مركز أمبدة لغسيل الكلى... معاناة تحدث عن نفسها عرض: إنصاف أحمد جميلة حامد مشكلات عديدة يعيشها مرضى الفشل الكلوي في العديد من مراكز الكلى، ويعتبر مركز أمبدة النموذجي واحدًا منها، وهو يتبع للمركز القومي للبحوث، وتم تأسيسه منذ قيام المستشفى في عام (2004م)، وزادت المعاناة بعد أن تم نقله من مستشفى أمبدة مؤخرًا إلى مستشفى الأطفال بأم درمان، مما شكّل عبئًا إضافيًا على المستشفى وزاد من معاناة المرضى بصورة كبيرة، إضافة لذلك يعاني المرضى من ارتفاع تكاليف العلاج التي كانت تصرف مجانًا من قِبل المركز وتشير بعض المعلومات إلى اتجاه الوزارة لتجفيف المركز نهائيًا مما يعني ذلك زيادة المعاناة للمرضى حيث تشير بعض الإحصاءات إلى ارتفاع نسبة الإصابة سنويًا. أوضاع مزرية حالة من اليأس يعيشها المرضى البالغ عددهم أكثر من (100) مريض يستقبلهم المركز خلال أيام الأسبوع، وذلك لوجود عدد من المشكلات المتمثلة في بُعد المسافة خاصة أن قيام المركز تم حسب التوزيع الجغرافي بالمنطقة، بجانب عدم توفر أبسط الخدمات اللازمة بالنسبة لهؤلاء المرضى، كما أوضح أحد المرضى أبو القاسم زكريا أن المشكلة بدأت بعد تحويل المركز منذ تولي وزير الصحة الولائي حيث دب خلاف بين المركز القومي للبحوث ووزارة الصحة مما أدى لتقليص التمويل بالنسبة للمركز، وأدى هذا لعدم توفر الأدوية اللازمة التي كان يتم صرفها مجانًا مما أدى لارتفاع التكاليف، وقال: كنا نتوقع أن تكون المعاناة لفترة محدودة ولكنها أصبحت بصورة مستمرة، مبينًا أن جميع تكاليف العلاج يتكفل بها المريض التي تتمثل في العديد من (الأدوية كالابرين والشاش واللصقة والدربات) التي كان يتم توفيرها في السابق عبر المركز.. مضيفًا أن حجم تكاليف العلاج بلغ أكثر من مليون جنيه التي قد لا تتوفر لدى بعض المرضى مع وجود التأمين الصحي، وقال إن الوضع أصبح في غاية الصعوبة مع ذلك يفتقر المركز لبعض الاختصاصيين كاختصاصي الكلى والسايكولجي والتغذية التي يتطلب توفرها في المراكز كافة، مشيرًا إلى أن أبسط الخدمات لا يتم توفيرها بالصورة المطلوبة. ماكينات متعطلة أما المريضة (م. أ) فاشتكت من بُعد المسافة في الفترة الأخيرة، وقالت إنها تعاني كثيرًا في الوصول للمستشفى فبرغم معاناتها من المرض إلا أن طول الجلسات وانتهائها في وقتٍ متأخر زاد من مشكلتها.. وأشارت إلى وجود مشكلات في العديد من الماكينات التي تتعطل من حين لآخر، وطالبت بضرورة أن تتجه الدولة لمعالجة المشكلة وتوفير الدعم اللازم للمرضى بجانب تسهيل العمل بالمركز وقيام مركز بديل له بمدينة أمبدة. ولا يختلف حال الموظفين بالمركز عن المرضى حيث اشتكى العديد منهم عدم صرف مرتباتهم منذ ثلاثة أشهر، كما أوضح جهاد سليمان (تقني تمريض) قائلاً: تعودنا على عدم صرف المرتبات لفترة من الزمن، لافتًا لعدم ضم منحة الرئيس للمرتب إلى اليوم، مشيرًا إلى أن وزارة الصحة تتجاهل مشكلات مرضى الكلى والمراكز فكثيرًا ما تعاني العديد منها عدم توفر التسيير اللازم لها، مشيرًا إلى أن مال التسيير يغطي تكاليف (10) أيام فقط ويتم تغطية التكاليف الأخرى عبر التبرعات التي تأتي من الخارج، لافتًا لتعطل عدد كبير من الماكينات بالمركز خاصة بعد دمجها مع الماكينات بمستشفى الأطفال، مشيرًا قد يصل عدد العامل منها خلال اليوم (6) فقط ومن المفترض أن تعمل (16) ماكينة، وقال: لا بد من ترتيب العمل عبر توفير الإسبيرات اللازمة وتكوين غرفة طوارئ لذلك، موضحًا أن بعض الماكينات لم تتم صيانتها منذ فترة الضمان، وقال: لا بد أن توفر الدولة الماكينات حسب عدد المرضى في السودان والمعروف أن نسبة الإصابة في زيادة مستمرة فحسب آخر إحصائية أكثر من (4000) مريض، مضيفًا أن المركز يشهد فوضى كبيرة، وأضاف قائلاً: من المفترض عدم دمج ماكينات الأطفال مع الكبار لأن به خطورة صحية وقال: نعاني مشكلة ضيق المساحة بغرفة الغسيل بالمستشفى حيث تبلغ سعتها (6) ماكينات والآن تضم (12) ماكينة مما يعني زيادة الضغط، لافتًا لعدم توفر الكلى الصناعية المستخدمة أثناء الغسيل خاصة فئة الكبار والآن المتوفرة فقط فئة الصغار ويتم العمل بها وهي ليست ذات جدوى بالنسبة للمريض إضافة لعدم توفر المحاليل الجيدة بالمركز. المدير الطبي للمركز د. ياسر أكد أن المركز يعاني العديد من المشكلات خاصة عدم توفر التسيير، مشيرًا إلى تقليصه من (60) ألف جنيه إلى (45) ألف جنيه مما أضر بعمل المركز رغم ارتفاع تكاليف الأدوية التي أصبحت عبئًا على المواطن على الرغم من إعلان الدولة مجانية العلاج.. وقال اتجهنا لوزارة الصحة لمعالجة القضية إلا أنها تعللت بعدم توفر التمويل اللازم من وزارة المالية.