في إطار التوجيهات الصادرة عن رئيس دولة الجنوب سلفا كير ميارديت للاتحاد العام لنقابات عمال الجنوب في خطوة هي الأولى من نوعها بعد انفصال الجنوب، وصل هذه الأيام وفد من اتحاد عمال دولة الجنوب إلى الخرطوم للاجتماع بنظيره اتحاد عمال السودان، وهذه الزيارة ومن خلال تصريحات رئيس اتحاد عمال الجنوب سايمون دينق عنها أنه من المتوقع أن يتم توقيع عدد من الاتفاقيات في إطار التعاون المشترك لعدد من المشروعات التي تهم اتحادات العمال بين البلدين حول القضايا التي تهمهم خاصة قضايا حقوق العمال المتمثلة في المتأخرات والمعاشات والتأمينات الاجتماعية سواء كانت متأخرات عمال دولة السودان أو متأخرات عمال دولة الجنوب قبل الانفصال. ولكن حكومة جنوب السودان منذ توقيع اتفاقية السلام الشامل «2005» حتى الآن لم تلتزم ببنود الاتفاقية كما عودتنا دائمًا فهي الجهة التي ظلت تنقض الاتفاقيات مع الشمال ويتساءل المتابعون للملف عن الآليات التي قد تضعها حكومة السودان فيما يتعلق باستحقاقات العمال السودانيين بدولة الجنوب والتي تحمل حكومة الجنوب للإيفاء بالتزامها من خلال الاتفاقيات الموقعة بين البلدين. في الوقت الذي طرح فيه وفد اتحاد عمال الجنوب الموجود الآن في الخرطوم في اجتماعه مع اتحاد عمال السودان مسألة موضوع متأخرات المعاشات للعام «2001» و«2004» بجانب موضوع التأمينات الاجتماعية وتناسوا في نفس الوقت أن السودان لديه متأخرات عماله الذين كانوا يعملون في الجنوب بجانب حقوق التجار السودانيين الذين أخذت حكومة جوبا أموالهم عنوة وظلمًا دون مراعاة لظروفهم مما أدى إلى تدهور أوضاع التجار وأصبحوا لا حول لهم ولا قوة، ومن خلال الاجتماع الذي عُقد بين الاتحادين سوف يتم توقيع اتفاقية اليوم وبروتوكول يضم عددًا من القضايا والمشروعات المشتركة. وأكد غندور رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال السودان التزام الدولة بالإيفاء بحقوق العاملين بدولتي السودان والجنوب مع اتفاق بينهما حول الكيفية والآلية التي تتضمن ذلك، وقال إن اتحاد عمال السودان ملتزم بالتنسيق مع الجهات المختصة ويتابع سداد مستحقات العاملين بالجنوب إذا كانت متأخرات أُجور أو معاشات وأضاف أنه رفع متأخرات العاملين بدولة جنوب السودان في الفترة من الأعوام «2001» و«2004» للجنة مشتركة تضم جميع الجهات المختصة. وفي مجالات أخرى تم تكوين لجنة أخرى لمعالجة متأخرات العاملين الشماليين الذين كانوا يعملون بالجنوب في الفترة الماضية، وقال غندور إن الخلافات السياسية بين البلدين لم تؤثر في علاقات الحركة النقابية بين الدولتين، وأضاف: «عمال السودان على اسعداد تام لإقامة دورة تدريبية لعمال جنوب السودان في «الأكاديمية العمالية» مشيرًا إلى أن الحركة النقابية السودانية لها دور مؤثر في الجانب التدريبي وتأهيل بناء قدرات العمال على المستوى المحلي والإقليمي فيما أكد أن اتفاقيات المصفوفة التي تمت مؤخرًا بين الدولتين تمثل نقطة عبور لحل كثير من القضايا الداخلية بينهما. أما رئيس اتحاد عام نقابات عمال جنوب السودان سايمون دينق فقد كشف أن اتحاده قدم في هذه الزيارة إلى السودان توجيهات صارمة من الرئيس سلفا كير حول تنفيذ مصفوفة الاتفاقية الأخيرة التي تمت في أديس أبابا وقال إنه لا بد من الوصول إلى وثيقة بين الاتحادين في الدولتين، وقال إن «عمال الجنوب» يمد أياديه بيضاء مع إخوانهم في الشمال لإزالة العقبات التي تعترضهما، كاشفًا أن عمال الجنوب الآن موجودون في برلمان الجنوب لمناقشة كل القضايا العمالية. واقترح عددًا من المقترحات تتمثل في التعاون بين تلك الاتحادات في مجال التدريب والاستثمار وتبادل الزيارات وتطوير العلاقات الخارجية، وقال إن الجنوب محتاج إلى التعليم والطرق البرية والنقل النهري كما تطرق إلى موضوع متأخرات «الفروقات» لعمال الجنوب لعامي «2001» و«2004» وموضوع المعاشات والتأمينات الاجتماعية، وقد اقترح في المجال الخارجي التعريف بالاتحاد العام لنقابات عمال جنوب السودان بالزيارات لبعض الدول وتبادل الخبرات وتمثيلهم في المؤتمرات الدولية والإقليمية وقد نوقشت كل هذه المحاور بموضوعية بين الاتحادين، وكشف أن «90%» من عمال الجنوب كانوا موجودين في الشمال قبل الانفصال.