يعتبر القمح سلعة غذائية إستراتيجية ليس على مستوى السودان فقط وإنما على مستوى العالم كله. فلا يخلو غذاء أي شعب من منتجات القمح لاسيما الخبز خاصة في الدول الفقيرة إلى حد تسميته بالعيش في كثير من البلدان. ومن الناحية الاقتصادية فإن القمح سلعة غذائية ضرورية ذات مرونة طلب دخلية وسعرية منخفضة. ولقد تزايدت في الآونة الأخيرة حدة مشكلة الغذاء على مستوى العالم لأسباب عديدة أدت إلى زيادة الطلب على الغذاء من ناحية وعدم زيادة المعروض بالمستوى الكافي لتلبية هذا الطلب المتزايد من ناحية أخرى، بجانب استخدام محاصيل الغذاء في إنتاج الطاقة الحيوية، بالإضافة للتغيرات المناخية وأثرها في نقص المعروض من الغذاء على مستوى العالم. والسودان ليس بعيداً عن تلك المشكلات فقد أدت الساياسات المتبعة إلى تقليص المساحات المزروعة وبالتالي قلة الإنتاجية المستهدفة بالبلاد على الرغم من الاتجاه لعدة برامج لرفع الإنتاجية كبرنامج توطين القمح، إلا أنها لم تؤد للوصول للمستوى المطلوب، وفي هذا الصدد عقدت هيئة البحوث الزراعية بالتعاون مع منظمة ايكارد ورشة مشروع دعم المحاصيل الأساسية في إفريقيا بدعم من البنك الدولي، حيث أوضح مدير هيئة البحوث الزراعية د. إبراهيم الدخيري أن الورشة تهدف لمناقشة تنفيذ المشروع الممول من بنك التنمية الإفريقي من أجل تنمية المحاصيل الاستراتيجية في القارة خاصة القمح، مشيراً إلى أن السودان يمثل مركز النشاط للبيئات الجافة جنوب الصحراء والتي تعتمد على الري في الإنتاج لافتاً إلى أن القمح يعتبر من المحاصيل الغذائية المهمة في مجال الأمن الغذائي في القارة الإفريقية، مؤكداً وضع العديد من المشروعات الداعمة لزيادة الإنتاج وصولا للاكتفاء الذاتي باعتباره أحد مرامي البرنامج الثلاثي بالسودان، وتوقع أن تخرج الورشة بخطة متكاملة من ناحية التقنية الإدارية بالإضافة إلى الاهتمام بالنواحي الاقتصادية والاجتماعية بإدخال التقانات الحديثة، مشيراً إلى أن المشروع يستهدف وضع إستراتيجية لزيادة الإنتاج من عام «2013 2016م» بتضافر الجهود الزراعية مع الجهات المختصة، وأضاف مدير منظمة ايكارد بروف حسن عثمان العوض أن المشروع يستهدف رفع الإنتاجية لأكثر من مليوني طن حجم الاستهلاك المحلي بالسودان وصولاً للاستيراد للدول المستهلكة، وأكد المنسق الإقليمي لمصر فوزي أن الهدف الأساس من المشروع تنزيل البرامج العلمية على أرض الواقع باستخدام التقانات، مشيراً إلى أن العمل يشمل مشروع الجزيرة وولاية نهر النيل والشمالية، مضيفاً أنه سيتم الاتجاه لتحسين طرق الري كالري بالرش والتقليل من كميات المياه في الزراعة بنسبة 15%، وإدخال طرق جديدة في العمليات الزراعية، منها الزراعة في المساطب التي سيتم نقلها للدول الإفريقية الاخرى، وكشف المنسق الإقليمي لشمال إفريقيا من المركز الدولي للبحوث الزراعة محمد المريد، أن حجم الدعم المقدم من البنك الإفريقي بلغ «46» مليون دولار لزيادة إنتاج عدة محاصيل بالقارة تشمل قصب السكر والذرة والأرز والقمح، مبيناً أن المبلغ المخصص لإنتاج القمح يبلغ «15» مليون دولار للسنوات الخمس المقبلة لتغطية «12» دولة بإفريقيا، مشيراً إلى أن المركز يستهدف استنباط أنواع جديدة من القمح والارتفاع بإنتاج الهكتار إلى «6» أطنان، بالإضافة لزراعته في مناطق جديدة، ودعا لتضافر الجهود مع كل الشركاء لرفع إنتاجية القمح، بالإضافة لتحسين معيشة المزارعين وتمزيق فاتورة الاستيراد.