الثورة الرقمية في السنوات الأخيرة أدت الى تحوّل القراءة من شكلها التقليدى الى شكل رقمي فأصبح للصحف والكتب مواقع اليكترونية، ويرى الباحثون ان للكتاب الاليكتروني فؤائده حيث يسهل حمله وتخزينه في حيز صغير وقلة تكاليفه هذا بالإضافة الى ضرره المحدد على البيئة نظرًا لعدم استخدامه للورق والأحبار المستخدمة وكذلك النفايات الناجمة عن استهلاكه.. ولكنهم في ذات الوقت يرون ان القراءة الالكترونية تضيّع الحقوق الأدبية للمؤلف نتيجة للتوزيع غير الشرعي للنسخ غير ان وسائل التخزين الالكترونية قد تتعرض للتلف اضافة الى أن أجهزة الكمبيوتر غير متوفرة للجميع «تقاسيم» أجرت استطلاعًا وسط فئات مختلفة من اصحاب دور النشر والكُتاب الصحفيين وعدد من طلاب الجامعات على خلفية قيام معرض الخرطوم الدولي للكتاب في دورته الحادية عشرة: المقررات طاردة بداية التقينا بمحدثنا الأستاذ نور الهدى محمد نور الهدى مدير دار عزة للنشر الذي ابتدر حديثه قائلاً: النشر الالكتروني مكمّل للنشر الورقي وليس بديلاً ولا مزاحمًا فنحن في السودان لدينا قرى بأكملها لم يصلها الإمداد الكهربائي ناهيك عن القراءة الالكترونية، وهنالك بلدان أخرى متقدمة تكنلوجيًا ولكن مطبوعاتها تصل للملايين وأنا أؤكد ان الكتاب الورقي سيحافظ على مكانته على الأقل لمدة خمسين عامًا قادمة والمشكلة ليست مشكلة نشر فما نُشر في السودان في العشر سنوات الأخيرة يوازي مانُشر في قرن سابق فالتكنلوجيا الحديثة ساهمت بشكل فعّال في تطور آلات الطباعة لكن المساحة التى يتحرك فيها الكتاب محدودة فالمشكلة اذن مشكلة قارئ وتكلفة وحريات ومشكلة القارئ مشكلة تربوية فأنا اذكر على زمننا كانت ثاني محاضرة بعد الكشف الطبي مباشرة هي «كيفية التعامل مع المكتبة» اما الآن فلا توجد مكتبات بالمدارس فالطالب لم يعتد القراءة منذ الصغر. كما توقفنا مع أحد طلاب الجامعات وهو طالب من جامعة معروفة ولها وزنها ويدعى حسين فقال: أنا الآن في السنة النهائية وطوال فترة دراستي لم أعرف للمكتبة طريقًا وحتى لم استخرج بطاقتها واعتمد اعتمادًا كليًا على النت والقراءة الالكترونية فهي أسهل وأفضل ومتاحة في كل الأوقات.. محرّض على القراءة وكان للأستاذ محيي الدين الفاتح المعلم والشاعر والكاتب الصحفي ومقدم بعض البرامج الاذاعية والتلفزيونية رأيه في ذات الموضوع حيث قال: يعتبر الكتاب الإلكتروني إضافة هامة في مجال النشر والاطلاع مع التداول وقد أعان وجوده كثيرًا من الناس على مزاولة عادة القراءة التى تصب في مصلحة الكتاب الورقي ايضًا وللكتاب الورقي عدة ميزات منها .. حميمية التعامل معه في كل الأوقات وسهولة إصطحابه خصوصًا في السفر بالإضافة الى تحريضه الدائم للإنسان على ضرورة القراءة هذا بجانب النواحي الجمالية التي تصحبه من تصميم غلاف وتجليد ولوحات تشكيلية. الطالبة سلمى التجاني من جامعة أمدرمان الإسلامية كلية الآداب نفت بشدة ان يكون الكتاب الإلكتروني سحب البساط من تحت أقدام الكتاب الورقي وأضافت: احرص على قراءة محتوى أي كتاب يقع تحت ناظري وبعد ذلك يقع أختياري على الكتاب الذى سأقتنيه وعادة القراءة قبل النوم عادة قديمة بالنسبة لي وأحرص عليها دائمًًا ولا الجأ للنت او القراءة الإلكترونية الا في حال تعذر حصولي على معلومة ما من الكتب الورقية.