واراب مسقط رأس سلفا كير بشن هجوم وحشي ضد محلية ميانديت الواقعة في أقصى غرب ولاية الوحدة مسقط رأس ريك مشار النائب الأول لسلفا كير مما أدى إلى سقوط ما لا يقل عن 002 شخص بين قتيل وجريح ومفقود ومعظمهم من نساء وأطفال.. وحسب شهود عيان من أبناء المنطقة قالوا إن مليشيات سلفا كير أخذوا معهم ما يتراوح بين 04 05 طفل وطفلة وامرأة كالعبيد أو الرقيق إلى واراب ونهبوا عددًا كبيراً من الأبقار والأغنام والخراف وممتلكات بما فيها أموال المواطنين ونزوح آلاف من المواطنين إلى المناطق المجاورة بحثاً عن ملاذات آمنة ويرى المحللون وشهود أن هجوم أبناء «شان» عشيرة سلفا كير من واراب ضد أبناء دوك نوير عشيرة مشار في بانتيو تعتبر هذه الحرب هي حرب القصر الجمهوري بالوكالة بين الرئيس ونائبه الأول في إقليمجنوب السودان. من جهة أخرى قامت مليشيات سلفا كير وكوال منيانق بولاية جونقلي بشن هجوم عنيف على المواطنين بمحلية أكوبو هذا الشهر متضامناً مع هجوم سلفا كير على محافظة ميانديت وما تزال الحرب مستمرة حتى هذه اللحظات وأدت إلى مقتل وجرح عدد كبير من المواطنين الأبرياء الذين ما يزالون يدافعون عن أنفسهم وممتلكاتهم أمام مليشيات سلفا كير وكوال منيانق. ويعتبر هجوم سلفا كير وكوال على محافظة أكوبو هو مواصلة للهجوم الذي شنته هذه المليشيات على المواطنين الأبرياء بمحلية فيري شمال ولاية جونقلي في أغسطس 1102م مما أدى إلى سقوط ما لا يقل عن 7331 نسمة بين قتيل وجريح ومفقود ومعظمهم من النساء والأطفال وحرقوا العديد من القرى في موسم الخريف الذي يسوده هطول أمطار غزيرة وترك المواطنون في العراء بلا مأوى واغتصبوا نساءً تحت تهديد السلاح وأخذوا بقيتهن كسبايا إلى بلاد دينكا بور وكوال منيانق ما يزال يدفع بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى منطقة لاو نوير، وفي هذه المرة وجه اتهاماً خطيراً لأبناءلاو نوير بصفة خاصة والنوير بصفة عامة بانتمائهم إلى الفريق المنشق جورج أطور قائد جيش تحرير جنوب السودان الذي أعلن تمرده على حكومة سلفا كير وكوال منيانق منذ عام0102م بسبب قيام سلفا كير وكوال منيانق بعملية تزوير وسرقة أصوات الناخبين بليل عندما علموا أن الدكتور لام أكول هزم سلفا كير في الجنوب وجورج أطور هزم كوال منيانق في ولاية جونقلي عقب الفرز الأولي للأصوات. جاءت هذه الهجمات المتضامنة ضد قبائل النوير في مناطق متفرقة بعد اجتماع سري ومغلق عقده قادة الدينكا بقيادة سلفا كير بمدينة جوبا ومضمون هذا الاجتماع يحتوي على أربعة محاور بالغة الأهمية لدى الدينكا هي: أ) ترحيل عاصمة دولة منجانق الوليدة من جوبا إلى رامشيل بأسرع وقت ممكن إلا أن ترحيل العاصمة إلى قرى الدينكا يحتاج أولاً إلى تطهير العرق وإبادة قبائل النوير الواقعة مناطقهم شمال رامشيل كمحلية ميانديت وغيرها وتصبح رامشيل وسط قبائل الدينكا دون غيرهم. ب) اتساع دائرة الفتن وسياسة «فرق تسد» بين أبناء النوير وخاصة الذين يشغلون مناصب حكومية وتشجيع حروب بين قبائل النوير أنفسهم واستخدام سياسة بيع الوظائف للمثقفين النوير مقابل وسائل أخرى مختلفة منها تسليح القبائل المجاورة للنوير منها قبيلة المورلي والأنواك وقبائل الدينكا بولايات بحر الغزال الكبرى وقبيلة دينكا بور وقبائل ولاية شرق الإستوائية إلا أن قبائل