على تخوم جبال كرري يرعى العم برعي إبله، ففي زمان النزوح من الريف إلى المدينة، نزح العم برعي من شمال كردفان إلى أطراف أم درمان، ونسبة لتعلُّقه بنُوقه سار بها إلى أطراف المدينة، فهو لا يجيد صنعة سوى رعي الإبل. ويقول إن نوقه لم تألف المدينة، لذلك كانت كثيرة الهرب مما دفعه إلى تقييدها بالحبال، ويحكي أن أول معاناته في أطراف أم درمان كانت تتمثل في إيجاد مشترين للبن نوقه، ولكن الله فتح عليه وتعدَّى الأمر من بيع اللبن إلى بيع البول مؤخرًا، عندما أتته طالبات كثر لبول نوقه خاصة البكر منها، ليصل دخله اليومى إلى أكثر من (200) جنيه. وأبان أنه يبيع اللتر ب (10) جنيهات لأشخاص يبيعونه داخل المدينة بأسعار أعلى، وأن الطلب على بول الناقة البكر في تزايد مما جعل سعره هو الأعلى حيث يبلغ (50) جنيهًا للتر، وإنَّ تضاعُف الأسعار يعود لتضاعُف الإقبال عليه. ويبيِّن العم برعي أنَّ الإبل تعطي كمية من البول مساوية لما تشربه من مياه في اليوم، لذلك يُكثر من تقديم المياه لها حتى يزيد من دخله اليومي. وبعض النساء يستخدمنَ بول الإبل في غسل شعورهنَّ لإطالتها وإكسابها السواد واللمعان وتقويتها وتكثيرها ومنع تساقطها، ولمعالجة مرض القرع والقشرة، كما أن بول الإبل ناجع في علاج ورم الكبد وبعض الأمراض، مثل الدمامل، والجروح التي تظهر في الجسم، ووجع الأسنان وغسل العيون. وتقول اختصاصية التجميل سناء شرف أنه لاستخدام بول الجمل على الشعر، يجب أن يؤخذ البول من الناقة بعد صلاة الفجر مباشرة حتى لا تخرج مادة البولينة السامَّة مع البول. هذه المادة تخرج مع البول بعد شروق الشمس وتكون سامَّة وتجعل البول غير ذي فائدة للشعر، لذلك على على كل فتاة تريد استخدام البول على شعرها أن تأخذ البول قبل طلوع الشمس حتى يكون غنيًا بالمعادن والفيتامينات والسليكون باعتبارها المواد الأساسيَّة لصحَّة الشعر. طريقة الاستخدام وتبيِّن سناء أن طريقة وضع البول على الشَّعر في اليوم الأول تبدأ بغمس المشط ويكون ذا أسنان كبيرة في البول وتمشطين به شعرك، وتتركينه بعد ذلك أكثر من ساعة ثم تغسلينه. وفي اليوم الثاني عليك أن تستخدمي البول مثل حمَّام الزيت بعد أن تدلكيه وتغرقيه وتتركيه لأكثر من ساعة ثم تغسليه، وتستمري بهذه الطريقة لمدة عشرة أيام وسوف تتفاجئين بشعرك يطول ويقف تساقطه ويلمع ومع الوقت تزداد كثافته. تجارب علمية واستعمالات بول الإبل متعدِّدة مفيدة للإنسان دلَّت على ذلك النصوص النبويَّة الشريفة، وأكَّدها العلم الحديث، وقد أثبتت التجارب العلميَّة أنَّ بول الإبل له تأثير قاتل على الميكروبات المسبِّبة لكثير من الأمراض. وكشف عميد كلية المختبرات الطبية بجامعة الجزيرة البروفسير أحمد عبد الله عن تجربة علميَّة باستخدام (بول الإبل) لعلاج أمراض الاستسقاء وأورام الكبد أثبتت نجاحها لعلاج المرضى المصابين بتلك الأمراض. وأشار إلى دراسة بحثية لنيل درجة الماجستير من جامعة الجزيرة في المكوِّنات الكيميائيَّة وبعض الاستخدامات الطبية لبول الإبل، قُدِّمت من الباحث محمد أوهاج محمد.. وأُجيزت من قسم الكيمياء التطبيقية، واعتُمدت من عمادة الشؤون العلميَّة والدراسات العُليا بالجامعة في نوفمبر 1998.. دراسة علميَّة وأفردت الدراسة فصلاً عن تاريخ التداوي بالأبوال عند الإنسان سواء كان بول الإنسان أو الإبل أو غيره.. منذ قرون طويلة، وخلصت الرسالة بعد أن أجرت تطبيقات طبيَّة على (30) مريضًا يعانون من مرض الاستسقاء في عنبر الاستسقاء بمستشفى مدني التعليمي، وبعد خمسة عشر يوماً من بداية التجربة كانت النتيجة مُذهلة للغاية حيث انخفضت البطون لوضعها الطبيعي وشُفوا تماماً من الاستسقاء لأنَّ مرض الاستسقاء ينتج عن نقص في الزلال والبوتاسيوم وبول الإبل غني بالاثنين معاً. وأضاف أيضًا أنه جرى تشخيص لأكباد خمسة عشر مريضاً من خمسة وعشرين بمستشفى مدني بالموجات الصوتيَّة، وتم اكتشاف أنَّ كبد بعضهم في حالة تشمع، وبعضهم كان مصاباً بتليُّف الكبد بسبب مرض البلهارسيا، وقد استجاب جميع المرضى للعلاج باستخدام بول الإبل، وبعض أفراد العينة من المرضى استمروا برغبتهم في شرب بول الإبل يوميّاً لمدة شهرين آخرين، وبعد نهاية تلك الفترة أثبت التشخيص شفاءهم جميعاً من تليُّف الكبد. وبول الإبل ذو تركيز عالٍ مقارنة ببول الغنم والبقر والإنسان وهي على الترتيب المذكور وأنَّ بول الإبل يعمل كمدرّ بطيء مقارنة بمادة الفيروسمايد ولكن لا يُخلّ بملح البوتاسيوم والأملاح الأخرى التي تؤثر فيها المدرَّات الأخرى، فبول الإبل يحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم والبروتينات الأمر الذي يجعله ذا فعالية ضد بعض أنواع البكتيريا والفيروسات، مما دفع بعض الشركات العالميَّة لصناعة أنواع ممتازة من شامبوهات الشعر من بول الإبل .