هناك من الرجال من يقولون عنهم رجل كألف وشيخنا عثمان أحمد حمزة الملقب بالفاضلابي معدن من الرجال فريد وهو يزن ألف رجل، وعثمان لا يملك في هذه الدنيا سوى الإيمان والقلب الثابت والرجالة الحمراء، وقد نشأ في قرية الفاضلاب وتملكه حب الوطن والعمل ولكنه سافر إلى جنوب السودان وأكمل بعض تعليمه هناك مع عمه والد الدكتور علي الفاضلابي، نشأ بين الجنوبيين وتعلم لغتهم، ومن تعلم لغة قوم أمن شرهم، ولما جاءت الانتخابات في عهد حكومة مايو ترشح من الجنوب وفاز من هناك وجاء للخرطوم نائباً من ضمن نواب الجنوب، وكان وهو بالجنوب يباشر توجيهاته ويقدم خدماته لقرية الفاضلاب عاملاً على تعميرها بالمرافق، وكانت صلاته قوية بالمسؤولين، وأذكر أننا كنا في معركة انتخابية ساخنة في دائرة الدامر الجغرافية، وكان ضمنها قرية الفاضلاب، وكان يوجه أهله وإخوانه بالفاضلاب ليقفوا معي في هذه المعركة باعتباري خيار أم خير وكنت لا أعرفه ولم ألتقِ به ولكنه كان يقوم بدراسة للشخصيات التي ترشحت واختارني عند أهله بتوجيهاته، ولما جئت للبرلمان بالعاصمة.. وكان برلمان السودان واحدًا وهو مجلس الشعب القومي والتقيت به مع نواب الجنوب وكنت لم أشاهده كما ذكرت ولما شاهدني أخذ عصاه وصار يكبر ويهلل، ومنذ أن عرفت عثمان الفاضلابي الذي يمتاز بالطرافة والمرح ويمتلك كثيراً من المعرفة بالتراث وصلته القوية بالحكام حتى إنه استفاد من هذه الصلة وتمكن من بناء قريته الفاضلاب بمساهمة أبناء عمومته وإخوانه منهم المرحوم الدكتور علي الفاضلابي وإخوانه والأستاذ النوراني واستطاعوا بجهدهم أن يؤسسوا صرحاً صحياً كبيراً بالفاضلاب، هذا إلى جانب المدارس التي كانت قائمة، وهكذا كان عثمان حركة دائبة متصلة، وكما ذكرت لا يملك شيئاً من هذه الدنيا سوى شجاعته وإيمانه القوي، وجاء ذات مرّة للفاضلاب وحضرنا له ومعي ابني وصديقه عبد الرحمن رحمة الله ووجدناه ومعه مجموعة من المهندسين والعمال يقومون بوضع حجر الأساس لجامع كبير، وقلنا له من أين لك هذا؟ وكيف تستطيع أن تبني مسجداً؟ وضحك كعادته قائلاً الله كريم، ويعمل الخير دائماً يتم وللّه متصلة ولغير الله منفصلة، وقلنا له ربنا يتم بخير، وسيمضي عثمان في بناء المسجد ونحن كزوار نجد المواد من أسمنت وغيره، وقام بنفسه وأهله بعمل كمائن الطوب، ثم جاءت شركة زادنا وقامت بالحفريات والخرصانة بقيادة الرجل القامة أحمد الشايقي، ساهم بالكثير، وجاء أصحابه من الدولة والشركات يساهمون، وارتفع المسجد بصورة حديثة على نمط المساجد التي كان يقوم بها الأتراك بالسعودية، وقام بصورة حديثة رائعة، وجاء المهندس البارع فاروق حمد الحاج ليضع لمسات ورسومات ولوحات مبدعة داخل المسجد، ثم قام بعمل مئذنة على نمط المآذن التركية، وقد ذهب للقاهرة وأخذ رسم هذه المئذنة على نمط الهندسة التركية، أخذها من القاهرة، ولأول مرة يطبقها بمسجد الفاضلاب، والمهندس البارع هو من منطقة دنقلا، وأول مئذنة عملها بمسجد قرية ناوا بدنقلا، ثم قام ببناء مسجد ترحال للشيخ تاي الله غرب طابت، وعمل مسجد أم ضوًا بان للخليفة يوسف، وعمل مجمع الشيخ البرعي بالخرطوم، وعمل كثيًا من المساجد، يضع لمساته الهندسية بجامع الفاضلاب الذي قام بتأسيسه عثمان الفاضلابي رجالة حمراء وصلات قوية بأهل الخير، واليوم المسجد في طريقه للاكتمال وسيكون ذلك في ميزان حسنات من ساهموا فيه وسيكون الخير والإحسان عند الله للمبروك الكريم عثمان الفاضلابي وأهل الخير والفاضلاب، جعلنا الله وإياك م من عباده الذين يعمرون بيوت الله سبحانه وتعالى، وإن شاء الله نحن جميعاً في دعوة تاريخية لافتتاح هذا المسجد الذي قام به عثمان الفاضلابي جعله الله في ميزان حسناته.