تضاربت الروايات حول مقتل عبد العزيز الحلو. كان الحلو يختفي في (طاسي)، وكان قبلها مختبئاً في (أم سردبَّة). من بعد (طاسي) جاء (الحلو) إلى (أبو كرشولا)، بعد أن سبقته عصاباته المسلحة بالوصول لتمعن في المواطنين قتلاً وذبحاً وأسراً. بعد وصول أبوكرشولا عقد (الحلو) لقاء جماهيريًا وأعلن (تحرير) مساحة (80%) من ولاية جنوب كردفان. وقبل أن يتحرك موكب سيارات (الحلو) انهمرت من الجبل مجموعات من صواريخ (شواظ) لتدمِّر رتل السيارات التي كان (الحلو) بداخل إحداها. حتى الآن يكتنف الغموض مصير (الحلو)، إن كان لقي مصرعه، أم تمّ إخلاؤه جريحاً جرحاً بالغاً إلى دولة الجنوب ثم إلى مستشفيات كمبالا أو نيروبي أو غيرها. (الحلو) ليس هناك دليل حتى الآن يثبت مقتله، وأيضاً لا يوجد دليل حتى الآن يثبت حياته!. في سياق المصير الغامض لعبد العزيز الحلو، وردت أنباء عن وصول جبريل إبراهيم إلى (كاودا). أمس الأحد 5/5/2013م في المحور الجنوبي ل (أبوكرشولا) قتل الجيش السوداني (51) من المتمردين المعتدين وأسر (15) متمرداً ودمَّر مدرعة وغنم ثلاثة عربات مسلحة، في أحدها مدفع رباعي مضاد للطائرات. متى ستكون الصلاة في (أبوكرشولا) ثمَّ (كاودا)، متى يتمَّ تحرير جنوب كردفان المحتلة؟. متى يتم تحرير جنوب كردفان من قبضة الجيش الشعبي وعُملاء دولة الجنوب من قطاع الشمال؟. وبالمثل متى يتمّ تحرير النيل الأزرق المحتلّ من رجس العملاء وسفَّاكي الدماء؟. واشنطن راعية الحرب الأهلية لم ولن تقوم بإدانة مذابح (أبو كرشولا) ومجازر أم (روابة). البعض ممَّن يدَّعي الديبلوماسية، يعلن عن استغرابه عدم إدانة واشنطن لجرائم الجبهة الثورية في جنوب كردفان!. كيف تدين واشنطن، وهي راعية الحرب الأهلية في السودان، جرائم وكلائها؟. صمت واشنطن عن الإدانة، في حقيقته يعني أنها تبارك المجازر والإبادة الجماعية في جنوب كردفان. واشنطن التي وفرت وتوفر المال والسلاح والتدريب لمتمردي السودان، واشنطن التي ترعى الحرب الأهلية في السودان وترعى تقسيم السودان إلى دويلات، كيف تدين المجازر الجماعية والتطهير العرقي في (أبو كرشولا) وأم روابة. وكيف لا تغض النظر عن المعاناة الكارثية التي يعيشها مايزيد عن عشرين ألف نازح جاءوا من أبو كرشولا إلى (الرهد) و(أم روابة)، هاربين من المذابح واستباحة العِرض، بعد أن فقدوا ممتلكاتهم. وما يزال النازحون يتزايدون بالمئات فالآلاف بصورة يومية هاربين من ديارهم في أبوكرشولا ورشاد وأم برمبيطة، وغيرها من المناطق التي كان يلفُّها الأمن. من البديهي ألا تدين واشنطن راعية الحرب الأهلية في السودان القتل، من الطبيعي ألا تدين واشنطن التطهير العِرقي في جنوب كردفان، من الطبيعي أن ترحِّب، عبر صمتها المتواطئ، بذبح المواطنين بسبب دينهم، وأن تبارك إبادتهم بسبب قبيلتهم وأن تؤيد إعدامهم في الخلاوي والمساجد و(تكويمهم) بعد ذبحهم في (الترابيز)، ومطاردة فتياتهم بغرض الإغتصاب، حيث قُتلت ثمانين شابة آثرن الموت بشرف وعزَّة على حياة السّبى والذل والهوان. أما أحزاب الحكومة العريضة، وأحزاب الحكومة الأعرض من المنتظرين أن يُمنحوا مقاعد وزارية، أما أحزاب الحكومة عريضة المنكبين عريضة الفساد بسوء أدائهم وأخلاقهم، بسوء قدراتهم وسوء أمانتهم، فما حرَّك الضيم فيهم الشَّمَم ولا رؤية الدَّم فيهم الغضب ولا الفتيات الشهيدات حرَّكنَ فيهم نخوة العزَّة والمروءة وبذل الروح للمكرمات. اليوم برعاية أمريكية تتمَّ في جنوب كردفان على يد عصابات (الجبهة الأمريكية) مذابح جديدة هي إعادة لمذابح المسلمين في جزيرة زنجبار في الستينات ولمذابحهم في عديد من الأقطار، ولمذابحهم في كل مكان. ما حدث من مذابح في (أبوكرشولا) هو صورة لما سوف يحدث على مستوى السودان في المستقبل، على يد عصابة الجبهة الثورية. مذابح أبو كرشولا ومجازر أم روابة تدق الأجراس لكل السودان بأن حقبة التَّطهير العِرقي قد بدأت. وإن ما نصَّ عليه ميثاق كمبالا من بنود عنصرية علمانية دموية حاقدة، أصبح حقيقة بدأ تنفيذها في أبو كرشولا وأم روابة. وستنداح تلك المذابح الجماعية والتطهير العرقي لتشمل بقية السّودان. مذابح أبوكرشولا تقول: إن ميثاق كمبالا العلماني العنصري الدمويّ جدّ وليس هزل!.