حالة ارتفاع تريموتر الفرح التي كانت تكتسي النساء في السابق عندما يقرر ازواجهن الاغتراب لم تكن تحدها حدود او يمكن قياسها باعلى المقاييس المتعارف عليها، وهذا يعود لحالة الامل والحلم الذي تغلف دواخلهن باللون الوردي بفوائد الاغتراب عليهن واسرهن الصغيرة بتوفير مسكن طيب وعيشة رغدة وتعليم افضل لابنائهم ومظهر اجتماعي متميز بين الناس فيشددن على بعولتهن ويلححن بضرورة ان يتم المراد وينشدن باغنية الراحل محمد وردي: وكان تعب من جناح في السرعة زيد .. ليس لشدة الشوق بل لضمان الاستقرار باسرع فرصة .. الآن، اصبحت التلتلة في السير بخطى واضحة نحو الاغتراب لها مآلات كثيرة ومتنوعة وغير مضمونة، سواء على الوضع في الداخل او وجود الزوج في الغربة.. وان سنحت الحياة ووفرت فرصة ان يلحق به ابناؤه تصبح الامور اكثر تعقيدًا تتمثل في انخفاض دخل الفرد وزيادة نسبة العطالة بالخارج بعد التطورات الاقتصادية التي حلت بالمنطقة العربية خاصة بعد حربي الخليج «العراق وايران 1980م 1988م ثم غزو العراق2003م» والتى افضت الى احلال العمالة الوطنية محل العمالة الاجنبية في العديد من الدول العربية، نتائج هذه الحروب تركت آثارًا سالبة ونفسية عميقة على اسر المغتربين واصطدام احلامهم بواقع غير ما تمنوه وذهاب اغلبها ادراج الريح والتي تتضح جليًا في عزوف الشباب عن الزواج واتساع فجوة التواصل بين المغترب واسرته فى وطنه الاصلي، والعودة الجزئية واثرها السلبي على رعاية الأبناء والاندماج واثرها النفسي عليهم، فتعاني المرأة حينها ما تعانيه من عناء وشقاء ما بين الرجوع للبلد او متابعة سنى عمر الغربة ومجاراتها بكل ما فيها وتحمله.. اما الجانب الآخر فهو يتعلق بمن حملت المسؤولية الاجتماعية والنفسية والاقتصادية وضحت لاجل استقرار مستقبلي لأبنائها ولم تكن تعي او تدري اسقاطات ذلك عليها وعلى ابنائها بغياب الآباء واغترابهم وعدم معرفتهم لمجريات الحياة ووتيرتها التي اصبحت اسرع من ارتداد البصر للعين، وما يدور فيها من السلبيات التي تصاحب نشأة الأبناء دون آباء وما يوازيها من افتقاد الرقيب لهم ولأسلوب حياتهم وتصرفاتهم، فتكون الشخصيات يتم وفقًا لضوابط معينة يلتزم بها الوالدان تكاتفًا وتعاضدًا لتربية سليمة وسوية.. انحصار مفهوم الهجرة والاغتراب الذي كان يصب في قالب واتجاه هجرة الآباء اصبح ضيقًا جدًا بعد ان اصبحت مصدرًا للقلق والألم المتواصل وعدم الاستقرار الذي يواجهه المغترب في دول المهجر، الأمر بحاجة الى دراسة عميقة ومستفيضة خاصة بعد الأوضاع التي تعاني منها الكثير من البلدان وعدم الاستقرار الذي يلازمها، والنداء لكل ام رؤوم، رفقًا بابنائك وزوجك، فالمبيت جياعًا في بلدك مكرمًا خير من «الدردرة» المغلفة بطيب المأكل والمشرب والملبس..