تحظى محلية أم درمان بمواعين إيرادية متعددة تمكنها من ضخ أموال كبيرة في ميزانياتها بحكم أنها محلية تحتضن حركة تجارية واسعة كما أنها المدينة التي يربطها خط تجاري مباشر مع معظم المدن الكبيرة في دارفور وكردفان ولكن هناك من يعيبون على ولاة أمرها أن كل هذه الإيرادات لا تنعكس بشكل مباشر على معايش الناس ولا على خدماتهم وتنميتهم.. (الإنتباهة) جلست أمام الفريق محمد التهامي معتمد أم درمان وتنقلت معه في عدد من الملفات الخدمية والقضايا التي تهم المواطنين: حوار: هاشم عبد الفتاح سعادة الفريق.. كيف نفهم أن أم درمان ذات إيرادات عالية لكن الصرف على الخدمات لا يناسب هذه الإيرادات؟ نحن بدأنا بدعم شريحة الفقراء وذلك حسب موجهات حكومة الولاية للاهتمام بالعناصر الفقيرة والآن سلمنا أكثر من 2800 من طلاب الخلاوي فقط بطاقات تأمين صحي مجانية وإطعام أكثر من 5 آلاف طالب بمرحلة الأساس، وهناك أيضًا مناشط خاصة بالشباب على مستوى المحلية تم دعمها وتم كذلك إغلاق كافة الحدائق التي كانت مصدر قلق أمني حيث تم تسليمها لمتقاعدين مع المحلية لتأهيلها من جديد إضافة إلى تأهيل 39 مدرسة تأثرت بالخريف بالإضافة إلى 16 مركزًا صحيًا تم تأهيلها تمامًا وتبقى فيها فقط توفير العنصر البشري كما أنشأت المحلية 9 مواقع بسط أمن شامل جديدة جاهزة الآن للافتتاح. وكيف تعاملتم مع قضية النزاع على الأراضي؟ أم درمان شهدت في الآونة الأخيرة هجمة شرسة جدًا على الأراضي السكنية ولذلك بدأنا من ثمانية أشهر في إزالة هذه التعديات وهذه كلفتنا كثيرًا من الأموال الأمر الذي أثر سلبًا في التنمية ونرتب الآن بشكل جاد لافتتاح سوق الملجة بالسوق الشعبي الذي يوفر للمحلية أكثر من 500 منشط. أما بشأن محاربة الظواهر السالبة فتمكنت السلطات الأمنية والشرطية بمحلية أم درمان من ضبط 6 من المحتالين يمارسون مهنة طب الأسنان بطريقة غير قانونية عبر عيادة (عشوائية) خاصة للأسنان بحي الشهداء. وتم ضبط هؤلاء المحتالين داخل هذه العيادة العشوائية وبداخل العيادة 209 أنبولة بنج وأدوات كاملة لتصنيع وتركيب أطقم الأسنان إضافة إلى مواد كيميائية أخرى وهذا التحرك يأتي في إطار محاربة الظواهر السالبة بكافة مناطق وأحياء المحلية. كما تم ضبط مصنع كامل للمعسل المهرب بحي الشهداء يحتوي على 500 جوال معسل حبشي التي توضع في أحواض أسمنتية وتخلط بالجلسرين والمولاص لتصبح في شكل «عجينة» أشبه بالمخدرات ثم تعبأ في أكياس ثم في كراتين وتم إلقاء القبض على ثلاثة متهمين والتعرف على صاحب العقار وأن هذه العملية يروج لها بعض المتكسبين ويقف خلفها رجل معروف وتم ضبط كميات كبيرة من الملصقات التي توضع على الكراتين. وهذا العمل واضح تمامًا أن هناك شبكة تمارسه وتجري التحريات الآن وسوف تتكشف الحقائق الأيام المقبلة. هل تشكل ظاهرة الوجود الأجنبي أي تهديدات أمنية لكم؟ عدد الأجانب بالمحلية ليس كبيرًا ومن ثم ليس هناك هواجس أمنية وحتى الجنوبيين الذين تم حصرهم عددهم 9 آلاف بالمحلية تم ترحيل 50% منهم وكل من يرتكب أي جريمة جنائية نرحله فورًا ونقول أيضًا لدينا عدة جنسيات أخرى لكن حتى الآن يمارسون عملهم بشكل طبيعي ولم يرتكبوا أي جرائم ولكننا بالتعاون مع الجهات الأخرى حصرنا مواقعهم وطبيعة عملهم ونرتب الآن لاتخاذ ما نراه مناسبًا حيال هؤلاء الأجانب. وماذا بشأن مجموعات «النيقرز» بالمحلية؟ نحن نعترف بأن هناك عصابات متفلتة.. أما النيقرز فهي مجموعة مكونة من عدة شباب لها سلوك وأسماء معينة في دول أخرى وظهرت بشكل واضح أيام الوجود الأجنبي الكثيف في مصر ثم انتقل إلى السودان عبر هذا المسمى وفي اجتماعنا الأخير مع لجنة أمن الولاية ودائرة الجنايات تأكد لنا أن أم درمان خالية من هذه المجموعات صحيح هناك أفراد منهم ولكن للأسف المواطنون لا يبلغون عن هذه الممارسات ونعترف بأن هناك مجموعات حددنا مواقعهم وأبرزها في أبوسعد ووسط أم درمان وكانت في حديقة الملازمين لكنها الآن انتفت تمامًا وأصبحت هذه العصابات تتنقل بين محليات أمبدة وكرري وأم درمان لكن لدينا عربات الشرطة مرتكزة في مواقع محددة وطيلة الشهر الماضي ليس لدينا أي بلاغات بتفلتات من هذه المجموعات ونشير هنا إلى أن هناك أشخاصًا يتم ضبطهم من داخل الأحياء بالولاية ولذلك لدينا خطة محكمة لضبط هذه الظواهر. إذن ما الذي يثير قلق وهواجس المحلية؟ أكثر ما يثير هواجسنا قضية المشردين ونتمنى من الإخوة في وزارة الرعاية الاجتماعية توفير المأوى لهؤلاء المشردين وتمليكهم وسائل إنتاج أو تعليمهم والإحصاءات المرصودة لدينا أن المشردين بالمحلية في حدود 300 فرد ويوجدون في وسط أم درمان خاصة في مصارف المياه ولدينا خطة لمعالجة هذه الظاهرة وبدأنا كذلك في حصر المنازل المهجورة. البعض ينظر لأم درمان وكأنها مدينة مخترقة تخبأ فيها الأسلحة وتوجد بها خلايا نائمة للمعارضة أو الحركات المسلحة؟ صحيح نحن متحسبون تمامًا للخلايا النائمة خصوصًا لبعض الطلاب الذين ينتمون للحركات المتمردة ونعلم تمامًا نشاطهم بالجامعات وتم رصد بعض المنازل ومراقبتها ونتعامل معها وفق الدستور والقانون وأي عمل أو نشاط تخريبي ضد الدولة أو لتمزيق النسيج الاجتماعي سنحسمه فورًا واللجان المجتمعية بالأحياء قامت بدور كبير جدًا في كشف الجرائم بأم درمان. (البقية لاحقًا).