في إطار تواصلها مع المغتربين السودانيين في بلاد المهجر التقت «نافذة مهاجر» بالدكتور الطاهر عبد الرازق المقيم بمدينة الرياض بالمملكة العربية... وتقول السيرة الذاتية لدكتور الطاهر إنه من مواطني مدينة بحري وتخرج في كلية الطب جامعة أم درمان الإسلامية.. عمل بعد التخرج طبيباً عموماً في مستشفيات الوزارة «الخرطوم بحري وأم درمان والمستشفى الأكاديمي» وبعدها في الولاية الشمالية بمدنية دنقلا، كما عمل في معسكرات الخدمة الوطنية ومركز صحي العيلفون، ثم هاجر إلى السعودية في عام 2001م ٭ شهدت البلاد في الآونة الأخيرة هجرة كبيرة للكوادر الطبية.. إلى ماذا تعزو السبب في ذلك؟ هناك العديد من الأسباب التي دفعت الكوادر الطبية السودانية الى الهجرة، أهمها ضعف الرواتب لهذه الشريحة المهمة، وتردي البيئة الصحية بالمستشفيات السودانية، والإهمال في المستشفيات الحكومية، وعدم التدريب والتأهيل، وعلى سبيل المثال الأجهزة غير متطورة قياساً بالأجهزة بمستشفيات المملكة وغيرها. ٭ بوصفكم أطباء سودانيين هل لكم أي اتحاد أو رابطة لمناقشة قضاياكم؟ حسب القوانين لا تسمح المملكة بإقامة اتحادات أو روابط، ولكن أبناء كل منطقة يقومون بعمل جمعيات مثل أبناء الشمالية وأبناء كوستي، وتقيم هذه الجمعيات الاحتفالات في الأعياد والمناسبات الوطنية، ونحن بوصفنا أطباء سودانيين قمنا بتكوين نقابة في الرياض من قبل السفارة وباءت بالفشل. ٭ ما هي المناطق التي عملت بها داخل المملكة؟ عملت في جدة في مستوصف«دلة» البركة، وأيضاً عملت في المدينةالمنورة في مستوصف تابع لمشروع مستوصف «دلة»، وفي مدينة مكة في عيادات أبراج مكة، وبعدها تم التحويل إلى مجال التأمين الطبي في شركة نكس كير وشركة سند للتأمين وإعادة التأمين. ٭ ما هي المشكلات التي تواجهكم بسبب الاغتراب؟ من المشكلات التي سببها الاغتراب عدم التواصل الأسري مع الأهل في السودان، وعدم مواكبة الأوضاع والتطورات في السودان، وبالنسبة للمجال الطبي وعلى سبيل المثال إذا أتاحت الوزارة فرصة منحة خارجية للأطباء لا يكون لنا علم بذلك، الأمر الذي يعني ضياع العديد من الفرص. ٭ ما هو تقييمك لحصاد سنواتك في الغربة؟ هناك حصاد إيجابي وآخر سلبي للغربة، فمن إيجابياتها تحسين الوضع المالي وزيادة دخل الأسرة، بالإضافة لمواكبة التطور العلمي في مجال التخصص، أما من سلبيات الغربة البعد عن الوطن والأهل والحياة الاجتماعية الموجودة في السودان التي لها نكهتها الخاصة والمميزة عن بقية البلدان. ٭ ما هو تقييمك لأداء جهاز المغتربين؟ أصبحت الإجراءات أقل تعقيداً من السابق، وتم تحسين الكثير من الخدمات، ولكن مما يؤخذ على الجهاز ضغطه على المغترب برسوم ما تسمى المساهمة الوطنية والزكاة، الأمر الذي يشكل عبئاً على غالبية المغتربين ذوي الدخل المحدود. ٭ كيف تقيِّم علاقتكم بوصفكم أطباءً سودانيين بالأطباء من الجاليات الأخرى؟ تربطنا بهم علاقة طيبة خاصة الإخوة المصريين والهنود والباكستانيين، وهؤلاء هم الأقرب إلى الشعب السوداني من حيث العادات والتقاليد والأخلاق. ٭ ما هي المشكلات التي تواجه أبناء المغتربين السودانيين في المملكة؟ من أهم المشكلات التي تواجه أبناء المغتربين فقدانهم التواصل الاجتماعي والترابط الأسري مع الأسر الأخرى، لأن إيقاع الحياة لا يسمح كثيراً بربط أبناء المغتربين مع بعضهم البعض، وكذلك من المشكلات البارزة مشكلة الدراسة، فالرسوم في المدارس السعودية مرتفعة جداً لأبناء المغتربين، وذلك لعدم وجود مدارس حكومية سودانية لأن قانون المملكة لا يسمح بإقامة مدارس أجنبية فيها. ٭ هل يتمتع المغترب بالتأمين الصحي بالمملكة؟ يتمتع المغترب بالتأمين الصحي عن طريق الكفيل الذي يوفره لكل أفراد الأسرة، أما التأمين بصورة عامة فإنه لا يتوفر للأجنبي، وإنما يتعالج علاجاً تجارياً في مستشفيات المملكة. ٭ تجرى الآن في المملكة مساعٍ لتوفيق أوضاع المغتربين تمهيداً لإعادتهم إلى بلدانهم.. ما هو تخطيطك لمستقبلك تحت ظل هذه الظروف؟ سوف أهاجر إلى بلد عربي آخر لمواصلة العمل في نفس مجالي، وعند العودة النهائية أتمنى فتح عيادة خاصة أو شغل وظيفة محترمة توفر لي العيش الكريم داخل بلدي.