أقصد بعمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ثاني الخلفاء الراشدين المهديين صاحب الدولة الإسلامية الذي حكم اثنين وعشرين عامًا لأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه اعتمد الدستور الإسلامي لدولته وطبقه وحمل راية الإسلام وفتح الله عليه البلدان، وهنا يقول المستشرق الأمريكي مايكل هارت: «لولا عمر لما انتشر هذا الإسلام الانتشار الفظيع في الأرض» ونحن نقول: «لولا الله ثم عمر لما انتشر الإسلام الانتشار السريع في الأرض»، ولعلَّ البعض يستغرب: ما دخل عمر بن الخطاب في أزمة جنوب السودان وأنا لا أقصد عمر بشحمه ولحمه الذي يرقد الآن مستريحًا بجوار صاحبيه النبي صلى الله عليه وسلم وأبوبكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه ولكني أقصد رأي عمر وعدل عمر وشجاعة عمر وقوة عمر رضي الله عنه وأرضاه، ولا بد أن ننبه إلى أنه ما قامت نهضة أوربا وحضارتها الإدارية والعلمية والثقافية إلا بعدما سرقوا التاريخ الإسلامي بعد انهيار الدولة العباسية، بل إذا أردنا أن ننهض بأمتنا فلنجعل الانطلاقة من الأسس والمبادئ التي توافق الكتاب والسنة وسار عليها الخلفاء الراشدون المهديون، ومنهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه وأرسى بها قواعد مملكته الممتدة والواسعة، وسياسة عمر طُبِّقت بقوتها لم يزعزعها الوضع الاقتصادي الذي مرت به، حيث مرت بدولته وفي حياته الأزمات الاقتصادية القاحلة والصعبة خاصة في عام الرمادة سنة «17/ 18» هجرية عندما مات الناس من الجوع، وأيضًا المعارك الكبرى لأكبر إمبراطوريتين عرفتا في التاريخ البشري، ولم يكن في عهده بترول ولا ذهب ولا شُقَّت قنوات للمياه ولا سدود للكهرباء، وفي ظل هذه الأزمات يقول: «نحن قوم أعزَّنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله ذلا»، ومثل دولة جنوب السودان الجزء السوداني الذي انفصل وقبل أن يقوموا بتدبير شؤون دولتهم خرجوا علينا باحتلال هجليج، ومن قبلها الحريات الأربع، أين العزة الإسلامية؟ أليس من حقنا أن نطالب بالحقوق الثمانية بما فيها الحقوق الأربعة ونزيد عليها اللغة العربية بدلاً من عربي جوبا وتدريس التربية الإسلامية كمادة أساسية في المنهج الجنوبي وحصانة للرجل السوداني الشمالي؟! من سياسته الموضوعة رضي الله عنه وأرضاه «نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما أبتغينا العزة في غيره أذلنا الله ذلا».. بل إذا كان من حقهم الحريات الأربع فمن حقوقنا الحريات الثماني بالسوابق التي تمارسها دول الغرب وأن تكون المفاوضات على ذلك بدلاً من أن يظل عرمان وأتباعه ينعقون بتحرير السودان الشمالي قبل أن يتحرروا هم ومن شايعهم وشايعوهم من أغلال العلمانية ولا يعيشوا إلا في المياه الراكدة الآسنة.. إن عملية الجلوبوتيكيا التي بيننا وبين جنوب السودان أن تحل وفق الشفافية والنوايا الحسنة، ولكن كونهم يخرقون العهود والمواثيق فلا تدوم هنالك علاقات ودية مستقبلية وللتعامل مع الملف الجنوبي علينا أن نأخذ في الاعتبار مبدأ الشورى والاستخارة مع العلم أنهم مهما تنازلنا فلن يرضوا عنا ومع هذه الفقرة وقفة تذكيرًا لا تعليمًا لإخواننا في جبهات التفاوض لأخذها نصب أعينهم لأنها من قول ربنا جل وعلا، قال الله تعالى «ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم، قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير».. ومع هذه الآية الكريمة أن نعرف أن دولتهم نصرانية مدعومة سياساتها باليهودية بل بعد أن بوركت دولتهم ما أرادوا سلامًا، وأطماعهم في المنطقة توسُّعية، ونصرانية، وأهواؤهم لا يستطع الشمال ترضيتهم، وإذا أردنا الترضية الكاملة والسلام الذي يريدونه أن يكون السودان علمانيًا ونستبعد الدين والشريعة وإذا فعلنا ذلك فما لنا من الله من ولي ولا نصير لكن إن جنحوا للسلم أي السلام وظهر منهم ذلك بمبادرات جنوبية فلنتشبث بها من باب دعوة السماح والسلام التي نوجهها لجميع العالم!!