علي ضوء ما اثير مؤخرًا ومن خلال الجولة الميدانية التي قامت بها «الإنتباهة» الى عدد من المناطق المتأثرة من قيام سدي عطبرة وستيت فقد القت تلك الجولة بظلالها على الاوضاع هناك وكشفت عن واقع مرير وحالة من القلق والبؤس والتوجس والخوف مع تقدم العمل في المشروع وتداعياته المحتملة وينتظر المتأثرون ادوارًا ايجابية وتفاعلاً ملموسًا تجاه قضاياهم ومطالبهم والتي قالوا انها لا تزال يكتنفها الغموض وغياب الشفافية خاصة فيما يلي تعويضات المساحات الزراعية التي شيدت عليها قرى التهجير وهي مساحات محدودة يقوم اصحابها بزراعتها سنويًا وتمثل المصدر الرئيس للكسب المعيشي لهم فضلاً عن كونها ترفد خزينة محليات الفشقة وود الحليو بالايرادات المالية والمحاصيل المختلفة هذا اضافة لاستغلالها في عمليات الرعي، ومع اقتراب فترة التهجير وغمر هذه المساحات والقرى الحالية أبدى مواطنو قرى الفشقة المتأثرة بتنفيذ سدي أعالي عطبرة وستيت تذمرهم من جراء تجاهل وحدة تنفيذ السدود لأوضاعهم وقضاياهم بأن تعويضات الأراضي الزراعية قد لحق بشأنها ظلم كبير على المواطنين وذلك بتعويض كل خمسة أفدنة بمبلغ ألفي جنيه فقط فان كثيرين تخوفوا من عدم تعويضهم البديل في الاراضي الزارعية. المواطن عكاشة محمد من قرية مداشي يقول ل«الإنتباهة» نحن نمثل صغار المزارعين، وحتى الآن لم يتم تعويضنا مساحة حيازاتنا التي تم تشييد القرى السكنية عليها ولم يتبق لموسم الخريف الا ايام قليلة ونحن في حيرة من امرنا، ولهذا نناشد السيد رئيس الجمهورية توجيه وحدة السدود للاسراع بتعويضنا وبشكل فوري لاننا نعلم ماذا يعني ضياع الخريف على الاف المزارعين والرعاة. هذا الموقف من وحدة السدود حيال عمليات التعويض رفضه اصحاب المصلحة مشددين على ان تقدم وحدة السدود تعويضًا مجزيًا وعاجلاً قبل ان تتم عمليات التهجير، واعتبر الاستاذ عبد الكريم محمد صالح رئيس شباب عطبرة وستيت بقرية الثلاثاء ان قيام السد يمثل انجازًا كبيرًا للسودان وكنا وما زلنا ندعم قيامه للفوائد الكبيرة المرجوة من ذلك الا ان وحدة السدود لم تراع التضحية الكبيرة التي قدمها المتضررون خاصة وان المزارعين بالفشقة والقريشة وود الحليو سيقع عليهم الضرر مبكرًا لذا كان يجب ان يتم التعويض مبكرًا، فيما يقول المواطن حمدان فكي علي من قرية بهكر غرب نطالب بتطبيق نموذج منازل امري الجديدة مع رفضنا لما شرعت فيه السدود وما لاحظناه في عدد من المواقع لا يرضي طموحنا ويوافقه ذات الرأي الأستاذ عبد الله الصادق عبد اللطيف من قرية المنيرة مضيفًا ان هذه المنازل اقل جودة من القطاطي ذات السعة الكبيرة والتهوية الجيدة.. وتساءل كيف لنا ان نذهب من الافضل الى الأسوأ..؟ وقال ان هذه المنازل بها عيوب كبيرة وواضحة ووصفها بانها اشبه «باقفاص الدجاج» حيث لا تسع دولابًا للملابس. ونترك بقية الملاحظات لجهات الاختصاص وعامل الزمن. من ناحيته انتقد فتح الله محمود ممثل التجمع رقم 1 عمليات التهجير الجزئي للمتأثرين متسائلاً: وهل هذا الإجراء نتيجة للدراسات غير الدقيقة وقال: من المفترض ان تتم عملية التهجير قبل بدء التنفيذ في المشروع مشيرًا الي انهم تعرضوا للاهمال والتضليل والوعود الكاذبة، واكد فتح الله ان عددًا من القرى المجاورة للسد تعرضت لتاثير مباشر من عمليات وحركة الآليات بإثارة الاتربة والغبار والازعاج والاصوات العالية لعمليات تفجير الدمناميت لتكسير الحجارة الامر الذي عرَّض كثير من النساء الحوامل الى الإجهاض والإصابة بأمراض الحساسية والربو واشار الى ان وحدة السدود غفلت عن كل ذلك وتجاهلت كل هذه التأثيرات وعلمنا مؤخرًا انه سيكون هناك تهجير جزئي وتحديدًا لقرية الصوفي البشير وهذا التهجير له اضرار بالغة لم تتحسب لها وحدة التوطين حيث ان القرية تقع في مساحة 200 فدان تتخللها اودية بما يشير ان الاسر التي لم تهجر ستكون وسط مستنقع من المياه وبالتالي غير صالحة للسكن لتوالد البعوض والحشرات الاخرى، كما ان المياه ستغمر مؤسسات مهمة كالمدارس والسوق والشرطة اضافة للمقابر الى جانب الآثار التي ظلت تحتفظ بها القرية منذ عقود طويلة ونامل ان يتم وضعها في الحسبان، ولهذا نطالب وحدة السدود بان تتخلى عن فكرة التهجير الجزئي على ان يتم بصورة كلية حتى لا يحدث اي ضرر قد يجعل وحدة السدود تعود للمربع الاول وهنا لا بد لنا ان نشيد ونثمن دور والي القضارف الضو الماحي ومتابعته واهتمامه بالقضية. وفيما يخص عمليات تعويض الاشجار والشتول يقول المواطن ابراهيم الشريف: انا املك جنينة مثمرة تتكون من اشجار المانجو والبرتقال والليمون والموز وتعتبر وسيلة الكسب الرئيسة بالنسبة لأسرتي وقد انفقت عليها اموالاً طائلة حيث استجلبت الشتول من جنوب افريقيا والآن قد اصبحت تحت رحمة مياه البحيرة، ورغمًا عن ذلك فان وحدة التوطين تريد ان تزيد من مأساتي وذلك ما سمعته من مدير وحدة التوطين بالسد وكما يقول ابراهيم فان التعويض سيتم بعد الغرق وذلك في شهر يوليو القادم فقلت له وماذا افعل طوال هذه الفترة فكان ان رد علي «الله كريم» في المقابل جددت حكومتا الولايتين «القضارف والنيل الازرق» التزامهما بحل كل الإشكالات المتوقعة. فيما أكد مدير وحدة السدود محمد الحسن الحضري التزامهم بإسكان المتأثرين في الولايتين، وأشار إلى أن العدد الكلي للمتأثرين يصل إلى نحو «30» ألف أسرة سوف تتم إعادة توطينهم في «11» مدينة سكنية «3» منها بولاية كسلا و«8» في ولاية القضارف وأوضح أن مشروع إسكان المتأثرين سيُحدث نقلة نوعية في المنطقة من حيث الخدمات، داعياً كل الجهات إلى إحكام التنسيق المشترك لإكمال قيام المشروع والمشروعات المصاحبة.