يبدأ المغتربون السودانيون العودة لأرض الوطن خلال موسم الإجازات الذي يبدأ في نهاية الشهر الحالي، وبالتأكيد فإن الغتربين عندما يصلون إلى أرض الوطن يكونون في حاجة إلى تلقي خدمات سهلة وميسرة ومبسطة بعيدًا عن الإجراءات الروتينية والغلو والاشتطات في المعاملات، المغترب له حقوق وعليه واجبات، لذلك فمن حقه أن يجد معاملة كريمة وخدمة سهلة وميسرة دون استفزاز أو معاناة طالما هو ملتزم بأداء واجباته، إن الهم الأكبر بالنسبة للمغترب عندما يأتي للسودان في إجازته السنوية يكون أولاً الحصول على تأشيرة الخروج وخوفه من التأخير خاصة إذا كانت عليه استحقاقات مالية، فهو مطالب إما بالسداد الكامل أو التنقل بين مكاتب مديري الإدارات المعنية من أجل التأجيل، كل ذلك يأخذ الكثير من وقت المغترب، أما المعاناة الأخرى والكبرى فهي تلك التي تتعلق بقضاء أمر ما في الدواوين الحكومية، فالإجراءات سلحفائية وتحتاج للكثير من الصبر و(طولة البال)، لقد درج جهاز المغتربين ومنذ فترة طويلة على إقامة فعاليات ثقافية خلال فترة إجازات المغتربين، وخلال هذه الفعاليات يتم نقاش الكثير من القضايا المهمة التي تخص المغتربين ووضع الحلول المناسبة لها، ولكن أعتقد أن الجهاز في حاجة لتجديد شكل الفعاليات بحيث يكون للمغتربين العاديين دور في المشاركة؛ لأنهم المعنيون بكل ما يترتب على هذه الفعاليات، ومن المعلوم أن قضايا المغتربين واضحة وتتعلق بأشياء محددة، ولكن للأسف فإن مطالبهم لا تجد المعالجات الحاسمة حتى ينتقلوا لقضايا أكبر تهم الوطن ككل وتبتعد عن النظرة الضيقة المتعلقة بالهموم الشخصية، العالم من حولنا تجاوز منذ زمن بعيد ضروريات الحياة الأساسية مثل الأكل والشرب والمسكن والتعليم والصحة وهو يتطلع لعالم الترفيه والإبداع ولكن نحن ما زلنا نلهث وراء المتطلبات الأساسية، فالأمر يحتاج إلى وقفة من المسؤولين. ونحن نثق تمام الثقة بأن قيادات الجهاز الحالية قادرة على حل كل المشكلات المتعلقة بالمغتربين خاصة أن هذا الموسم سيكون استثنائيًا وذلك بعودة الكثيرين عودة نهائية بموجب الإجراءات الجديدة التي فرضتها السلطات السعودية بشأن توفيق أوضاع المخالفين لأنظمة الإقامة.