شرق الإستوائية ظلوا يرفضون الحرب ضد النوير بل يفضلون القتال ضد الدينكا الذين يهيمنون ويهمشون القبائل في جنوب السودان، وجعل كل مناطق النوير مناطق مهمشة ومتخلفة بلا تنمية وبلا تعليم وصحة ومحو كل علامات حضارتها وحتى آبار النفط في بانتيو يتم نقلها إلى رامشيل أو أقرب بلد دينكا ونهب كل أبقار النوير لأن البقر عند النوير يشكل الحرفة الرئيسة لهم وبالتالي تقع مناطقهم تحت مرمى المجاعة والمرض والجهل والتخلف إلى الأبد. ج) قيام الدينكا بشن حملات اغتيالية واسعة ضد طبقة المتعلمين والمثقفين من أبناء النوير وخاصة الذين ظلوا يرفضون سياسات الدينكا في جنوب السودان وفي أي مكان ذلك باستخدام طرق ووسائل مختلفة منها الاغتيال باستخدام الأعمال الارهابية والتسمم والسحر والاختطاف. د) قيام قادة الدينكا في كل أنحاء الجنوب أو في كل مكان بإضعاف برلمان الجنوب والأحزاب التي تحت قيادة قادة من قبائل غير الدينكا ويشمل حل البرلمان عند الضرورة وشنّ حملات الاعتقال على قادة الأحزاب الجنوبية وفرض إقامة جبرية وتجسس لكل رئيس حزب وتجميد نشاطه السياسي، بالإضافة إلى طرد كل منظمات الأممالمتحدة من الجنوب وخاصة المنظمات المعنية بحقوق الإنسان. وفوق كل هذه الاعتبارات لابد من إنشاء منظمة منجانق العالمية على نمط المنظمة الصهيونية العالمية التي تم تأسيسها في مؤتمر بازل بسويسرا عام 7981م المعنية بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين ونتيجة لهذه الأحداث المتمثلة في الحرب الدامية بين المواطنين ومليشيات سلفا كير في جنوب السودان وتفشي الفساد والظلم والجور والإرهاب والمجازر والإبادات الجماعية ونهب واستيلاء الأبقار والممتلكات التي تمارسها حكومة سلفا كير ومشار ضد المواطنين الأبرياء واختلال الأمن وزعزعة استقرار المواطن وغياب السلام والطمأنينة والراحة بين المواطنين واغتيال مواطني الشمال وخاصة التجار الذين يخدمون أشقاءهم في الجنوب بإخلاص وأمانة لأن تاجراً ليس له حدود، إنها خدمة جليلة لكن مليشيات سلفا كير أصبحوا أسوداً بالليل يقتحمون مقار هؤلاء التجار ويسفكون دماءهم الطاهرة بلا مبرر. كما تقوم هذه المليشيات بالتضييق على أبناء المسلمين وإجبارهم على ترك دينهم ودخول الديانة المسيحية تحت تهديد السلاح. هذه التصرفات والأساليب والسلوك ليست لها علاقة مع قيم السماحة الموروثة لدى الشعب السوداني عموماً وجنوب السودان خصوصاً فهي تصرفات وحشية ضد كل أعراف الدولية وقنوات المتبعة عالمياً. من هذا المنطلق يأتي سؤال: الجنوب إلى أين ومن ينقذ هؤلاء المواطنين الأبرياء من الوحش والتنين العظيم الذي يبلغ في كل ثانية عدداً كبيراً من المواطنين الأبرياء ويختلس أموالهم ويسيء لكرامتهم وعزة بلادهم. إجابة عن هذا السؤال يا مواطني جنوب السودان الكرام لا أحد ينقذكم من هذا التنين وقوى الشر التي تمارس التخريب والتدمير والاستبداد والبطش والتنكيل ضدكم، أنتم أقوى من هذا التنين ومن سلاح مليشيات سلفا كير، السلاح الذي أصبح المرض الوحيد يمحي مواطنين الجنوب من الوجود.. قوموا وانهضوا وانتفضوا وجاهدوا واحملوا السلاح من أجل إنهاء الوحش العظيم المتمثل في حكومة سلفا كير ومشار الإرهابية التي أصبحت تهدد أمن ووجود المواطن الجنوبي وأمن الإقليم بأسره هيّا بنا إلى الإطاحة بسلفا كير.