وثقت منظمة مراقبة حقوق الإنسان لانتهاكات عديدة من قبل قوات الشرطة والأمن بدولة الجنوب، وقالت المنظمة في آخر تقرير لها إن قوات الأمن والشرطة قد ارتكبت عمليات قتل غير قانونية وعمليات ضرب ونهب بحق المدنيين خاصة أثناء عمليات نزع السلاح كما أنها استخدمت الاعتقالات والترهيب لقمع معارضي الحركة الشعبية من الصحفيين والمعارضين، وسجل التقرير حالات احتجاز قسري واحتجاز تعسفي وآخر تحت ظروف إنسانية سيئة فضلاً عن احتجاز الأطفال مع البالغين واحتجاز ذوي الإعاقة العقلية في سجون انفرادية وتحت أوضاع إنسانية مزرية دون تلقي العلاج، ويبدو أن مسلسل انتهاكات حقوق الإنسان من قِبل قطاع الشرطة والأمن لم يكمل فصوله بعد، حيث أكد مواطن فضَّل حجب هُويته لسودان تربيون أمس اقتحام أعضاء من أفراد الشرطة لمنزل بمنطقة جبيل بعد أن قاموا بكسر الباب عنوةً ومن ثم قاموا بضرب النساء والأطفال ثم استولوا على مبالغ مالية وأجهزة هواتف نقالة قبل أن يغادروا خلال حملات المداهمة التي انتظمت جوبا الأسبوع الماضي، وقال أكول دينق أكول لذات المصدر: «لم يتركوا لنا شيئًا، لقد أخذوا جميع ممتلكاتي من أموال وهواتف نقاله ثم اعتقلوا أخي وأختي دون إبداء أسباب غير أنهم قالوا إن المنزل يشتبه في أن يكون خلية لمجرمين يعملون في تزييف العملة غير أن الناطق باسم الشرطة جيمس موندي رفض الادّعات التي تقول بأن قوات الشرطة متورطة في أعمال احتجاز قسري وسرقة لممتلكات المواطنين خلال الحملة قائلاً إنه لم يتم إبلاغه عن حادثه الجبيل هذه إلا أنه أقر بتزايد أعداد الجرائم المماثلة والمتهم فيها ضباط بزي الشرطة في جوبا مضيفًا: لم تصلنا معلومات بهذا الشأن، كما أنني لا استطيع الجزم بأنها لم تحدث لأن هناك مجرمون يرتدون زي الشرطة لارتكاب الجرائم تحت ستار رجال الأمن، ولقد تمكنَّا من القبض على أجنبيين ومواطن يرتكبون جرائم مماثلة وهم ينتحلون صفة رجال الشرطة، ويقول التقرير الذي نشره الموقع أمس تحت عنوان «الشرطة بدولة الجنوب تنكر ارتكابها السرقة والاعتقالات التعسفية» إنه ومنذ انفصال دولة الجنوب تواجه مؤسسات حفظ الأمن فيه تحديات جسيمة تحتاج إلى إصلاحات جذرية وسريعة حيث يشتكي المواطنون من الفساد المستشري داخل جهاز الشرطة على مختلف مستوياته بعد أن تم اتهام عدد كبير من الضباط باستلام الرشاوي من المجرمين مقابل إطلاق سراحهم قبل تسليمهم للجهات المسؤولة فضلاً عن أنه لا يتم ترقية الضباط بحسب الكفاءة بالرغم من ادعاءات القادة بتطبيق مبدأ الشفافية والمحاسبة في ترقية ضباط الشرطة في وقت أقر فيه وزير الداخلية ألسون منايا مقايا بوجود تفلتات كبيرة وسط رجال الشرطة قائلاً: لقد تم الإبلاغ عن عدد كبير من الجرائم التي يتم ارتكابها من قبل أفراد يرتدون زي الشرطة وأن قيادة الشرطة الجديدة لن تتهاون في ردع من يثبت تورطه في أحداث مماثلة، وأضاف في حفل تخريج دفعة جديدة من الضباط الأسبوع الماضي قائلاً إن الحكومة تحرز تقدمًا في مجال إصلاح قطاع الشرطة بالرغم من البيئه القاسية والمعادية التي يعملون بها، وأنا أعلم أن الصحافة تنظر للنتائج دون المسسبِّبات لأنها ما يقلق المواطن ونحن نسعى لتحسين الوضع، ويرى التقرير أن الاتهامات التي طالت بعض السياسيين في السنوات الأخيرة بمحاولة زعزعة استقرار الدولة الوليدة تجعل محاولة إصلاح قطاع الشرطة مهمة شاقة وعسيرة، ويقول سلفا ماتوك نائب وزير الداخلية لسودان تربيون إن الأمن مسؤولية متكاملة لا ينبغي أن توضع على كاهل وزارة الداخلية والشرطة فقط كما أن الأشخاص الذين يحاولون إثارة الفوضى في البلاد يريدون إغراق المركب وهم لا يريدون أن تصل البلاد إلى بر الأمان.