جهاز الموبايل أصبح جزءًا أساسيًا ومهمًا في حياة الإنسان، ولا يخلو أي مجتمع من استخدام تكنلوجيا الاتصالات في تسيير حياته اليومية لذلك يرى البعض أن استخدام الموبايل أصبح مثل الأكل والشرب ولكن بمثل ما له من فوائد أيضًا هنالك مشكلات تواجه هذا القطاع ليس فقط الشركات وانما لاختراقه حاجز الأمن والسرية بالنسبة لحياة الإنسان... بمناسبة اليوم العالمي للاتصالات جلسنا مع مدير الهيئة القومية للاتصالات بوفسير عز الدين كامل ووضعنا أمامه هموم الاتصالات في السودان ارتبط الموبايل لدى السودانيين ب«الكلام» فقط؟ الحقيقية لا يزال سلوكنا كمستخدمين لجهاز الموبايل محصورًا في الكلام فقط، لكن المهم في الأمر أنه لا يمكن تطوير سلوك الفرد بمعزل عن التطور في التطبيقات المختلفة في مجال الاتصالات، فلا بد من التوسع في استخدام هذه التقنية في مناحي الحياة المختلفة، مثلاً التعليم والطب والصحة، وكلها وسائل قطعًا ستقود المجتمع تلقائيًا نحو التوسع في استخدام الموبايل والاستفادة منه حتى لا يكون محصورًا في «الكلام» فقط الذي نصرف عليه مبالغ ليست سهلة، لكن التطور عادة يأتي من بيئة الشخص ونحن كمساهمين فى مجال وضع السياسات العامة لا بد من أن يتأكد لنا أن قطاع الاتصال يقدم الخدمة التي يستفيد منها المواطن وتسهل له الحياة، لذلك نحن قمنا بتوفير هذه الخدمة فى المناطق البعيدة ونائية وغير مجدية اقتصاديا بالنسبة لشركات الاتصالات ايمانًا منا بدورها فى تسهيل الحياة. إذن القطاع يحقق أرباحًا طائلة من وراء «الكلام»؟ أبدًا، ليس بالضرورة، فخدمات الاتصال في السودان أرخص مقارنة حتى مع دول الخليج. يواجه مشروع الحكومة الإلكترونية معوِّقات حقيقية هل يتخوف المسؤولون من أن الخطوة ستكون آلية رقابة قوية على ما يقومون به؟ اولاً استخدام التكنلوجيا الالكترونية فى السودان لدى البعض لا يزال ضعيفًا، هو سلوك عام ليس محصورًا فى جهةٍ ما لذلك نحن نسعى لنشر ثقافة التعامل مع النت بل البعض الآن يطالب بأن «يترجل» كبار السن لأنهم لا يجيدون التعامل مع هذا التطور وإتاحة الفرصة للجيل الجديد الذى لديه قدرة اصيلة فى استخدام واستغلال النت فى كل مناحى الحياة وتطبيقات الحكومة الالكترونية. عفوًا ولكن ربما لا تكون المشكلة فى عدم المعرفة ولكن التخوف من ضبط الممارسات؟ اشك طبعًا فى وجود مثل هذا التخوف لكن هى ثقافة لا بد ان تتجذر في المجتمع والعمل اليومى لكن قطعًا هى تتيح شفافية واسعة جدًا فى تلك المعاملات بين الجهات المسؤولة حتى تتلاشى الظواهر السالبة مثل الرشوة ولكن فيما يتعلق بالوضع مع دولة الجنوب والاستمرار فى استخدام مفاتيح الشمال؟ ليست هناك مشكلة فى قطاع الاتصالات مع دولة الجنوب، هنالك بعض التنظيم الذى سوف يتم خلال الفترة القادمة، هنالك لبس فى مجال استخدام البريد فقط، ولأننا مسؤولون عنه سوف نعمل على ازالته والتاكد من انسياب الخدمة، لكن فى مجال الاتصالات اصبحت الشبكات مستغَلة ولها افرعها بالجنوب. هناك حديث بانكم بدأتم حوارًا مع شركات امريكية بعيدًا عن الحوار السياسى لفك الحظر المفروض على السودان فى مجال البرمجيات وتطبيقاتها؟ طبعًا الحظر لا يزال قائمًا لكن ما نحاول عمله هو اقناع هذه الشركات بأن معظم هذه التطبيقات انسانية وبالتالى يجب الا تكون خاضعة لحظر سياسى لكن عمليًا هناك خطوات سياسية مطالبة بمنحنا التطبيقات الانسانية لانها تساعد فى تحسين الاداء وبعيدة عن اى استخدامات سياسية بصورة كبيرة. لا يخلو حديث الرأي العام من كلام عن التنصت على المكالمات... الى اي مدى صحة ذلك؟ الهيئة لا علاقة لها بمراقبة الاتصالات وليست طرفًا فى هذا الموضوع باى صورة، طلب مراقبة هاتف «ما» اجراء يتم مباشرة بين الجهات القضائية والقانونية وشركات الاتصالات. ولكن البعض يعتبر النص الذى يرد عند اجراء المكالمات « تحويل المكالمات دون شروط» هو حالة تنصت؟ لا.. لا.. ابدًا، هذه العبارة تعنى ان التحويل نشط بمعنى انه اذ لم يستجب او يرد الطرف ويتجاوب مع المكالمة سوف يتم تحويلها الى خط ثانٍ وقطعًا لا تعنى ان المكالمة خاضعة لرقابة من جهة، ما لكن دعنى اوضح امرًا مهمًا جدًا وهو انه ليست هناك خصوصية، تدريجيًا الخصوصية منتهية فى العالم، الاجهزة الامنية فى العالم يمكن ان تراقب الشبكات فى اى وقت بل وفى اى لحظة دون تدخل من طرف مثلاً بن لادن تم الوصول لمخبئه عن طريق مكالمة. معنى هذا ان جهات ما تراقب «مكالماتنا»؟ يمكن جهات عديدة ومن خارج البلد تراقب ليس هناك شخص محمى سواء كانوا مسؤولين او افرادًا يجب ان نعلم ان استخدام الموبايل غير آمن بنسبة «100%» يجب ان نستخدمه على هذا الأساس لكن هذا لا يعنى ان ندع احساس ان مكالماتنا مراقبة يسيطر علينا، فى انجلترا مثلاً يتم تصوير الشخص فى كل فترة معينة من خلال كاميرتين وترسل هذه الصور الى جهة مركزية، يعنى ليست مرة واحدة يتم تصويرك، ليست هناك خصوصية، المهم فى هذا الامر بالنسبة لنا يجب ان نتذكر ان هناك «اله» يعلم الاسرار وما فى النفوس. ما الجديد الذى ستقدمه الهيئة فى احتفالها بيوم الاتصالات؟ يحتفل العالم ومن خلال الاتحاد الدولى للاتصالات سنويًا باليوم العالمى « للاتصالات» وهو السابع عشر من شهر مايو من كل عام، وهذا العام سوف يكون موضوع الاحتفال عن كيفية الاستفادة من شبكات الاتصال فى السلامة المرورية وتسخيرها من اجل امن وسلامة المواطن، ما نسعى اليه فى هذا العام هو شد الانتباه الى الدور المهم والمتعاظم لوسائل الاتصالات من اجل السلامة المرورية، وستكون هناك عدة جهات ستشاركنا هذا الاحتفال على رأسها ادارة المرور التى استفادت من تطور قطاع الاتصالات ونفذت به ولا تزال الكثير من المشروعات مثل كاميرات المراقبة وتسهيل عملية ترخيص المركبات ومشروع اللوحات الالكترونية والمخالفات المرورية تدنى جودة الخدمات التى تقدمها بعض شركات الاتصال خاصة خدمات النت عبر الموبايل؟ هذه مسؤوليتنا لاننا المعنيون بمراقبة اداء هذه الشركات وجودة الخدمات المقدمة ومتى عدلها، فى الايام القادمة لدينا حملة على تلك الشركات وسنقوم بمراقبة شديدة على استخدامات النت والباقات المطروحة التى تقدمها الشركات، نريد أن نستوثق من جودتها لكن ليس لدينا تحفظ على الاسعار فى وضعنا الاقتصادى، نحن ارخص الدول بل بالعكس نحن نتوجس خيفة من استثمارات القطاع وحجمها، نريد استثمارات جديدة وان يكون قطاع الاتصالات جاذبًا لا نريده ان يخسر. لكن هو قطاع مربح جدًا لذلك يجب ان تكون خدماته بمستوى ما تتحصله الشركات؟ ليس بالضرورة ان يكون مربحًا ان لم يكن هناك توخٍ فى الاسعار والخدمات المقدمة وجودتها وتكلفتها يمكن ان يؤدى الى خسارة كبيرة بقدر ما توجد ارباح يمكن ان تكون هناك خسائر كبيرة جدًا. يرى البعض ان سوق الاتصالات في السودان مربح... هل هناك عروض لشركات اجنبية؟ كانت هناك بعض العروض من شركات ولكن نحن وفى الوضع الاقتصادى الحالى نفضل تثبيت الشركات الموجودة وان تحسن خدماتها وننتظر تحسن الوضع الاقتصادى بصورة اكبر لكن نشجع الاستثمار فى الشركات الموجودة. لكن معظم هذه الشركات هى أجنبية بالتالي تقوم بتحويلات كبيرة للنقد الأجنبي للخارج؟ هذه حقيقة معظم الشركات اجنبية ومعظم او نحو «30%» من مدخلات هذا القطاع خارج السودان، لذلك لا بد ان تكون هناك تحويلات، لا يمكن ان نتلقى خدمة دون ان تكون هناك تحويلات خارجية بالعملة الاجنبية، هى شركات اجنبية بالتالى فإن جزءًا من التكلفة الخدمية موجود فى الخارج، التوجه الآن هو حث هذه الشركات على طرح اسهم فى الاسواق المالية للاكتتاب ونحثها ايضًا على الاستثمار فى السودان، لدينا هذا الاتجاه الآن وسوف نبدأ فى المفاهمة مع هذه الشركات والاتفاق حول هذه الخدمة. كثير من المواقع التي تم اختراقها في الفترة الاخيرة نريد ان نقف على اختراق المواقع وكيفية تأمين المؤسسات السيادية؟ المشكلة اصبحت اكبر من ذلك، المهم الآن هو كيفية تأمين شبكة النت خاصة بعد ان اصبحنا نعتمد عليها فى العمل اليومي، مثلاً القطاع المصرفى كله الآن يعتمد على النت، وجزء من القطاع الصحى. يجب ان تتبنى الدولة الآن سياسة تأمينية للشبكة العنكوبتية، الآن لدينا مشروع كبير فى مجال اكتشاف الجريمة الالكترونية بالتعاون مع شركة دولية موجودة فى السودان الآن ، الاختراق لم يعد من قبل الهكرز او افراد بل الآن تقوم به الدول لذلك الخطر اكبر. طيب ما هي قصة الرسائل؟ والله انا جاتنى رسالة ربحت فيها تلاتة ملايين، لا يمكن ضبط هذه الرسائل، تقف خلفها عصابات لديهم مقدرة كبيرة على تغيير الارقام والمواقع، نعتمد فى هذا على المعرفة ووعي المواطن حتى لا يقع ضحية لهذه العصابات.